في لفتة إنسانية تعكس أسمى قيم التكافل الاجتماعي والمواطنة الحقة، نظمت مدرسة عبدة الخاصة لتكوين الممرضين وعلوم الصحة بمدينة آسفي مبادرة تضامنية متميزة لفائدة المتضررين من فيضانات “باب الشعبة” والمدينة القديمة، هذه المبادرة التي لم تكن مجرد تقديم للمساعدات، بل كانت درساً في الإنسانية وحفظ كرامة المواطن.
▪︎التنظيم المحكم: الكرامة أولاً
بذكاء تنظيمي وحس إنساني رفيع، اختارت مؤسسة عبدة أن تكون هي “البيت الكبير” الذي يستقبل المتضررين، فبدل التوزيع العشوائي في الأزقة، اعتمدت اللجنة المنظمة استراتيجية الإحصاء القبلي الدقيق للعائلات والمهنيين المتضررين (ومن بينهم حامي تراث الخزف بباب الشعبة).
تم استدعاء المستفيدين إلى مقر المؤسسة في أجواء طبعها الانضباط والتقدير، حيث تسلموا “قففهم” والبطانيات و الملابس، بعيداً عن صخب الزحام، في خطوة نبيلة تهدف بالأساس إلى “حفظ ماء وجههم” وصون كرامتهم في ظل هذه الظروف الصعبة.
▪︎شراكة عابرة للمدن: قلب واحد من آسفي إلى البيضاء ومراكش
تجلت قوة هذه المبادرة في قدرة مدرسة عبدة على حشد الدعم والتنسيق مع جمعيات وازنة من داخل الإقليم وخارجه، حيث شارك في هذا العمل النبيل:
* جمعية نساء الخير.
* جمعية العهد الجديد.
* جمعية السعادة .
هذا التحالف الجمعوي قدم نموذجاً يحتذى به في سرعة الاستجابة والفعالية، مؤكداً أن التضامن مع “آسفي” هو واجب وطني يجمع شتات القلوب من مختلف جهات المملكة.
▪︎طلبة الصحة: ممرضون بقلوب رحيمة
جسد طلبة مدرسة عبدة الخاصة للصحة في هذه المبادرة روح “ملائكة الرحمة”، فإلى جانب التنسيق اللوجستيكي، كان، حضورهم المعنوي بين المنكوبين بلسماً خفف من وطأة الصدمة، حيث أثبت هؤلاء الشباب، أن ممارسة علوم الصحة تبدأ أولا بالشعور بآلام الآخرين والوقوف بجانبهم في المحن، مقدمين بذلك صورة مشرفة لطلبة التمريض بالمغرب.
▪︎رسالة أمل من قلب المؤسسة
إن احتضان مدرسة “عبدة الهاصة لتكوين الممرضين و علوم الصحة” لهذه القافلة الإنسانية، يؤكد دور المؤسسات التعليمية في الانخراط المباشر في قضايا المجتمع، فبينما فقد العديدون دفئ الحياة، وجدوا في هذه المبادرة يداً تمتد لتشد على أياديهم، ليس فقط بالدعم المادي، بل بالتقدير والاحترام الذي أعاد لهم ولو جزءاً بسيطاً من طمأنينته.
ختاماً، ستبقى هذه المبادرة شاهدة على أن “آسفي” عصية على الانكسار، وأن مدرسة عبدة وشركاءها من الجمعيات قد بصموا على صفحة بيضاء في سجل التضامن المغربي، عنوانها العريض: العطاء بكرامة.
L
المصدر : https://www.safinow.com/?p=22617





عذراً التعليقات مغلقة