

إن هذه الأوقات التي نعيشها تعد من أصعب الأوقات وأكثرها تزييفا لمعاني ومفاهيم الصداقة، فنرى أشخاص يسمون بالأصدقاء وهم لا يمتون للصداقة بصلة، يصادقون الآخرون بغرض اقتناص مصلحة أو صعود منصب، وعند أخذ الحاجة وكأنه لا يعرف أنه في يوم كان له صديق، ويضرب بمعنى الصداقة عرض الحائط. بالطبع هذه ليست بصداقة إنما استغلال وانتهازية، فهل من المنطق انتهاج طريق الغدر والحيلة والتظاهر بالطيبة وحسن الأفعال للوصول الى غاية دنيوية زائلة.
إن الصديق الوفي بات في هذا الزمان كأبرة في كومة قش يصعب على المرء أن يجد صديق مخلص وفي، والذي أصعب منه الحفاظ على هذا الصديق، وبسبب العولمة وما تبعها من التركيز على الماديات على حساب القيم والمبادئ، أصبحت المجتمعات تتراجع عن قيمها وأخلاقها شيئا فشيئا، وحلت الأنانية والمصالح محل الأخلاق والمثل السامية وهي المحك في بناء العلاقات الإنسانية المختلفة، وباتت الانتهازية والنفاق لعبة يتقنها فريق من البشر.
لكن هل كانت المصالح والاهواء هي السبب وراء تغير معادن الناس؟ ام أنها حجج للتهرب من تبعات خلقية وانسانية وراء مصادقة الآخرين؟! يعتقد جمهور من الناس أن الصديقي الوفي، أصبح ماضيا وانتهى وهو حلم وردي آن الأوان لوضعه على الهامش وبدلا منه التركيز على متاعب ومشاق الحياة، فالحياة بمجرياتها الحالية لا تدع مجالا لأن يكون هناك علاقات نقية صافية من غير هدف، لكننا نعتقد أن الصديق الوفي مازال موجودا، وإنما هي غشاوة ستنقشع في يوم ما، وتعود المجتمعات الى سابق عهدها وتعود قيمة الصداقة، كما قراناها في سيرة الاسلاف وسمعناها من أحاديث الأهل والجيران، ويبقى الأمل في أن تعود الصداقة إلى ما كانت عليه، ونقف على مآثر الاخلاص والوفاء فيها والتي نراها في اجمل معانيها متمثلة بالصديق الوفي
المصدر : https://www.safinow.com/?p=22028
عذراً التعليقات مغلقة