القناص يعود لكم من جديد ** المجلس البلدي بأسفي أليس فيكم رجل رشيد؟

القناص يعود لكم من جديد ** المجلس البلدي بأسفي أليس فيكم رجل رشيد؟

-أسفي الأن
2024-05-05T17:45:58+01:00
اراء بلاقيود
-أسفي الأن5 مايو 2024آخر تحديث : الأحد 5 مايو 2024 - 5:45 مساءً
القناص يعود لكم من جديد ** المجلس البلدي بأسفي أليس فيكم رجل رشيد؟

001 - عبد الهادي احميمو *** ورد هذا السؤال ضمن الآية 78 من سورة هود كالآتي:”وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس فيكم رجل رشيد”، وكما هو واضح فقد قالها سيدنا لوط عليه السلام موجها خطابه لقومه عند انحرافهم ونحن نعيد إلقاء السؤال على مستشارينا بالمجلس البلدي بأسفي باحثين عن رجل رشيد في زحمة بعض الصراعات و الانحرافات المختلفة تماما عما ورد في الآية ولكنها تهدد بضياع مكاسب المواطن ونجد أنفسنا اليوم أمام الأحداث العنيفة التي تهز المجتمع الأسفي بعد أن جاءت التحولات الحضارية التي صنعها وعاشها المواطن الأسفي منذ الإنتخابات الأخيرة التي حقق بها المواطن مكاسب غالية أولها عدم إختيار الرجل المناسب في المكان المناسب بعدما غابت عنه الكرامة و الصدق والحرية والقضاء على أنظمة الاستبداد.

ولكن الشبه بين هدا وداك لا يقف عند هذا الحد فكل المرشحين الذين فازوا في الإنتخابات الأخيرة فهم أبناء المنطقة وليس بينهم غريب ،و نشأو فيها و أكلو من خبزها اللهم إستثناءات صغيرة للبعض كما يقال. ومن دون شك أن الحديث عن الاستثمار و التنمية المحلية بمدينة أسفي.. موضوع ذو شجون، ولاسيما بتشخيص وضع هذه المدينة التاريخية الذي تعيش لسنوات جمودا وفرملة واضحة في مختلف المجالات المرتبطة خاصة ما يهم الدينامية السوسيو-اقتصادية و استثمار المؤهلات الاقتصادية وفرص الاستثمار في القطاعات الإنتاجية لمدينة الفوسفاط والخزف والأسماك و الجبص، التي تعتبرحسب متخصصين اقتصاديين وذوي الخبرة ، من المدن القادرة على تحقيق إقلاع تنموي حقيقي لو كانت أو توفرت الإرادات الحقيقية لبلورة حلم ساكنة للتقدم وانجاز مشاريع اجتماعية واقتصادية قادرة على خلق رواج اقتصادي يخلص الساكنة من المشاكل التي ترزح تحت نيره غالبية مواطني المدينة..

ويتساءل العديد من مواطني أسفي وزوارها ،لماذا هذه المدينة مهمشة لا مشاريع لا تنمية رغم موقعها الجغرافي ولماذا يرفض المستثمرين الاستثمار فيها ؟

فالبعض يعتبر أن المدينة لا تصلح للاستثمار بالرغم من موقعها ، فيما يعتبرها البعض الآخر مقبرة للمستثمرين..وقصص كثيرة لهؤلاء الذين يقصدونها من أجل فتح مقاولاتهم و مشاريعهم، قاسمها المشترك هو الهروب بعدما اصطدموا بمجموعة من العراقيل البيروقراطية “الإدارية المقصودة” و التي تهدف لكسر شوكتهم و دفعهم للتراجع و الهروب من المدينة .

و يرى مجموعة من المتتبعين للشأن المحلي للمدينة ، أن حالة من التأخر وتوقف الزمن التنموي الاستثماري بأسفي ، مَردُّه ” لوبي خطير ” أعلن لعقود سيطرته على الوعاءات العقارية الشاسعة المحيطة بالمدينة ،إما عن طريق الشراء او الترامي..مما يجعله متحكما بأهم آلية لجذب الاستثمار و هي الأوعية العقارية .

فكلما ولّت مقاولة استثمارية، وجهها صوب هذه المدينة ،الا و تصطدم بالوعاء العقاري الموجود تحت أيادي لوبي خطير يرفض الاستثمار ويرفض البيع الا بشروطه الخاصة، و يكتفي بمشاريع بسيطة غير انتاجية بالمدينة اغلبها مقاهي و متاجر و دور و محلات للكراء ، في حين استثماره الحقيقي الانتاجي تجده فقط خارج المدينة .

هذا اللوبي المخترق لجميع الإدارات التي بدورها تنفذ تعليماته وتضع شروطا تعجيزية أمام المستثمرين و منهم بعض الفاعلين من أبناء المدينة والإقليم على قلتهم و الذين يعانون من هذا الوضع أيضا ، وسبق لبعض المنعشين العقاريين بالمدينة أن انتقدوا بعض الشروط البيروقراطية الإدارية التي يعتبرونها مجحفة و غير مفهومة ولا أساس قانوني لها.

هذا و سبق لمدينة الفوسفاط والخزف والسمك والجبص ، أن نظمت غير ما مرة أياما دراسية للاستثمار والتنمية ودعت إليها مستثمرين ومتخصصين اقتصاديين وذوي الخبرة مع إشراك مختلف الفعاليات التي بإمكانها المساهمة في اقتراح مشاريع تبوء المدينة المكانة اللائقة بها.. الا أن الفكرة توقفت في مهدها وكان اخر مسمار دقّ في نعشها ، ما جاء في أحد اللقاءات التي احتضنته المدينة واحد من كبار المستثمرين بالمدينة ، فبعد نقاش ومداخلات من طرف الحضور ،وقف الفاعل الاقتصادي و خاطب الحاضرين قائلا : “خاصْكومْ تْعْرفو أسْيَدْنا أن أسفي بغينها هَكا ،ما بغين فيها صداع…راه تا نبيغو يرتاحو فيها”.

و يفسر مجموعة من المتتبعين للشأن المحلي للمدينة هذا الكلام ،بأن هذا اللوبي السالف الذكر ، هو من حكم على أسفي أن تبقى هكذا بدون مشاريع وبدون تنمية، فيما يشبه بـــ “تاركَنْت اُوسُونْفُو” وهي تلك الشجرة من نوع الأركان التي تكون بجانب الطريق يستظل بها المارة و يرتاحون فيها ويتناول تحتها زاد رحيلهم مما لد و طاب قبل أن يستأنفوا الطريق .

إتقوا الله يا عباد الله في مدينتكم نعم إن الأمل معقود على النخب الجديدة التي أفرزتها التحولات وأنا واثق من أن أسفي ستعود إلى صفاء النفوس وإيقاظ الضمائر في هبة من هبات العبقرية الشعبية التي حباها الله بها عبر القرون الطويلة من تعاقب الحضارات الثرية وتزاوج الثقافات الغنية ويكفي أسفي أو حاضرة المحيط  فخرا أن كانت في تاريخها يتكلم عنها . كما يكفي أسفي شرفا أن تعلمت الدنيا من جذورها مبدأ تأسيس الحضارات منذ ألاف السنين. فالذي استطاع إنجازه الأولون لا بد أن يواصله جيل الجديد الراهن حتى لا تتحول أحلامنا إلى كوابيس.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة