
عبدالهادي احميمو ** مدينة آسفي (حاضرة المحيط) أو عاصمة عبدة .. فلتكن كما هي مهما اختلفت المسميات .. فالواقع ملموس .. وهو الميزان في تقييم حجم الكلمة أو المسمى ..
مشاريع طال انتظارها .. ومشاريع ربما متوقفة .. ومشاريع أصبحت منسية لا ذكر لها .. ولا حتى في ذاكرة من سمع بذلك المشروع .. فالزمن كفيل بأن يُنسي الإنسان أخبار حاضرة قد المحيط عفى عليها الزمن ..
آسفي .. هذه المدينة الكبيرة كما أستشعرها وأنا إبنها .. ففي نهار يومٍ واحد تكون قد أنهيت زيارتها .. وتكون قد شعرت ربما بالملل كزائر لها.. أما أن أعيش فيها .. فهي الدنيا كلها بالنسبة لي ..
ولكن بعيداً عن الشعارات والعواطف .. فلنتطرق قليلاً إلى واقع آسفي نغوص في بعض من مشاكلها . (المشاكل كما أراها أنا إبنها )
سأحاول أن أتطرق لبعض المشاكل التي تعاني منها المدينة و تؤرق بال المواطن البسيط ، و تعتبر آخر هم المسؤوليين السياسيين الذين يلهثون وراء المناصب و الكراسي أيّاً كانت النتائج و المصائب التي من الممكن أن تحل بالمدينة :
القطاع الصحي :
يعاني هذا القطاع من خلل عميق و فوضى واضحة و تسيب في طريقة تسيير المرافق الصحية بالمدينة ، ونقص على مستوى الموارد البشرية و المعدات الطبية والتجهيزات الخاصة ببعض الأمراض، وإن الحالة التي يوجد عليها المستشفى الإقليمي محمد الخامس لخير دليل على مدى اهتراء الوضع الصحي و جسامة الخروقات الموجودة به، إذ يشهد هذا المرفق الصحي اكتظاظا واضحا من حيث عدد الوافدين عليه من مختلف مناطق الإقليم و من خارجالإقليم .
أما قسم المستعجلات فحدث و لا حرج ، فهدا القسم يعاني من الفوضى و العبثية في التسيير فكم من مرة يتحول فيها هذا القسم إلى حلبة للعراك و الشجار بين المرضى و الحراس. و في كثير من الأحيان يعاني المرضى من سوء الاستقبال والإهمال و اللامبالاة ، وحتى لاننسى الجرح الغائر الذي سببته قضية من قضية ما كان الله في عون السيد المدير ،الذي يعمل من أجل تبين الوضع الصحي لكن مع من و إخوته يحاربونه ، هذا المؤسف كفيل بطرح المئات من علامات الإستفهام على الوضع الصحي بالمدينة .
الثقافة … خارج المعادلة
تعاني المدينة من شح واضح في المراكز و المنشئآت الثقافية التي من شأنها خلق انتعاشة و حركية ثقافية داخل المدينة ، فمدينة الثقافة والفنون هي المتنفس الوحيد بهذه المدينة، المصيبة الكبرى أنها أصبحت غر قادرة على تحملكل الانشطة بالمدينة ، فلقد اصبحت ترتعش من الإكتظاظ عوض تطوير هذا الفضاء و تحسين مرافقه وتجهيزه بمعدات أفضل لرقي بخدماته المقدمة للوافدين عليه .
الرياضة المنسية : شكل فريق أولمبيك آسفي علامة بارزة و منارة رياضية مضيئة على مر سنوات عديدة ، إستطاع فيها الفريق أن يجعل من آسفي تافد عليها عدد كبير من الزوار رفقة فرقهم الرياضية التي تواجه القروش ، و فرخ الفريق لاعبين كبار رسموا الابتسامة على وجوه الساكنة ، و طعموا المنتخبات الوطنية و شرفوا البلد في المحافل الدولية في كرة القدم و ألعابالقوى والريكبي ورياضة فنون الحرب والرياضة لدوي الإحتياجات الخاصة وو و ، و لاعبون آخرون طالهم النسيان والإهمال يذكرهم التاريخ بكثير من المرارة و الغصة الكبيرتين . حاليا الفريق يعاني في صمت داخل المنظومة الكروية وأصبح لامحل له من الإعراب وسط كومة الأندية الوطنية ، فبالرغم من آهات و صرخات الغيورين إلا أنه لاحياة لمن تنادي فالمسؤولين اختاروا سياسة غرس الرؤوس في الرمال و صم الأذان … مدينة بحجم آسفي لا تستطيع مد العون لفرق الرياضية أمثال أولمبيك آسفي لكرة القدم والريكبي الرياضات الجماعية و وفاق أسفي وفريق الزهور للإنات والفرق المنضوية تحت لواء عصبة مراكش آسفي ورياضات آخرى إنه لأمر مخجل حقا !
حديقة عامة .. غياب متنزه بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. عفواً لا يوجد …؟
هنا لا أريد الإطالة عليكم .. فيكفي ما كُتب عن واقع المتنزهات والحدائق .. فيا أيها المسؤولين .. عذراً ثم عذراً .. المتنزه ليس مجرد أرض محاطة بسياج أو سور ما إن استقبلت بعض العائلات أصبح ممتلئ .. وهو لا يتعدى مساحة أرض صغيرة .. !؟
تلك فقط بعض من المشاكل التي تغرق فيها عاصمة عبدة ، و يبقى السؤال المطروح إلى متى هذا الوضع الكارثي ؟ ألم يحن الوقت لتظافر جهود جل مكونات المجتمع المدني للرقي بالمدنية ؟
يجب على كل غيور و محب لهذه المدينة أن يساهم من مكانه و قدر استطاعته من اجل النهوض ولملمت جراحها ونفض الغبار على ثوبها ، وإزالة الأشواك على جنبات طرقها ، و لن يتحقق هذا الأمر دون نسيان الخلافات و التظافر الشعبي و جعل مصلحة المدينة فوق كل اعتبار … يا شرفاء و أخيار أنقذوا المدينة أو على الأقل ما تبقى منها .
المصدر : https://www.safinow.com/?p=20856
عذراً التعليقات مغلقة