
إن القادم صادم. هكذا يقول التاريخ، وهكذا تسير الأمور وفق منطق التحديات القائمة. فالمزاوجة بين الأصالة والمعاصرة حتمية تاريخية نتيجة لتحولات الراهن السوسيوـ ثقافي الذي يسير نحو مغرب جديد يحتضن التنوع والاختلاف.
إن الفعل المنتج هو مِعوَل البناء، وعندما تتحول المرأة المبدعة إلى عنصر فاعل في المشهد الحزبي والسياسي، فمن الطبيعي إذن أن تجد في طريقها أصواتاً مزعجةً تنبح خلفها.
ذلك هو قدر السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، ومعها حزب الأصالة والمعاصرة، وهي ترسم صورة مغايرة لواقع مغاير يمتح من فلسفة الواقع.
لم يعد خافياً على أي متتبع للتحولات السياسية ما يتعرض له حزب الجرار من هجوم
مدروس، تحركه هواجس باثولوجية تعكس خلفيات إيديولوجية ضيقة محكومة بحملة مأجورة تستهدف الأطر الفاعلة في المشهد السياسي، فتارة تُستهدَف حكامة الوزير السيد محمد مهدي بنسعيد، وتارة كفاءة الوزيرة السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، وتارة جدارة الفاعل السياسي الوطني السيد سمير كودار.
كل هذه التهجمات المدفوعة بحقد سياسوي لن تزيد حزبنا إلا متانة ومناعة، ولن تزيد فاطمة الزهراء المنصوري إلا قوة وصلابة، فالزهراء في قلعتها الحمراء أبانت عن كفاءة عالية في التسيير والتدبير، وقادت مسيرتها السياسية نحو تنمية مبدعة بوّأت عروسة السياحة المراكشية بغزارة في التنوع، ورافعت من موقع الواقعية السياسية على صورة مغرب متنوع في الاختلاف والسياسة، والتراث والمعاصرة.

من هنا تكمن أصالتنا المسنودة بالعمل الحزبي الجاد الذي أعطى للمرأة مساحة للإبداع والتفكير، فكانت المنصوري نموذجاَ للمرأة البامية التي استطاعت أن تنجح بكفاءتها في الجمع بين مسؤولية الاستوزار ومهام التسيير والتدبير.
لا أحد ينكر ما حققته هذه المرأة في المجالين الحزبي والسياسي، وما برعت فيه على المستوى الحكومي والوطني، لقد عملت الزهراء في مجالها فأبدعت، وواكبت كل ما ينبض خيراً لمصلحة الوطن، وتماهى بنسعيد مع مغرب جديد، مضيفاً نَسَغاً لربيع ثقافي عتيد، وتساوق سمير كودار مع جهة متنوعة، برؤية مبدعة، وقد يكون هذا الشق المشرق في سماء البام هو الذي أزعج تجار الحملات الانتخابية، وشنّاقتها المأجورة.
الحزب بكوادره صَرْحٌ يقف على أرضية شامخة، منفتحٌ على أصالة مغربية صادقة، ومعاصرة منفتحة على كل الاحتمالات الممكنة، وتعتبر فاطمة الزهراء المنصوري إحدى الأعمدة الأساسية لصرح الحياة السياسية، سواء داخل الحزب، أو على امتداد التجربة الديمقراطية ببلادنا. وهنا لابد من الإشارة إلى خصوصية المنصوري، فتميّزها هو تميّز للمرأة المغربية في المجال السياسي، وقيمة مضافة للعمل الحزبي والنضالي.

فكل استهداف لهذه المرأة هو استهداف للعنصر النسائي قاطبة، وأسلوب إقصائي للسنوات المريرة التي قضتها المرأة في النضال من أجل إشراكها في العمل السياسي إلى جانب الرجل.
لم تعد المرأة ورقة توت تعبث بها رياح الخريف السياسي، بل هي البذرة والنواة التي تسخر من طواحين “دون كيشوط”، وتبرهن على أن المنصوري رحم ولاّد، وأن حزب الجرار لن تزعزعه صيحات فارغة.
من هنا نقول للمتربصين والمتربصات، فالزهراء في عرينها البامي لن تمل ولن تكل، وستبقى تلك المرأة الصلبة التي تجمّع فيها ما تفرّق في غيرها، جرّار في كل بيت وكل دار، متدفقة في سيرورتها ثابتة في صيرورتها، مترفعة على الثرثرة السياسية، لأنها عنصر يؤمن بالفعل والممارسة.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=21949
عذراً التعليقات مغلقة