نظرة الاحتقار و”تخلف العقليات” يلاحقان عمال النظافة في آسفي

نظرة الاحتقار و”تخلف العقليات” يلاحقان عمال النظافة في آسفي

-أسفي الأن
الشأن المحلي
-أسفي الأن20 يوليو 2025آخر تحديث : الأحد 20 يوليو 2025 - 2:11 مساءً
1 4 - تحت خيوط البرد القارص والشمس يلوذ الجميع بالفرار، ويتوارى الناس في الأبنية وتحت أغطيتهم الدافئة، هربا من البرد القارس وحرارة الشمس؛ لكن هناك أشخاص لم يستسلموا لذلك الانخفاض الشديد في درجات حرارة و الشتاء، بل واجهوا واقعهم قسرا لا رغبة في المواجهة، وتسلحوا بمعدات عملهم وارتدوا ملابس خشنة بألوان فاقعة تحمل شعار الشركة التي يعملون لحسابها. الكل يعلم بان المطارح مهددة دائما بالروائح الكريهة و النيران

بملامح أرهقتهم الأيام بعد قضائهم ساعات قليلة رفقة زوجتهم وأبنائهم ببيوتهم التي يبعد عن مقرات عملهم بالكيلومترات.. وبإصرار وعزم كبيرين وبعينين ثاقبتين، يخرج كل فجر باتجاه الملحقة التابعة للعمل كي يثبت حضوره في الوقت المحدد للعمل.لكن الغريب في الأمر لمادا عرقلة إفراغ الشاحنات من النفايات بالمطرح ، و ماهو المشكل في ذلك ولماذا هاته الأعمال.علينا جميعا  أن نعمل يدا واحدة من أجل الحوار لما في مصلحة الجميع وليس لزيد أو عمر.أتضنون ان عرقلة عمل عمال النظافة قد يعود بالمنفعة ،لا و ألف لا ؟ وهل هناك يد خفية من وراء دلك ؟

2 4 -

ليجد عامل النظافة نفسه كل يوم وليلة في مواجهة هذه الأكوام، التي تؤرق الساكنة بسبب الرائحة الكريهة التي تنبعث منها و الحشرات الضارة التي تتجمع حول المطرح ، ويبقى عامل النظافة وحده في قلب معركة وتحدّ لمواجهة هذه النفايات “بأسلحة” تظل تقليدية من قبيل “المكنسة” وقطعة خشب وبعض الأجهزة المتواضعة التي تكلفه وقتا طويلا لإرجاع الحي او المطرح التابع له إلى ملامحه الأصلية.

وبينما الناس تستمع بمشاهدة أفلام سينمائية ببيوتها الدافئة بأرقى أحياء المدينة ، و هل تعتقد ان ان منع افراغ الشاحنات تصرف عقلاني لالالالالا ، لكن كل هاته الافعال تزيد من تعبهم من مهنة لم يختاروها بل قدرت عليهم ودفعتهم الحاجة والعوز إلى امتهانها بعيدا عن اختيار المسار الذي طالما راوده في طفولته.

وعلى أمل تغيير العقليات الأسفية المرهقة التي تزيد من تعبهم، تواصل هذه الفئة الشغيلة عملها بالتفاني بكل أمل على الحصول على غد أفضل، وتستمر في منح شوارع مدينة آسفي في حلة جديدة تدب فيها الحياة من جديد بعيدا عن واقع مرير نتطلع للأفضل.

3 3 -

يقول عامل النظافة ، الذي يكفل أسرة تتكون من أربعة أفراد، في حديث لجريدة أسفي الآن: “منذ 10 سنوات وأنا أشتغل عامل نظافة، فالعقليات لم تتغير؛ بل ما زلنا نواجه حوادث خطيرة، ونتعرض للجرح بالزجاج المتراكم بالقمامة، ناهيك عن النفايات خطيرة التي ترمى بالحاويات مع النفايات المنزلية والتي تكون في اتصال مباشر مع أيدينا… والأمر الذي يعرضنا لخطر كبير”.

وحاصرت الأمراض عددا منهم، وأصبحت جزءا من حياتهم اليومية جراء إصابتهم بعدوى الأمراض المنقولة من النفايات الطبية الخاصة بالمصحات الكائنة في بعض الاحيان الذي يشتغلون فيه، والتي تفضل التخلص من نفاياتها بالحاويات التابعة للشركة عوض توقيع اتفاقيات شراكة مع أخصائيين في التخلص منها؛ هو الأمر الذي يدفع عمال النظافة سلامتهم .
ولا تغيب من ذهن الرجل النحيل حوادث إيجاده أشياء غريبة في بعض الأحيان بحاويات القمامة؛ منهم يمرض جراء تعرضه للبرد القارس، وآخرون أحياء، الأمر الذي دفعه دائما إلى التصرف بجدية مع ذلك الموقف والاتصال برب عمله لإعلام السلطات.

وتختبئ مئات القصص والحكايات لمادا محاصر هاته الشاحنات لإفراغ النفايات بالمرح وهل بهدا التصرف يمكننا ان نقضى على كل هاته المطالب التي يرغب فيها المواطن من الصعب القاسية وراء وجوه أتعبتها الأيام والليالي الطويلة في مهنة فرضتها عليهم صعوبات الحياة من أجل ضمان لقمة عيش كريمة. لكن الحوار يخلق مخدرات الحوار . إنهم عمال النظافة التي قدست مهنتهم دولا متقدمة وشيدت لهم التماثيل في الميادين العامة، احتراما لهم وتقديرا لعملهم بينما تفانى البعض في شرملتهم بالأحياء ومدن المملكة.

4 -
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة