أسفي والحاجة الملحة إلى مستشفى جامعي .

أسفي والحاجة الملحة إلى مستشفى جامعي .

-أسفي الأن
2020-05-09T23:08:05+01:00
الشأن المحليصحة
-أسفي الأن9 مايو 2020آخر تحديث : السبت 9 مايو 2020 - 11:08 مساءً
32 1 - أسفي الأن *** من الأمور  البديهية التي أصبحت واضحة وجلية لدى ساكنة مدينة أسفي، هو أننا أصبحنا نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى مستشفى جامعي ليس الغرض منه التطبيب فقط، ولكن ليحفظ ماء وجوه منتخبينا ومسؤولينا ويحفظ كرامة مرضانا، ويقيهم الجمع بين المرض والتشرد في مدن “الناس ” ،فكل يوم يقصد فيه المئات من المواطنين المدن المجاورة لأداء العمليات الجراحية الخطيرة او لحصص الأشعة لمرضى السرطانات اوتصفية الدم  لمرضى القصور الكلوي، حيث تتقطع بالمرضى و عوائلهم السبل في مدن مراكش والبيضاء والرباط، وتتعدد معاناتهم و مايكابدونه من ازمات حيث تنضاف إلى أمراضهم المستعصية تلك، أعباء سيارات الإسعاف وتكاليفها الباهظة، او حتى شدهم الرحال عبر حافلات النقل بين المدن وسيارات الأجرة، ليجدوا انفسهم يعانون أشد العناء ، وفي احسن الأحوال مشردون هم وأسرهم في مدن كبرى لاترحم، ليصبح التفكير في المرض ثانويا ويصبح المشكل الأساس في تأمين سكنهم وتنقلهم وقوتهم اليومي عبئا آخر ينضاف امام ضيق ذات اليد ،وبالتالي تغيب العدالة الصحية في بعدها المجالي ،ففي الوقت الذي عرفت فيه مدن نفس الجهة تدشين العديد من المؤسسات الطبية بقيت أسفي خاوية الوفاض، فمقارنة بمدينة مثل مراكش التي تجمع بين مؤسسات استشفائية عمومية  كبرى (مستشفى محمد السادس -مستشفى عسكري – مستشفى ابن طفيل …زد عليها المؤسسات الخاصة كالمصحة الدولية وهلما جرا …هنا نحن نغبط  عاصمة الجهة لما هي عليه ونتمنى لها المزيد لأن  القطاع الصحي وجب أن يعادل حجم المركبات الفندقية بها ، ولكن إذا ما عقدنا المقارنة بمستشفى يتيم ووحيد مؤسس منذ خمسينيات القرن الماضي حيث يعيش الضغط على تجهيزاته وموارده ،يجعلنا  أمام اللاعلاقة بين البينين .وقد بينت أزمة كورونا حجم المعاناة بسبب ضرورة السفر وخاصة في اتجاه مراكش بالنسبة لعديد حالات السرطانات وكيف شكل ذلك كابوسا لهم ولأسرهم، ولم يعد احد يفكر في معاناتهم …فكل العار على مدينة من حجم حاضرة المحيط بتاريخها التليد و باقتصادها القوي ان تشرد أبناءها عنوة وكأن هذه المدينة يقوم اقتصادها على تجارة “البابوش” والخبيزة “ونحن نعلم أنها عصب الاقتصاد الوطني بما تنتجه مركباتها الكيماوية وماتضخه من عملة صعبة في ميزانية الدولة، أضف إليها ثرواتها الطبيعية من الصيد البحري والتي تؤمن اليوم جزءا مهما من الأمن الغذائي الوطني من الثروة السمكية ،وتؤمن حتى تزويد بعض الدول بها في وقت صعب  زمن الجائحة ،كما نستحضر هنا المشاريع الصناعية الكبرى مثل المحطة الحرارية والميناء المعدني وزد على ذلك قطاع الخزف وعائداته من “الدوفيز” …

إن فشل ساسة الإقليم ومسؤوليه لعقود من الزمن في الترافع على كسب رهان مستشفى بتخصصات مختلفة يضم كل العلاجات ويحقق الاكتفاء الذاتي لتأمين التطبيب العمومي لساكنة إقليم أسفي ومايحيط به من مدن وبلديات وجماعات قروية ،ليعد وصمة عار على عاتقنا جميعا، حيث ستبقى مسؤولياتنا التاريخية امام أجيال عانت في الماضي واجيال من المستقبل لم نؤمن لها الحد الأدنى من هذه الخدمات الحيوية ، وستبقى الصحافة تحمل نفس الوزر كذلك، لأنها انحازت و غالت في وظيفة “تنكافت ” وتاجرت في أحلام المرضىوالمستضعفين ولم تتكلم عن همومهم في الكثير من المناسبات  إلا بمنطق تصفية الحسابات وتحقيق الترضيات،  و  لم تترافع كما ينبغي عن الساكنة ولم تكن قريبة من همومها مقابل صحافة نشر الكوارث والتسابق على تشجيع البهراجانات لتحقيق امتيازات رخيصة ولحظية، وتلميع لأحذية مسؤولين وسياسيين لم نجن من ورائهم سوى الفشل، في حين أمنا لهم بوعي او بدون ذلك مصالحهم وكنا لهم الغطاء لمواراة كوارثهم  …
منذ سنوات ونحن ننادي بمستشفى متعدد التخصصات يحمي عوراتنا، لكن في احسن الأحوال كنا ننعث بالعدميين والمزايدين في حين يصفنا البعض كمن يصارع طواحين الهواء، وأننا نتحدث لغة الثوار ونزرع الفتنة، في حين أن دماءنا كانت تغلي من شدة حب الوطن ومدادنا يسيل  صدقا وقلوبنا تعتسر ألما…وطالما نادينا بأن تتحمل المؤسسات الصناعية مسؤوليتها الحقيقية للمساهمة في نصيبها للنهوض بقطاع الصحة ليس بمنطق الهبة والصدقة وتوزيع قفف المنة والإحسان، ولكن بتحمل نصيبها من المسؤولية القانونية والأخلاقية والاجتماعية الثابثة باستحضار كل القوانين الوضعية والدولية…وليس بمقاربة الترقيع فكلنا صفقنا والاوسيبي يجهز اجنحة لكوفيد ….لكن طموحنا أكبر ولاينحصر فقط في مرضى كوفيد ليشمل باقي الاجنحة والأقسام و تغطية باقي الامراض  .

فعلا ازمة كورونا اكدت مرة أخرى ان قطاع الصحة حيوي و محوري  وبالتالي  كلامنا لم يكن لغطا ولا مزايدة ولكن هو نابع من  احتياجات ملحة ،وأصبح حاليا يوازي توفر خدماتها عن قرب مسألة تتعلق  بالحفاظ على الأمن الصحي العام لساكنة إقليم بأكمله يقينا اخطار التنقلات  …ويبقى أملنا ان تتظافر جهود ابناء هذا الإقليم لتحقق ولو جزءا من انتظارات ساكنة عرمرم من الدراويش والمساكين …

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات