مدينة أسفي تغرق … أينكم يا منتخبون … ؟

مدينة أسفي تغرق … أينكم يا منتخبون … ؟

-أسفي الأن
2025-06-08T18:43:37+01:00
أسفياراء بلاقيودالشأن المحليكلمة العدد
-أسفي الأن8 يونيو 2025آخر تحديث : الأحد 8 يونيو 2025 - 6:43 مساءً
مدينة أسفي تغرق … أينكم يا منتخبون … ؟
DSC 0288 scaled - بقلم // عبد الهادي احميمو *** أكتب عمودي هذا من مدينة أسفي ـ مدينة وهبها الله كل شيء فيها جميل ،إلى المنتخبون بجميع الأصناف و كل واحد من موقعه يقول بأنه منتخب و مسؤول  بمدينة تاريخية ، لها تصميم تضاريسي عبارة عن تلة مترفعة تطل على البحر بأنفة ، شواطئ برمال ذهبية متلألئة ، وحزام من الصخور تتصدى لهجمات الموج المتمرد المتكبر، حتى من المصطافين من طغيانه ، بعدما أختفى المنقذون ولم يظهر لهم أثر تاركين المصطافين يسبحون في فم بحر هائج بالغرباء ، دون إدراك منهم أنهم كمن يلعب بأنياب الضبع ، مياه بحر أسفي نقية لا يعكر نقائها سوى طحالب الإنتخابات متناثرة من هنا و هناك ، تدل على الساحل لا زال لم تغزه المدنية الحديثة بملوثاتها ، أناس طيبون يعرضون خدماتهم بشكل بدائي وتقليدي ، منهم من يتوسط في كراء شقة خلال يوم أو يومين في جولة سياحية و منهم من يتاجر يمهن التجارة بحثا عن “طريف ديال الخبز ” وسط جموع الزوار .
لكن إذا ما تجاوزنا هذه الخصال الربانية التي منحها الله لحاضرة المحيط ، فإن المسؤولين عن أسفي لم يقوموا بواجبهم في حق هذه المدينة ، يوجد في مدينة أسفي شوارع رئيسية  ،الكل يعرفها و يعرف عنوانها  هو التهميش ، شارع الرباط و سيدي بوذهب وباب الشعبة والمدينة القديمة ووووو المتناثرة على جنباتها أكثر من عدد من المارة الذين يعبرونها ، روائح تلك الازبال تجعل ضيف المدينة يندم على زيارتها ، وعلى طول ذلك الشوارع يتجسد مهرجان البؤس ، حفر وأتربة وما تبقى من عشب حديقة صار قشا ، و حقدا في مخطط تهيئة المدينة على مستوى سداجة تصاميم البناء ، حيث تبدو البنايات من خلال تصاميمها بئيسة وكئيبة ، شبيهة بحانات أفلام “الويستيرن” ، بأزقة متربة ومحفرة ، لا ينقصها سوى نصب خيام لتبدو مثل مخيم للاجئين ، لا رقابة لضيوف المدينة ، الكل يلغي بلغاه سماهم على وجوههم من أثر الهشاشة والإقصاء ، يعتقدون أنه لا دخل للمسؤولين في حال مدينتهم ، فحتى صنابير مياه الشرب ضعيفة الصبيب  ، تصدق عليها مقولة ” هاهو كيشعل ….هاهو كيطفا ” ، الإنارة هناك للمعتمدين  تشتغل على مزاجها ، إن شاء جاء وإن شاء مشى ، وأما الليل في مدينة أسفي فهو رتيب في غياب برنامج ترفيهية هادفة ، وحده نسيم البحر العليل الذي ينعش الصدور والقلوب ، يمكنه أن يُنسي الزائر هذه ” الحكرة” ، 
ماذا لو أن أسفي  هي بدون مسؤولين ؟ ، كيف كان سيكون حالها ؟  وهل ثمة حال هو أسوأ مماه عليه ؟ ، يقينا لا ، فدرجة التهميش والإهمال التي تعيشها أسفي  قد خرقت الحضيض وباتت أسفله ، فالمدينة من الواجب أن يقضي سكانها بتقديم شكاية لدى السيد العامل ، حول ما اقترفوه في حقها المنتخبون .
و لقد قال جلالة الملك في خطاب العرش الأخير “ان عدم القيام بالواجب هو نوع من أنواع الفساد “، ونعتقد أنها رسالة بليغة ، تقول ل” مكيحشمش” نوض تخدم راه لفانت ديالك والسليت ديالك هو نوع من أنواع الفساد ، بل هو أشد أنواع الفساد فتكا بالمجتمعات ” ، أليس إهمال أسفي من طرف المسؤولين عن تسيير شؤونها هو صورة بشعة ورهيبة من صورالفساد ؟ ،أليس من الواجب ربط مسؤولية المسؤولين هناك بالمحاسبة ؟ ، الحصول ، الى أن يدرك المسؤول الغشاش أن غشه وتهربه وإهماله وتقصيره في مهامه هو شعبة من شعب الفساد ، نقول بحشرجة وألم ” إذا لم تخش خطاب الملك ولم تخش القانون ، فأنت حتما لا تخشى حتى الله ، والعياذ بالله .
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة