قلعة السراغنة.. هدم منزل بدوار الزمامرة يخرج بعض ساكنته للاحتجاج أمام قصر العدالة

قلعة السراغنة.. هدم منزل بدوار الزمامرة يخرج بعض ساكنته للاحتجاج أمام قصر العدالة

-أسفي الأن
قلعة السراغنة
-أسفي الأن11 مايو 2025آخر تحديث : الأحد 11 مايو 2025 - 3:45 مساءً
7822474e b759 49a9 a332 6b0c217ba96a - رحال رحاني **تصوير :حفصة رحاني
في مشهد يختزل غضباً اجتماعياً متنامياً على الهامش، اهتزت أروقة المحكمة الابتدائية بقلعة السراغنة صباح هذا اليوم الأحد 11 ماي الجاري، على وقع احتجاجات نسائية، من دوار الزمامرة، التابع لجماعة الواد لخصر بدائرة الصهريج، حيث خرجن عن صمتهن ليصدحن بشعارات الغضب والاستنكار، وذلك على خلفية اعتقال أحد أبنائهن في أعقاب واقعة هدم منزله. أمام الساحة المقابلة لقصر العدالة، تطالب بالعدل وتندد بما وصفنه بـ “التعسف”، فيما رجال القبيلة قد شدوا الرحال في مسيرة حاشدة صوب العاصمة الرباط، في خطوة تصعيدية غير مسبوقة تهدف إلى الضغط من أجل الإفراج الفوري عن المعتقل ووقف المتابعة القضائية في حق ثلاثة آخرين يعتبرهم الأهالي كبش فداء في هذه القضية.
هذا الحدث، الذي قد يراه البعض مجرد احتجاج محلي عابر، يحمل في طياته دلالات عميقة تكشف عن تفاعل معقد بين هشاشة اجتماعية متجذرة، وشعور متزايد بالإقصاء والتهميش، وعلاقة متوترة بين الساكنة والمؤسسات المسؤولة. فعملية الهدم، التي نفذت في حق أحد المنازل، لم تُستقبل من طرف الأهالي كإجراء إداري روتيني، بل اعتُبرت تعدياً سافراً على كرامة العائلة وحقها الإنساني الأساسي في السكن الآمن، وهو ما فجر موجة من السخط العارم الذي لم تجد معه الساكنة وسيلة للتعبير سوى بالنزول إلى الشارع ورفع أصوات الاحتجاج، أما اعتقال أحد أبناء الدوار، فقد فُسر على أنه رسالة تصعيدية غير مبررة من السلطات، لم تزد الأزمة إلا تعقيداً وعمقاً، وزرعت في النفوس إحساساً عميقاً بالظلم وانعدام العدالة.
هذه الاحتجاجات، التي اتسمت بطابعها السلمي الحضاري، تحمل في طياتها رسائل قوية ومباشرة إلى صناع القرار والمسؤولين. إنها تصرخ بصمت مدوٍ بأن سياسة الآذان الصماء والتجاهل المتعمد لم تعد خياراً قابلاً للتطبيق في مواجهة مطالب اجتماعية ملحة تتصل بصلب الكرامة الإنسانية والحق في البقاء الكريم.
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة