ظلام قنطرة تانسيفت.. إهمال يقتل على الطريق بين مراكش وتامنصورت

ظلام قنطرة تانسيفت.. إهمال يقتل على الطريق بين مراكش وتامنصورت

-أسفي الأن
مراكش
-أسفي الأن30 يونيو 2025آخر تحديث : الإثنين 30 يونيو 2025 - 12:07 مساءً
b2780d89 6b8a 4f15 a8b4 71c1f269ca9c - ♦صابر ايت عسو **** تتواصل معاناة مستعملي الطريق الرابطة بين مدينة مراكش وتامنصورت في صمت قاتل، يتكرر كل مساء على مستوى قنطرة واد تانسيفت، حيث يغيب نور المصابيح كما يغيب الإحساس بالمسؤولية،آلاف السيارات تمر يومياً عبر هذا المعبر الحيوي، الذي يفترض أن يكون نموذجا للسلامة الطرقية، لكنه تحول إلى معبر موحش، تغلفه العتمة وتغيب عنه أدنى شروط الأما،. الإنارة العمومية هناك ليست مجرد حاجة ثانوية، بل ضرورة قصوى لإنقاذ الأرواح ومنع الكوارث، في هذا الامتداد الإسفلتي الذي يعبر الوادي، لا شيء يوحي بانتمائه إلى مدينة سياحية عالمية مثل مراكش.

الظلام يخيم على الجسر، وحركة السير تمتزج بالريبة والخوف. سائقو سيارات الأجرة، الحافلات، والشاحنات الثقيلة يعبرون بحذر، يخففون السرعة، يحدقون في المجهول، ويتوقعون الأسوأ، ليس من النادر أن تسمع عن حادث أو اعتداء، عن سيارة اصطدمت، أو عن شخص سقط ضحية هجوم مباغت في العتمة، ومع ذلك، لا أحد يتدخل، لا صوت يرتفع من داخل المجالس المنتخبة، ولا تحرك يخرج من ردهات مكاتب المسؤولين. المفارقة أن الحديث عن التنمية لا ينقطع، والخطط الاستراتيجية تتوالى، والوعود تملأ الحملات الانتخابية، لكن الواقع لا يزال يصرخ من فوق هذه القنطرة المعتمة، حيث تنقلب الوعود إلى سراب، وتتلاشى الاهتمامات الحقيقية بالمواطن في دوامة الإهمال.

كيف يُعقل أن يظل هذا المعبر، الذي يعج بالحركة، بلا إنارة منذ سنوات؟

هل تنتظر الجهات المسؤولة كارثة جماعية لتهرع بعدها بكاميرات الإعلام وبيانات التعزية؟

ما يحدث في قنطرة واد تانسيفت ليس مجرد خلل تقني، بل صورة مصغرة لفشل في التدبير، وعنوان لصمت بليغ تقابل به معاناة يومية، المواطن هناك لا يطالب بالمستحيل، فقط ضوء يرشده في ظلمة الطريق،ولكن حتى هذا الضوء البسيط يبدو حلما مؤجلا

وفي انتظار أن تُضاء القنطرة، تظل الأرواح عرضة للمجهول، والطريق شاهداً على عتمة في الفعل قبل أن تكون في المكان

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة