
قصة نجاح السيد محمد الفطاح عامل اقليم آسفي الذي استطاع بحسه التواصلي واصغائه الشديد وتجسيده لفلسفة القرب والمفهوم الجديد للسلطة ،ان يغادر مكتبه ويمتطي صهوة سيارته ليعاين عن قرب مختلف المؤسسات خاصة ذات البعد الاجتماعي في دلالة ورمزية كبيرة مع ما تمثله من عناية فائقة بالرأسمال البشري .
فمن عادة المسؤولين الكبار أن يصنعوا حول أنفسهم جدارا شفافا في مقابلة الآخرين، جدارا لا يمنعهم من ان يروا ما خلفه، لكن يمنعهم من أن يقتربوا اكثر، سواء أكان ما خلف الجدار معلومة أم سبقا صحفيا أو موقفا أو حتى مشاعر إنسانية، هذا الجدار الذي كان حديديا في العقود السابقة وصار الآن من زجاج مضاد للفضول هو ما يسمى الهيبة، ونادرون هم رجال الدولة الذين يفرضون هيبتهم دون أن يبنوا حولهم عازلا، بل يفرضون هيبتهم حتى وهم يفتحون مكاتبهم وقلوبهم للناس.
ونجزم أن محمد الفطاح واحد من هؤلاء، فلم تخطئ وزارة الداخلية في تكليفه بمهمة عامل على إقليم آسفي ، فلقد أبان الرجل عن قدرة هائلة في العمل على وضع استراتيجيات تنموية وأمنية واقتصادية…
فمنذ توليه كرسي المسؤولية و اعتلائه منصب عامل إقليم آسفي ، كرس المفهوم الحقيقي الجديد للسلطة ففتح باب التواصل مع رعايا صاحب الجلالة من مواطنين و جمعيات المجتمع المدني و الهيئات السياسية والنقابية و الجسم الإعلامي و المنتخبين حيث كان السيد محمد الفطاح قبل بداية أي لقاء أو حوار يقدم نفسه بالاسم و الصفة ليقتدي به المتكلمون لينشأ جو من التناغم بين السائل والمسؤول بدون حالات النفور والرتابة التي كانت تسود سابقا في لقاءات لمسؤولين كبار برعايا صاحب الجلالة بإقليم آسفي.
لقد ترك الرجل انطباعا جيدا لدى ساكنة الاقليم والمدينة بدون استثناء واكتسب رضاهم، لقد أصابت وزارة الداخلية في تعيين محمد الفطاح عاملا على هذا الإقليم آسفي ، حيث أصبح من الممكن للمواطنين أن يروا لأول مرة ما لم يروه، فمتى كانت آخر مرة شاهد فيها المواطن الأسفي عاملا أو منتخبا يزورهم ليطمئنهم ويخفف عنهم؟ فساكنة إقليم آسفي كانت في امس حاجة لرجل ميدان كمحمد الفطاح ينزل إليها ليطمئن على شؤونها ويمنحها الأمان.
مباشرة بعد تعيينه عاملا على إقليم آسفي قادما إليها من مدينة خنيفرة ، أبان الرجل عن حنكة لم يشهدها الأسفيون من قبل، فلأول مرة رأوا المسؤول الاول بالإقليم “كيشوفوه داخل الأحياء والدواوير … وزيد وزيد” كل هذا رصدته الصحافة المحلية و الوطنية كي لا يقول البعض أننا نجامل عامل الإقليم .
صحيح أن بعض المشككين و ذوي النوايا السيئة طعنوا في عفوية هذا المشهد ووصفوه بالسينمائي، ولكنهم معذورون، فكل المشاهد الغير المألوفة تثير الريبة، لكن من يعرف تاريخ محمد الفطاح ، يمكنه بكل ارتياح أن يفند هذه الشكوك و الاتهامات، ويعلن أن ما قام به الرجل جزء من عمله بعيدا عن الاستعراض.
محمد الفطاح ذو الكاريزما الأمنية الذي يحب أن يستمع أكثر مما يتكلم، هادئ الطباع، ليس بالشخص الذي ينتشي بالبقاء في مكتبه المكيف، فهو يترجل من مكتبه متدخلا في كل طارئ يستحق التدخل، حتى أن المواقع الإلكترونية بعضها من وصفته ب “قاهر المفسدين“، توصيفا لرجل لا يمنح هامشا للتردد ولا للتراجع.
هكذا إذن، كان مجيء محمد الفطاح عاملا على إقليم آسفي بداية تحول في تاريخ هذا الإقليم، لقد جعل الفطاح المواطن الأسفي يدرك بكل قوة بأن عودة الأمان والرفاهية إلى آسفي رهين بتضافر جهود الجميع… فاليد الواحدة مهما كانت قوية وحازمة فإنها لا تصفق.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=22136
عذراً التعليقات مغلقة