الإعتماد الصحفي في زمن الجائحة

الإعتماد الصحفي في زمن الجائحة

-أسفي الأن
كتاب الرأي
-أسفي الأن29 أبريل 2020آخر تحديث : الأربعاء 29 أبريل 2020 - 1:41 صباحًا
456 - بقلم عثمان الودنوني**لا أعتقد أن شرط إيفاد لائحة بأسماء الصحافيين العاملين ليلا في زمن الطوارئ الوبائية أمر يمكن أن يستدعي حساسية أمام هذا المجهود الوطني الكبير الذي تبذله المؤسسات الأمنية، و التي تغامر بتعبئتها البشرية من أجل حماية المواطنين و تحصينهم، صحيح ان حرية الإخبار سمحت للكثير من المتسللين من نوافذ مفتوحة للإساءة للمهنة و هذا طبعا ليس بجديد طالما انه تحصيل لسنوات من التساهل قبل ميلاد المجلس الوطني للصحافة كإطار منظم و ملزم ، و بالرغم من الإحاطات النقابية التاريخية الكثيرة و المواقف المحذرة من هذا الخطر اللامهني الذي كان ليس فقط محدقا بالمهنة لكن بالسلوك التعبيري المنحرف الذي تتجند اليه الآن الدولة لمواجهته و ردعه .
شخصيا أجد في إلزامية البطاقة المهنية انتصار كبير للمهنة، بعد أن كان العشرات من الشباب و الشيوخ المتحمسين الهواة ينتحلون صفة صحافي ببطائق غير مهنية و مايكروفونات ملونة بعناوين مختلفة لا تتوفر في مؤسسيها الشروط المهنية الملزمة . كما أجد في شرط إيفاد لائحة بأسماء الصحافيين العاملين ليلا امر في زمن الجائحة امر عادي و طبيعي، فمثلا عندما يكون الصحافي الرياضي في مهمة تغطية مباريات دولية للمنتخب الوطني أو بطولات وطنية أو قارية لابد للمؤسسة الإعلامية من إيفاد لائحة بأسماء الفريق الصحفي و هذا الطلب الخاص بالإتحادات الرياضية المنظمة لا يشكل حساسية للمهنيين الرياضيين مهما إختلفت بطائقهم الجمعوية، بل يكون ميدانيا مطلبا ناجعا و أساسيا حماية للعمل الصحفي و تسهيلا للولوجيات و تنظيما للحدث..حيث لولا الإعتمادات المؤسساتية المهنية محددة بالزمن و المكان لتحولت منصة الصحافة و الجنبات المخصصة للتغطية لفوضى عارمة… لذلك أرى انه لابد أن ننتقل من اساسية البطاقة المهنية كشرط مهني لا يناقش و اساس العمل الصحفي إلى جزئية مكملة وهي الاعتماد المهني المرفق لتسهيل الفرز والتنظيم في زمن فوضى الولوجيات… و العمل الميداني المختلط الذي بداخله الكثير من المتسللين .
الاكيد في رأيي ان التواصل الميداني مع المؤسسات الأمنية في زمن الطوارئ الوبائية بطريقة إيفاد لائحة المهنيين سيسهل حجر الكثير من المنتحلين للصفة، و الأكيد ان العمل ليلا في هذه الظروف ليس ترفا للمؤسسات المهنية بل مجهودا و مغامرة مهنية تستحق كل التقدير و الإمتنان و الحذر كذلك، و سهر المؤسسات الوطنية الأمنية لحماية الأشخاص و الممتلكات في هذه الظروف واجب وطني يستحق كل الشكر و التقدير..ولابد من تعرفها على الضمانات المهنية للصحافيين الميدانيين من خلال بطاقة الصحافة المهنية كفرض لازم، و الاعتماد المهني الليلي الموضوع لدى الجهات المحددة في البلاغ تحديدا مهنيا للزمن و المكان خلال الظروف الراهنة، دون استشعار تضييق مهني في الموضوع، أو مساسا لحرية الصحافة، بقدر ما اعتبار الإجراء حماية لمهنة الصحافة من المنتحلين لصفاتها..لقد اكتشفنا ان زمن الملائمة أحبط دخول الكثير من العناوين إلى الحياة المهنية التي لم تستوفي الشروط اللازمة، وكان المانع خيرا لصحافتنا الوطنية .
ان شاء الله سيتعافى الوطن…، ستزول الحمى الوبائية الشديدة بحول الله..و سيزول الألم..شكرا لكل الأقلام و العدسات المرابطة، و شكرا لكل الأيادي الوطنية، التي كانت ومازالت ساهرة، تنشف عرق جبين الوطن من حمى الجائحة..
رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات