أزمة الصيد الساحلي بالجر بالمغرب

أزمة الصيد الساحلي بالجر بالمغرب

-أسفي الأن
عين على الفيس بوكمــــــوانئ
-أسفي الأن30 أكتوبر 2020آخر تحديث : الجمعة 30 أكتوبر 2020 - 12:55 مساءً
11111 -

كلميم 29 اكتوبر 2020 ** عمار الحيحي **يعد صنف الصيد الساحلي بالجر من الشرايين الأساسية لقطاع الصيد البحري بالمغرب حيث يوفر اكثر من ربع مليون ( 250 الف ) منصب شغل مباشر و غير مباشر و يوفر الغداء لحوالي مليونين شخص لكنه ظل حبيس منهجية تدبير و تسيير تقليدية عشوائية اثبتت الممارسة المهنية فشلها و أصبحت تهدد سيرورته و كينونته و كلما لاحت في الأفق بوادر تدفع في إتجاه الإصلاح إلا و انبرى حنين الماضي لوأدها في المهد من طرف المتحكمين في مفاصل هذا الصنف موظفين في ذلك جورا إنفرادهم بحق التمثيلية الرسمية و مخاطبة دوائر القرار تارة بالتخويف و تارة بالتظليل أو التطبيل هدفهم من ذلك الحفاظ على الوضع الراهن لكن الحقيقة بدأت في البزوغ للعيان أكثر من أي وقت مضى لأن الطبيعة تأبى الجمود و الفراغ .
منذ مجئ الإدارة الحالية و تنزيل إستراتيجية أليوتيس حضي أسطول الصيد الساحلي بالجر ببرنامجين طموحين لتحديث و عصرنة المراكب سميا بإبحار 1 و 2 حيث خصصت لهما الملايير من المال العام حيث تم بناء عشرات المراكب ذات خصائص محترمة caracterestiques assez importantes من حيث الحجم ( الحمولة ) و محركات ذات قوة جبائية من 500 الى 700 حصان على أنقاض مراكب صغيرة كانت تمارس انشطتها بالقرب من الموانئ او ما يطلق عليه بلغة الحنطة (اسرح و روح ) .
تحديث و عصرنة أسطول الصيد الساحلي لم يكن بالمستوى المطلوب و لم يوفي بالنتائج المرجوة لعدم إقتران الدعم المادي بدفتر تحملات صارم و مراقبة جادة بأوراش بناء المراكب مما جعله يزيغ عن أهدافه ( غياب أماكن الإستحمام بالمراكب و تواضع المرافق الصحية و صغر المطابخ و غياب أماكن الأكل ….إلخ ) و الأفظع انه تم إعتماد محركات ذات قوة جبائية أكبر الشئ الذي أدى إلى تضاعف إستهلاك الكازوال ( قد يصل إلى 1200 لتر يوميا ) في غياب الدعم لهذه المادة الحيوية subvention مما جعل مصاريف رحلات الصيد لهذه المراكب تتضاعف مرتين ( قد تصل إلى 15000 درهم يوميا ) بما في ذلك الظلم الممارس في الإقتطاعات حيث تتم من المبيعات الخام Brute ( حوالي 17% ) و ما يرافق ذلك من تضارب و فوضى صارخة في أسعار المحروقات بالموانئ و هنا مربط الفرس الذي يفسر إستفحال ظاهرة التهريب الخبيثة رغم الغرامات الثقيلة التي يقع فيها المخالفون التي اتى بها قانون الصيد غير القانوني و غير المنظم و غير المصرح به Loi INN ، كل هذا دون الحديث عن تواضع التثمين و التسويق التي يتحمل مسؤليتهما المكتب الوطني للصيد ONP .
شح الموارد السمكية و إنهيار معظم المصايد الخاصة بالصيد بالجر في الشريط الممتد من بوجدور حتى السعيدية على شريط ساحلي شاسع يمتد على أكثر من 2800 كلم و غياب مخططات تهيئة مستقلة و فعالة تأخد بعين الإعتبار تقليص مجهود الصيد بهذه السواحل الشاسعة و المتنوعة في جرفها القاري Plateaux continentaux على شاكلة مخطط تهيئة مصيدة الأخطبوط جنوب بوجدور للأسف الشديد جعل الإستثمارات المعتمدة في صنف الصيد الساحلي بالجر توجه بوصلتها كليا في إتجاه المنطقة C الممتدة من بوجدور حتى الكويرة حيث لا تتعدى مسافتها 750 كلم مما شكل ضغطا رهيبا عليها و أضحت السواحل الوطنية تشهد موسما بعد آخر موجات نزوح جماعي لمراكب الجر من الوسط و الشمال في إتجاه الجنوب حيث تصطف مئات المراكب في طوابير طويلة بالموانئ لإنتظار دورها في الحصول على تراخيص الولوج Visa حيث لا تتعدى هذه التراخيص أصابع اليد الواحدة لكل مركب خلال موسم كامل سواءا كان شتويا او صيفيا للولوج إلى المنطقة C جنوب بوجدور في ظل التطبيق الصارم لبنود مخطط تهيئة مصيدة الاخطبوط لسنة 2004 la matrice الذي يجيز الولوج ل 150 مركب فقط خلال عشرة ايام و أصبحت ظاهرة الإكتضاض تهدد سلامة الموانئ خصوصا ميناء العيون حيث عجزت الإدارة و التمثيليات المهنية التي تشارك في صناعة القرار عن إبداع حلول لهذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد هذا الصنف من الصيد في مقتل .
في سنة 2004 إنتفضت فعاليات الصيد البحري بالمغرب ( الإدارة – المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري – التمثيليات المهنية – مجتمع مهني …إلخ ) لإنقاد إستثمارات الصيد في أعالي البحار من الإنهيار و ذلك بإعتماد مخطط توافقي في شكله و تحايلي في مضمونه !!!!! لتهيئة مصيدة الأخطبوط جنوب بوجدور ( la matrice ) و كان لهم ما أرادوا حيث تم إنقاد ثلثين من الإستثمارات مقابل تهميش إستثمارات موازية و ظلت الأطراف المستفيدة من هذا الوضع تعض عليه بالنواجد و تدافع بشراسة على إستمرار العمل به رغم انه كما يقال جرت مياه كثيرة تحت الجسر منذ تنزيل المخطط المذكور .
اليوم و إنصافا للتاريخ و بعد ما يناهز 16 سنة من المعاناة أليس حريا بأولئك الذين وقفوا وقفة رجل واحد سنة 2004 أن يبادروا إلى إبداع مخططات لإنقاد إستثمارات أسطول الصيد الساحلي بالجر الذي بدأ الشلل يتهدد أطراف جسده و بالتالي الحفاظ على عشرات الآلاف من فرص العمل التي لم تعد تغري آلاف البحارة الذين بدؤوا فعليا مغادرته نحو أصناف أخرى من الصيد !!!!!! ؟؟؟؟؟

ملحوظة :
مخطئ و واهم من يعتقد أن تضاعف قيمة مراكب الصيد الساحلي بالجر دليل قاطع على تعافي القطاع و نجاعة تدبيره و تلك حكاية أخرى سنفصل فيها لاحقا إن شاء الله .

* النائب الاول و الناطق الرسمي
الكنفدرالية العامة لربابنة و بحارة الصيد الساحلي بالمغرب

كلميم 29 اكتوبر 2020
عمار الحيحي *

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة