
#تصوير :حفصة رحاني
في قلب مدينة قلعة السراغنة، حيث تنبض الشوارع بالحركة اليومية للمواطنين، تتسلل بعض مشاهد الفوضى إلى تفاصيل الحياة الحضرية، لتتحول إلى مصدر انزعاج لا يمكن تجاهله، سيارات الأجرة الصغيرة، ذات اللون الأزرق المعروف، التي يفترض بها أن تكون وسيلة نقل آمنة ومُنظّمة، أصبحت في كثير من الأحيان رمزًا للتجاوز والتمرد على القواعد، مشهد مألوف تتكرّر فيه التجاوزات المرورية الصارخة: تجاوز الإشارات الضوئية دون تردد، التوقف العشوائي في المنعطفات أو وسط الطريق، السرعة التي تتجاوز حدود المعقول داخل المجال الحضري، وكأن السائقين في سباق لا يعنيهم فيه سلامة العابرين أو الركاب.
المثير للقلق أن هذه التصرفات لم تعد استثناءً، بل تحوّلت إلى جزء من المشهد اليومي، يصاحبها أحيانًا سلوكيات لفظية مستفزة، واستعمال للهاتف المحمول أو التدخين أثناء القيادة، ما يضاعف من حجم المخاطر. لا يبدو أن الخوف من العقاب يشكل رادعًا لهؤلاء السائقين، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول فاعلية أجهزة المراقبة ومدى حضورها في الفضاء العام. فمن المسؤول عن ضبط هذا الانفلات؟ وهل أصبح غياب الرقابة واقعًا مُسلّمًا به؟، ألم يأن الأوان لتفعيل آليات المراقبة والمحاسبة، وتجديد الخطاب حول السلامة الطرقية بمقاربات أكثر واقعية وصرامة؟
المصدر : https://www.safinow.com/?p=21189
عذراً التعليقات مغلقة