
تحولت شوارع سبت جزولة إلى سوق مفتوح طيلة الأسبوع لا يعترف بقانون ولا بكرامة الراجلين. الأرصفة غابت، والطرقات ضاقت، والسكان يجدون أنفسهم محاصرين بين روائح مستنقع أزلي و عربات باعة من كل حدب وصوب وصخب يومي لا ينقطع. ما كان يفترض أن يكون تنظيمًا حضريًا يعكس صورة مدينة صاعدة، صار عنوانًا على عجز المجلس البلدي ومعه مجلسهم الإقليمي عن ضبط المجال.
الأدهى من ذلك، أن أول ما يصادف الزائر عند مدخل سبت جزولة هو مستنقع مائي ملوث، تنبعث منه روائح كريهة ويشكل خطرًا بيئيًا وصحيًا على الساكنة لعقود من الزمن. أي رسالة يريد رئيس المجلس البلدي أن يبعثها للساكنة التي لاحول لها ولاقوة ؟ أليست مهمة المجلس هي حماية المجال البيئي والجمالي للمدينة؟ أم أن تدبير الملفات أصبح مجرد شعارات انتخابية بلا أثر على الواقع؟
غياب التنمية.. وعود بلا فعل على مر السنوات الماضية والمجالس المتعاقبة التي لم تقدم لسبت جزولة سوى وعود معلّبة، تتبخر مباشرة بعد انتهاء الحملات الانتخابية. فلا مشاريع تنموية تذكر، ولا رؤية واضحة للنهوض بالمدينة. والأسوأ أن رئيس المجلس الإقليمي لآسفي يكتفي بدور المتفرج، تاركًا جماعة جزولة تواجه مصيرها وحيدة أمام إكراهات اجتماعية واقتصادية متزايدة.وهو من يعرف تفاصيل تفاصيل بلدته المنسية .
المسؤولية السياسية واضحة
لا مجال هنا للالتفاف حول الحقائق:رئيس المجلس البلدي لجزولة يتحمل المسؤولية المباشرة عن الفوضى العمرانية والبيئية التي تخنق المدينة.
رئيس المجلس الإقليمي لآسفي يتحمل وزر غياب أي دعم تنموي حقيقي لهذه الجماعة، التي تبدو وكأنها خارج الخريطة الإقليمية
إن ما يقع في سبت جزولة ليس مجرد اختلالات عرضية، بل هو عنوان على فشل التدبير المحلي والإقليمي، وإهانة لساكنة صبرت طويلًا على وعود لم تتحقق. فإلى متى سيظل الوضع على ماهو عليه مع قرار وقف تنفيذ عجلة التنمية ؟ وإلى متى سيبقى المستنقع الملوث وصمة عار على مدخل المدينة وعربونا على فشل مجالها الجماعية المحلية والإقليمية المتعاقبة والتي ظلت تسيرها نفس الوجوه ؟ والأهم: متى سيستفيق المسؤولون من سباتهم ليدركوا ؟أن سبت جزولة عنوان بارز للإمعان في سياسة مغرب السرعتين .
المصدر : https://www.safinow.com/?p=22317
عذراً التعليقات مغلقة