المرحومة الحاجة فاطمة العويسي : قصة مشجعة الدفاع الحسني الجديدي التي كسرت الحواجز

المرحومة الحاجة فاطمة العويسي : قصة مشجعة الدفاع الحسني الجديدي التي كسرت الحواجز

-أسفي الأن
نساء ونساء
-أسفي الأن13 يوليو 2023آخر تحديث : الخميس 13 يوليو 2023 - 4:46 مساءً
5555555 - بقلم : أحمد الزوبن *** تعتبر الرياضة وخاصة كرة القدم من أهم المجالات التي تجمع الجماهير وتثير العواطف والانتماء، وفي تلك الفترة الزمنية البعيدة كانت النساء تعاني من العديد من القيود والتحجيمات في مجتمعنا، ومن بين تلك القيود كان عدم قدرتهن على دخول ملاعب كرة القدم كمشجعات، لكن في ظل هذا الواقع، ظهرت شخصية استثنائية استطاعت تحطيم هذه الحواجز وتجاوزت التقاليد المجتمعية، إنها الدكالية المرحومة الحاجة فاطمة العويسي، أول امرأة مغربية تلج ملاعب كرة القدم كمشجعة في الستينات من القرن الماضي.
المرحومة الحاجة فاطمة العويسي كانت مشجعة وفية للدفاع الحسني الجديدي، وكانت تعشق هذا الفريق بشغف واحلى ذلك من خلال قرارها الجريء بدخول الملاعب الرياضية وحضور مباريات الفريق الدكالي، كسرت العديد من القيود الاجتماعية والتقاليد التي كانت تمنع دخول النساء للملاعب في تلك الفترة، وهذا القرار الجريء لم يأتِ بدون ثمن، فقد تعرضت فاطمة العويسي لانتقادات من قبل عائلتها والمجتمع الذي لم يكن مستعداً لتغييرات من هذا النوع.
بالرغم من التحديات والمعاناة التي واجهتها، استمرت المرحومة الحاجة فاطمة العويسي في دعم فريقها المفضل وتابعت جميع مبارياته بكل اهتمام، كانت رفيقة فريق الدفاع الحسني الجديدي في جميع رحلاته وانتصاراته وهزائمه، وعاشت معه أفراحه وأحزانه وكانت دائماً تعبر عن حبها العميق للفريق وتصرخ بكلمتها المشهور “غنموت ومغنشوفش الفريق ديالي يفوز باللقب”.
من اللحظات التاريخية التي شهدتها مسيرة الحاجة فاطمة العويسي كان حضورها لفوز الدفاع الحسني الجديدي بكأس العرش سنة 2013، كانت هذه اللحظة فخراً لها ولجميع النساء اللواتي كافحن من أجل حقوقهن والمساواة في المجتمع.
في أيامها الأخيرة، وبينما كانت تصارع المرض، عاشت فاطمة العويسي حزناً عميقاً لما سمعت أن هناك خلافات نشبت بين فصائل الفريق الذي عاشت من أجله وساندته طوال حياتها، تأثرت بشدة بهذا الواقع المرير، لكنها استمرت في رسم البسمة على وجهها والتعبير عن حبها للفريق حتى آخر لحظة في حياتها.
تجسدت شخصية الحاجة فاطمة العويسي في قصة صمود وتحدي، وقد ألهمت العديد من النساء والشباب بشجاعتها وعشقها للرياضة.
لن ينسى الجمهور الجديدي هذه الشخصية الاستثنائية التي كسرت الحواجز وفتحت الأبواب أمام النساء للمشاركة في الرياضة بكل حرية.
بفضل روحها المتجددة وحبها العميق للدفاع الحسني الجديدي ستظل المرحومة الحاجة فاطمة العويسي حاضرة في ذاكرة الجمهور الدكالي بصفة خاصة والجمهور المغربي بصفة عامة.
ستبقى رمزًا للتغيير والتحدي، لن ننساك أبدًا المرحومة الحاجة فاطمة العويسي.
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة