
الظلام يخيم على الجسر، وحركة السير تمتزج بالريبة والخوف. سائقو سيارات الأجرة، الحافلات، والشاحنات الثقيلة يعبرون بحذر، يخففون السرعة، يحدقون في المجهول، ويتوقعون الأسوأ، ليس من النادر أن تسمع عن حادث أو اعتداء، عن سيارة اصطدمت، أو عن شخص سقط ضحية هجوم مباغت في العتمة، ومع ذلك، لا أحد يتدخل، لا صوت يرتفع من داخل المجالس المنتخبة، ولا تحرك يخرج من ردهات مكاتب المسؤولين. المفارقة أن الحديث عن التنمية لا ينقطع، والخطط الاستراتيجية تتوالى، والوعود تملأ الحملات الانتخابية، لكن الواقع لا يزال يصرخ من فوق هذه القنطرة المعتمة، حيث تنقلب الوعود إلى سراب، وتتلاشى الاهتمامات الحقيقية بالمواطن في دوامة الإهمال.
كيف يُعقل أن يظل هذا المعبر، الذي يعج بالحركة، بلا إنارة منذ سنوات؟
هل تنتظر الجهات المسؤولة كارثة جماعية لتهرع بعدها بكاميرات الإعلام وبيانات التعزية؟
ما يحدث في قنطرة واد تانسيفت ليس مجرد خلل تقني، بل صورة مصغرة لفشل في التدبير، وعنوان لصمت بليغ تقابل به معاناة يومية، المواطن هناك لا يطالب بالمستحيل، فقط ضوء يرشده في ظلمة الطريق،ولكن حتى هذا الضوء البسيط يبدو حلما مؤجلا
وفي انتظار أن تُضاء القنطرة، تظل الأرواح عرضة للمجهول، والطريق شاهداً على عتمة في الفعل قبل أن تكون في المكان
المصدر : https://www.safinow.com/?p=21799
عذراً التعليقات مغلقة