أنــــا لــــيـــســـت لـــدي فــــكـــرة عــــن أســــفـــي ..

أنــــا لــــيـــســـت لـــدي فــــكـــرة عــــن أســــفـــي ..

-أسفي الأن
الشأن المحلي
-أسفي الأن21 مارس 2021آخر تحديث : الأحد 21 مارس 2021 - 11:11 صباحًا

wxwxwx - مــــيـــرانــــي الــــنـــاجــــي / أســــفـــي ** حين يصدر مثل هذا الاعتراف من رئيس يقود حكومة مغربية ، وهو في نفس الآن أمين عام لحزب يسمي نفسه العدالة والتنمية ، فتلك هي قمة العبث ، فـمـا مـحـل الإعـراب إذن من زيارة الـعـثـمـانـي لـمـديـنـة لا يعرفها ، وكيف يترأس حكومة وهو ليست لديه أدنى فكرة عن مدينة وصفها بن خلدون بحاضرة المحيط ؟ ..
في هذا السياق نورد مجموعة من الملاحظات للمساهمة في النقاش العام حول واقعة زيارة سعد الدين العثماني لمدينة أسفي ..
1. حكاية العثماني بأسفي شبيهة بمتطفل حضر وضيمة ، ولما انتهى سأله أحد الفقهاء الحاضرين ، من دعاك هنا ، وأنت لا تحفظ من القرآن سوى سورة المائدة ؟ ..
صمت المتطفل ، ثم سأله مرة ثانية ، هل أنت صديق الفقيد أو من أهل الميت ؟ .. فرد المتطفل متجشئا ، الحمد لله ، أنا لست صديقا للفقيد ، ولا أعرف الميت ، ولا أهل الميت ، جئت فقط لأكل من نعش العشاء الأخير ..
تلك إذن هي حالة جميع المتطفلين على الحياة السياسية ببلادنا حين أصبح العمل السياسي يضج بالتجار والأنذال..
2. وحسب تقديرينا الشخصي ، فاعتراف أمين حزب العدالة والتنمية بكونه ليست لديه أدنى فكرة عن مدينة أسفي هو اعتراف بالجهل وغياب التنسيق والتواصل بينه وبين أتباعه وقـواعـده ، وصك اتهام ضد الفرع الإقليمي للحزب ، وكوادره ، وبرلمانييه ، ومنتخبيه الذين لم يقوموا بواجبهم التمثيلي للتعريف بالمدينة ومشاكلها لأمينهم الحزبي على الأقل ..
3. وحين يقول رئيس الحكومة بلا خجل ، وبالصوت والصورة على هامش لقاء حزبي بأسفي ، بأنه ليست لديه فكرة عن أسفي ، فهذا معناه أن السيد العثماني ينتمي لكوكب آخر أو أن مدينة أسفي تنتمي لعالم آخر ، سلوك العثماني في حق مدينة أسفي هو استفزاز لمشاعر ساكنة عبدة ، وللمغاربة قاطبة ، واستهتار بالواجب والمسؤولية التي من المفروض أن تتوفر لدى رئيس حكومة سياسيا وأخلاقيا ..
4. لاشك أن السيد العثماني قد صاغ مقولته عن أسفي على طريقة الكوجيتو الديكارتي ، لكن بأسلوب مغاير لقواعد المنهج ، وبمفردات مشحونة بالعدم والنفي ، ( أنا ليست لدي فكرة عن أسفي ، إذن أنا غير موجود ) ..
بهذا الكوجيتو العثماني إذن يكون الواقع الحزبي بالمغرب قد دخل مرحلة الكساح واللامعنى بصيغة العبث والفوضى ، وأن علاقة اللاوجود هي السند السائد في العلاقة بين الأحزاب والمواطنين ..
5. من العار أن يصرّح رئيس الحكومة بأنه لا يـملـك فكرة عن أسـفــي وأطفال المدارس الابتدائية من خلال دروسهم لديهم على الأقل فكرة عن أسفي ، وكيف يدبر رئيس حكومة شؤون المغاربة وهو لا يعرف شيئا عن مدينة هو مدين لها ، وبفضل أصوات البعض منها أصبح رئيسا يتمتع بالكرسي والراتب وأشياء أخرى ؟ ..
6. كيف نقبل من رجل شعاره العدالة والتنمية وهو غير ” عادل ” في أقواله وأفعاله ، وغير مؤهل لـ ” تنمية ” معلوماته وأفكاره ، وكيف نتقبل بؤسه المعرفي ، وجهله بمدينة تعتبر ملتقى الحضارات على مر العصور ، أليس من المضحك والمبكي أن يسألنا أطفالنا الصغار ، من هو هذا الرجل الذي حل بمدينتنا ، ويجهل تاريخها العريق ، أليس من الخزي والعار أن نجيبهم ، إنه رئيس حكومة البؤس والأزمات ؟ ..
7. وبالمقابل سيدي الرئيس ، إذا كنت لا تعرف عنا شيئا ، فنحن نعرف عنك الكثير ، نعرف كيف كنت ، وكيف أصبحت ، نعرف كم هو راتبك الذي تقتطعه من ثروات مدينة أسفي ، ومن جيوب وعرق الفقراء ، وإذا كنت لا تعرف عن أسفي شيئا ، فلا حاجة لنا بأن نذكرك بأن تقرأ التاريخ ، وخصوصا تاريخ أسفي الضارب بجذوره في القدم ، وأن تسأل من يمثلوا حزبك عن ثروات أسفي أين تذهب ، وأن تسأل برلمانيي حزبك عن الإهمال والموت البطيء الذي ينخر جسد أسفي ، وأن يدلوك مريدوك على جراحنا العميقة التي عمقت منسوب الفقر والأحزان ، ألم تقدم لك قواعدك بيانات القهر والحرمان التي جعلت من جل شباب أسفي مشروعا للمخدرات والإدمان ، ألا تعرف بأن مدينتنا بلا مستشفى ، وأن من ساقه القدر إلى تلك البناية الحزينة إما أن يموت بسبب الإهمال أو يموت وهو في الطريق إلى مراكش أو البيضاء ، ألا تعرف بأن مدينتنا غارقة في التلوث تتنفس بلا رئتين بدخان الكبريت وأدرانه ، ألا تعرف بأن المواطنين الذين جئت تطلب صوتهم بأسفي ، بـعـضهـم يعـيـش بلا كهـرباء ، وبلا ماء ، وبلا واد حار ، وبعضهم اغـتصبت ممتلكاتهم بدون حسيب ولا رقيب ، ألا تعرف بأن أسفي مدينة نشيطة ومنتجة ، ورغم ذلك شبابها عاطـل ومعـطـل ، وبلا مـسـتـقـبـل ، ألا تعرف بأن المدينة التي لا تعرفها لطالما صرخ أهلها احتجاجا ضد الظلم والفساد ، وباختصار ، إذا كنت لا تسمعنا ، ولا تعرفـنا ، فنحن بدورنا لا نعرفك ، ولا نود معرفتك ، وإلى المحطة المقبلة ..
مــــيـــرانــــي الــــنـــاجــــي / أســــفـــي
18/03/2021

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة