أحمد غايبي رجل الظل

عبد الهادي احميمو **** لدى كل إنسان منا ظل واحد، عدا قناص النجاح فلديهم أكثر من ظل.

يتصور البعض أن رجل الظل، يجب عليه أن يكون صاحب مواصفات خارقة، مثل تلك التى تكتب عن شخصية “سوبر مان” مثلًا، ومنذ زمن لعبت روايات رجل المستحيل في شتى المجالات الرياضية والثقافية والاجتماعية وحتى السياسية، دورًا هامًا فى ترسيخ صورته ، ويتميز بمواصفات خارقة.

رجال الظل قادر على المستحيل، ودائمًا ما يفوز فى كل المغامرات ابارك بصمة قوية تتكلم عليه وعلى مدينة آسفي ،همه الوحيد الإرتقاء بحاضرة المحيط إلى الأفضل.فترسخت فى أذهاننا صورة البطل الخارق، ولم نلتفت لمشاعره واحتياجاته كإنسان طبيعى مثلى ومثلك.

ومن فترة وأنا أبحث عن شخصية تنافسه ،لكن أين ؟ جميع المدن المغربية اتمنى أن يكون لديها رجل الظل مثل أحمد غايبي المشهود له والكفاءة والصرامة و الجدية في أي عمل ؛بصفة عامة يحلل ويناقش أو يتحدث عن الجانب الإنسانى والخاص لرجال الظل، هذا ـ الجانب ـ المحرم عند مجموعة كبيرة من الرجال ويصعب الاقتراب منهم.

هؤلاء الرجال الذين يعيشون حياتهم بالكامل بشخصيات ليست كـ طبيعتهم، وفى الحقيقة، ما أصعب على المرء من أن يعيش حياة أخرى، غير تلك التى يفترض أن يعيشها فى حياته.

ربما نحن نرى أنها نوع مشوق من أنواع المغامرات، أن ننتحل شخصيات أخرى، ونخوض عمليات استخباراتية تتميز بالإثارة والأكشن، لكن من المؤكد أنه شئ تعيس، ومحزن جدًا أن تمارس حياتك باسم وهوية غيرك، بل أحيانًا تموت دون أن يعرف عنك أحد من أنت؟

فى علم النفس، يعد تعبير الإنسان عن ذاته وشخصه، هو فعل صحى، يحافظ على صحة الإنسان النفسية، إلا أن رجل الظل أحمد غايبي يضحى بكيانه النفسى، والشخصى؛ من أجل الحفاظ على إسم المدينة .

لو تعلمون أن أحمد غايبي الجندى المجهول فى المعركة يعرف أنه يخوض حربًا، وسيرزق الشهادة على أرضه لكي يترك إسمه لدى جميع الأسفيين في جميع الميادين كما قلت في السابق ، أحمد غايبي ترك وراءه عمل كبير عندما كان عضو بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رفقة القاسي الفهري ؛بصمته لازالت الآن يتكلم عنها الكل !والكل يتمنى لو كان أحمد غايبي في الجامعة حالياً ،و هنا نقول بأن رجل الظل يشتغل في صمت و لا يعلم بأى إسم يشتغل ؟

أتعلم ما مدى قسوة أن يشتغل الإنسان ولا يستطيع التعبير عن نفسه وأفكاره ومشاعره؟!

إن رجل الظل يختلف عن رجل الشهرة ،فرجل الظل يشتغل بدون هرج و بدون دعاية حتى يفاجك في نهاية المطاف بنجاح كل ما خطط له دون شوشرة ، حتى لا يعلم احدا من أين بدأ وأين إنتهى ؟

أحمد غايبي الذي أطلقنا عليه رجل الظل حياته ليست ملكه أبدًا، ولا يستطيع التعبير عن أى نوع من أنواع المشاعر الإنسانية؛ لأن أهم صفة من الصفات الواجب توفرها فيه، هى الصمت.. الصمت التام والدائم فى جمع المواقف، وكذلك الهدوء فى أكثر المواقف صخبًا، إضافة إلى قوة الملاحظة، وهى حالة فوقان دائم للعقل حتى وقت النوم، وسرعة البديهة، فمحرم عليه الخطأ.

كذلك فإن من أبرز تلك الصفات، التي يتوفر عليها غايبي حسن التصرف، وسرعة التكيف تحت أى وضع، ونكران الذات؛ إضافة إلى التميز بقوة الذاكرة، وتفتح الذهن، وأن يكون خاليًا من جميع المشاكل ، حتى الاكتئاب الذى نصاب به جميعًا بسبب ضغوطات الحياة، وأن يتخذه قراره ويتحمل نتائجه.

ليس هذا فحسب في أحمد غايبي رجل الظل هذا يتمتع بعقلية التحليل، والاستنباط، والاستقراء، والارتياب، والشك فى الجميع.

ويختلف أحمد غايبي بتوصيف الطاعة بين الجندى ورجل الظل، فالجندى ملزم بالطاعة بدقة، والابتعاد عن أية صلة بالعدو، والحرص منه، بينما يدرب رجل الظل على التعايش مع العدو، ومن يذهب للعمل مع العدو، يجب أن تكون له قدرات خارج معاييرنا نحن تمامًا، ناهيك عن أن رجال الظل لا يستمتعون بحياتهم، وبعضهم لا حياة لهم من الأساس سوى فى الظل؛ فتحية إجلال، واحترام، ل أحمد غايبي بإسم رجل الظل.

المصدر : https://www.safinow.com/?p=22432