
تــبــا لــك أيــتــهـــا الــســاحــرة ، قــد تــمــوت الأشــيـاء ولا تــمــوت الـذاكــرة ، كــل الأمــكــنـة تــعــرف أنــك أنـت الــديـكــتــاتــورة ، وأنــا صـــهـــيــل الـــجـــنــون فـوق صـــهــوة الأســـطــورة ..
أنـا الـسي ” عـبـد الـتـادر ” أنــا ، هـكـذا اشـتـهــرت فـي سـبـعــيـنـيـات الــقــرن الــمـاضــي بـأسفــي ، طــيــف شـارد ، مــديـد كـالـشـاهــد ، جـــســدي خـــرطــوشــة رصـاصــة ، ورأسـي إجـاصـة ، كــل أحـــيــاء أســفـي تــعــرفــنـي بــلا مــنــازع ، جــامــعــة كــرويــة تــمــشــي فــي الــشــارع ، ظــلّــي فـي الــجـريــفـات سـجّــادة ، وفـي رحـــات الـريــح قــلادة ، والــبــاقـي أخـــذه تــراب الـصــيــنــي بــلا زيــادة ..
كــنــت جَــمَّـاعَــةٌ مَــنَّـاعَــة ، لــم يــكــن وقــتــهــا عـالـمـكـم قــريـة صـغــيـرة ، ولا ” بــيـن ســبــور ” ولا جــزيــرة ، كــنـت أنـا الـمذيـاع بــالإجــمـاع ، غــيــور عــلــى اتــحـــاد أســـفــي حــتــى الـنــخــاع ، خـــبـــيــر فـي الــتــحـالــيــل ، حــريـص عــلـى كــل الــتــفــاصــيــل ..
تــقــول الــحــكــايـة ذات يــوم ، وأنـا الـعــائــد مــن عــالــم الـغــيــب ، كـان الــصــغــيــر ” عــبــد الــقــادر ” يــلـعــب مـع أقــرانـه ، وفــجــأة أغــضـب بـشـغــبـه جــنـيّـاً داخـل بـالـوعـة مــســكــونـة عــلـى رصـيـف الــدرب ، فــحــوّلـه إلــى مـشــروع مــيــت ، كــفَّــنــوا الــصــغــيــر ، ثــم حــمــلــوه إلــى مــثــواه الأخــيــر ، وفـجـأة وهــو فــي الـطــريـق ، هــب بــكــفــنــه مــن ظــلام الــغــيــبــوبــة ، وفــر المُــشــيِّــعُـــون مــذهــولــيــن حــيــارى ، ســكــارى ومــا هــم بــســكــارى ، ومـنـذ ذلـك الـــحــيــن ، تـــحـــوّل الــرجــل إلــى هـــيــكــل عـــظـــمــي بــلا أحــشــاء ، وانـحــرف حــرف اســمـه مـن الــقـاف إلــى الــتــاء ، ثــم زاغـــت بــاقــي حـــروف لــســانـه عــن حــالــهــا ، وأضــحـــى الــســـي ” عــبــد الــتــادر ” فــاكـهــة للـــتــنـــدر..
حــكــايــات ونــوادر كــثــيــرة رافــقــت هــذا الــطــيــف الــســاحــر ، بــجــســـمــه الــنــحــيــل ، وزمــنــه الــجــمــيــل ، وســتــبــقــى صــورتــه هــامــشــا لـمــرحــلــة عــابــرة ، وخــيــالا فــي الــذاكــرة ..
ومـهــمــا زحــف الــزمــن بـجــنــونــه الــمــاكــر ، فــلـن يــسـتــطــيـع مـــحــو ظـــلال هــذه الــصــورة ، صــورة رجــل عــاش بــيــنــنــا مــحــبــوبـا ، وكــأنـــه خـيـال وأســـطــورة ..
مــــــيــــرانــــي الــــنــــاجــــي
ســــلا فـــي 06/04/2022
المصدر : https://www.safinow.com/?p=21788
عذراً التعليقات مغلقة