الأديب والشاعر المغربي إدريس الملياني وروايته”الدار الحمراء” في ضيافة جمعية أمل جزولة للتنمية والحكامة بسبت جزولة

الأديب والشاعر المغربي إدريس الملياني وروايته”الدار الحمراء” في ضيافة جمعية أمل جزولة للتنمية والحكامة بسبت جزولة

-أسفي الأن
ثقافة وفنون
-أسفي الأن11 نوفمبر 2019آخر تحديث : الإثنين 11 نوفمبر 2019 - 12:01 مساءً
 -
?

عبدالحق أيوبي ** نجاح كبير ذلك الذي عرفته الأمسية الثقافية التي نظمتها جمعية أمل جزولة للتنمية والحكامةمساء يوم الجمعة 8 نونبر2019 بالقاعة الكبرى ببلدية سبت جزولة بعد أن توفرت لها  جميع عناصر النجاح  إن على مستوى موضوع اللقاء أو مؤطريه أو نوعية الحضور.

  وإذا كانت الجمعية الفتية بالمجال الترابي لسبت جزولة ( جمعية أمل جزولة للتنمية والحكامة ) قد سطرت مجموعة من الأهداف لهذا الحدث من قبيل المساهمة في تحريك واقع الجمود الثقافي الذي تعيشه سبت جزولة على جميع الأصعدة وبالتالي قيادة الفعل النضالي على مستوى حق المواطن الجزولي من برامج التنمية الثقافية سواء على مستوى بنيات الاستقبال وما يمكن أن تحتويه ( خزانات . قاعات للعروض والمناظرات ….) وهي رسالة موجهة للفاعل المحلي والإقليمي والجهوي مفادها أن استمرار الصمت والصوم وتجاهل أهمية تنمية وتثمين الفعل الثقافي بسبت جزولة لن يزيدها إلا عزلة وتيئيسا يزكي المسار الذي انساق إليه أغلب الشباب( لامبالاة . مخدرات ….)

    وإذا كانت الجمعية وهي تنظم هذا الطبق الثقافي لم تتوقع انغلاق الركح العبدي البكر كمجال وكتاريخ وتراث وحضارة على الدراسة والبحث إلى أن شرعت( بفتح الراء وتشديدها) رواية” الدار الحمراء” أولى نوافذها ، إذ قال عنها الناقد والأديب ميلود العضراوي بكونها   ( الدار الحمراء)” أول منتوج فكري ثقافي ينبش في تاريخ عبدة “المنسي والذي مازالت تحفظه مجموعة من المآثر التاريخية بالمنطقة ومازالت الرواية الشفوية تتداوله توارثا. وعن ظروف اهتمامه بموضوع الرواية وأحداثها يقول صاحبها بأن الإنتاج الفكري عموما ليس له مكان ولا زمان معين، بل إن الحنكة والملكة الفكرية التي يتميز بها المثقف هي التي تفرض نفسها في لحظة معينة. فهل كان قدرا أن يغفل ” المثقف العبدي” وكذلك المؤرخون عن مساهمة منطقة عبدة في صناعة تاريخ المغرب؟ وبالعودة إلى رواية” الدار الحمراء” كآخر إنتاجات إدريس الملياني الاستثنائية في هذا الصنف الأدبي، إذ يعرف كشاعر ومترجم،فقد تم طبعها سنة 2017، تتضمن 17 فصلا تم تصديرها بمقولة لأوفيد” بعض الأشياء لايقدراحد على ترتيبها  وإذا تحدث بالمصادفة،فإن كثيرا منها يسير على ما يرام “.

        قال بصددها الناقد ميلود العضراوي بأنها ليست فقط رواية حكي،بل فيها أشياء مطمورة داخل النص بما فيها المناهج الانطربولوجية في العلوم الانسانية وهذا ما يسمح بتصنيفها أيضا كرواية تاريخية توثيقية أنطربولوجية  إلى جانب تصنيفها كرواية كلاسيكية … وفي نفس السياق قدم إدريس الملياني روايته لجمهوره بسبت جزولة قائلا أن تقديمه لرواية “الدار الحمراء ” لا تختلف عن قراءة أي شخص آخر لها، لأن ظروف التأليف وزمنه تختلف عن ظروف إعادة القراءة التي قد تتغير بخصوصها معطيات متعددة تجعل المؤلف نفسه يعيد النظر في مجموعة من الأفكار والمعطيات التي سبق له أن دونها أثناء التأليف،ومع ذلك قدم عدة معطيات بخصوص بعض فصول الرواية الأكثر إثارة للجدل وخصوصا ما تعلق بأصول وعادات وتقاليد القبائل المذكورة في النص التي تبقى كل شخوصها واقعية وأحداثها مزيج من المتخيل والواقعي ، وبذلك تصبح الرواية عبارة عن بحث اجتماعي مما يستلزم من الكاتب استحضار خلفيته المعرفية والعلمية . وفي الأخير قام الأديب إدريس الملياني بقراءة بعض فصول رواية ” الدار الحمراء” .

   مداخلات الحضور النوعية كما علق عليها المؤلف أو كما قال بشأنها الدكتور ميلود العضراوي ” لا تختلف في  شيء عن المحاضرات والعروض التي تقام في القاعات وصالات العروض في أكبر المدن أوفي مدرجات الجامعات والكليات ” منها ما انصب على رواية ” الدار الحمراء كجنس أدبي من حيث شخوصه وأحداثه وزمانه ومكانه وأسلوبه الذي اقترب من لغة الشعر كاختصاص برع فيه الكاتب وقاده إلى العالمية، في جوانب أخرى أشارت تدخلات الحضور اعتبار الرواية كمدخل لدراسات وأبحاث لسبر أغوار المنطقة  وإبراز مساهمتها في تاريخ المغرب، فهل كان فعلا مدبرا أن تعيش سبت جزولة التهميش والإقصاء حتى على مستوى البحث والتأليف؟ ألم يساهم رجالاتها وقبائلها في استقلال المغرب؟ ألم ينل أهلها البطش والتنكيل من المستعمر ومن قياده؟ ألم تصب سبت جزولة بوباء ومصاعب طبيعية كباقي مناطق المغرب عبر التاريخ؟

  عندما نتحدث هنا عن سبت جزولة فإننا نتحدث عنها كعاصمة لمجال ترابي واسع يتجاوز قبيلة عبدة إلى القبائل المجاورة نظرا لأن أمكنة الأحداث التاريخية لا تعترف بالحدود الجغرافية بينها،وأبرزت رواية ” الدار الحمراء ” جوانب متعددة من ذلك …

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات