
ويمكن القول بأن آخر هؤلاء المبدعين في فن “الكذب” هو السيد الرئيس و اي رئيس هدا و أكيد لن يكون آخرهم،الذي أعلن في جلسة ما عن كلام مسئول أستحسنه الكل داخل قاعة الإجتماعات التي عرفت إحدى الدورات لمناقشة ميزانية المجلس الجماعي المنتخب او في حفلة من حفلات ما تعرفها المدينة بتغيير لون مؤسسته التي يرأسها ، و الذي أطلق كذبة ليس على نفسه فقط و إنما على التاريخ ككل كما هي عادة رؤساء المنتخبة .
السيد الرئيس و تعليقا منه على قال بالحرف: “نحن سنشارك في هدا الملتقى وسندعمه ، ونمنح الأولوية في وجداننا وفي تقاربنا وسياساتنا لتسويق منتوج المدينة إعلاميا على صعيد جميع المستويات ”.
و تناسى السيد الرئيس و هو يطلق التصريحات العشوائية يمينا و شمالا أما الحضور وكأنه في دورة من دورات المجلس والمستشارين ترتفع اياديهم بالتصفيق و من كان يتابع أشغال الدورة يبتسم تلك الإبتسامة الصفراء ، و هو يدلي بالتصريح السالف الذكر في كامل قواه العقلية أو في وعيه على الأقل؟
لقد أصبح فن الكذب سياسة ، للإهانة والإذلال والتوبيخ سلوكاً ، والاعتذار والتعويض ومشاعر الندم فروضاً غائبة. والخطير ان هذه الآفات لم تعد خاصة بحفنة من الأفراد، وانما أصبحت لصيقة برؤساء الجماعات المنتخبة بجميع أصنافها ، بل بأغلب الجماعات الجهوية و الإقليمية والحضرية والقروية بحاضرة المحيط ، وأكبر حلفائها على ظهر الكرة الأرضية ، ناهيك بالطبع عن حلفائهم الاستراتيجيين من النواب و الأعضاء والموظفين الموالين للسيد الرئيس وطفله المدللة بالمؤسسة .
هذه الظاهرة المروعة التى أصبحت ترسم ملامح صورة بشعة وقبيحة – وللأسف بلغة الواقعية – للدبلوماسية فى زمن الهيمنة السياسية المتطفلة يقدمها لكم اليوم عن الوعود و الكذب لرؤساء الجماعات ”
وبالطبع فان هذه الظاهرة ليست جديدة تماماً فى السياسة المغربية والأسفية على الخصوص إذ نلاحظ ان ” استخدامات الكذب – مثلاً – فى السياسة كانت هى المراوغة والتهرب من المجتمع المدني ، أما الآن فقد بات الكذب أداة أو مظلة وسياسة للتراوغ والهروب من المواطن ،
ونضيف كذلك بان ” الكذب أصبح إذن أداة من أدوات السياسة بالمدن المغربية و أسفي على الخصوص ، وارتبط به قلب الحقيقة ، ولعل أشهر الأكاذيب فى التاريخ الحديث كذبة رئيس إحدى المؤسسات المنتخبة: ” رئيس بلا مواطن و و رئيس بلا أرض . وفى التاريخ المعاصر كذبة يوليوز 2025 ” . فقد أصبحت ممارسة الكذب شائعة فى السياسة والعلاقات بين الأعضاء للوصول لهدفه المنشود بدرجة غير مسبوقة فيما بات الاعتذار فريضة غائبة” .
المصدر : https://www.safinow.com/?p=21833
عذراً التعليقات مغلقة