
مركز تصفية الدم باليوسفية لم يكن مجرد مرفق صحي، بل أصبح شريان حياة حقيقي لمرضى الإقليم، حيث منحهم الأمل في متابعة علاجهم بالقرب من أسرهم ومجتمعهم، بعد سنوات من التنقل اليومي الشاق إلى مدن أخرى، مع تحمل أعباء مادية ونفسية هائلة.
وأكد المرضى أن الوضع الحالي غير مقبول، خصوصاً وأن أي تأخير في حصص تصفية الدم قد يكون مميتاً بالنسبة لهم. وحسب مصادر مطلعة، فإن الطبيبة الأخصائية انتقلت منذ سنة، دون فتح منصب لتعويضها من قبل وزارة الصحة، رغم أن الإدارة المركزية تتحمل كامل المسؤولية عن الوضع.
أما الممرضة الرئيسة، فقد تم نقلها إلى مركز الصحة الإنجابية منذ قرابة سنة، دون تعيين بديل، ما خلق فراغاً تنظيمياً حاداً. وأوضح بعض العاملين في القطاع أن ضعف التعويضات والضغط الكبير الناتج عن التعامل المباشر مع المرضى يجعل منصب الممرض الرئيس غير جاذب، وهو ما يفاقم الأزمة.

ورغم الاحتجاجات، اضطر المرضى للعودة لاستكمال جلسات غسيل الكلى خوفاً على حياتهم بعد تدخل ووعود من أجل إصلاح الوضع ، وهو ما يعكس حجم المعاناة اليومية والحاجة الملحة لتدخل عاجل.
وعلمت مصادرنا أن عامل إقليم اليوسفية تدخل شخصياً لمتابعة الملف، إلا أن التساؤلات لا تزال قائمة حول سبب تأخر افتتاح مركز تصفية الدم بمدينة الشماعية، رغم انتهاء الأشغال منذ مدة طويلة، وهو مركز كان من شأنه تخفيف الضغط على مركز اليوسفية وتوفير العلاج لعدد أكبر من المرضى محلياً.
ويؤكد المتتبعون أن الوضع يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة، مثل:
فتح مناصب مالية مستعجلة لتعويض الطبيب والممرضة الرئيسة وضمان استمرارية العلاج.
التعاقد مؤقتاً مع أطباء وممرضين لتغطية النقص حتى توظيف بدائل دائمة.
الإسراع في افتتاح مركز الشماعية لتخفيف الضغط على مركز اليوسفية.
تحسين الحوافز المالية والإدارية للعاملين بالمركز لضمان استقرارهم وجذب المزيد من الكفاءات.
المرضى يرفعون صوتهم اليوم ليس فقط من أجل أنفسهم، بل من أجل مستقبل صحي أفضل لجميع سكان الإقليم، مطالبين السلطات بوقف كل العقبات التي تهدد حياتهم. الوقت لم يعد يحتمل، وحياتهم بين أيدي المسؤولين الذين يتحملون مسؤولية كل يوم تأخير.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=22201
عذراً التعليقات مغلقة