معاناة المرأة الشيظمية والحاحية في زمن المساواة

معاناة المرأة الشيظمية والحاحية في زمن المساواة

-أسفي الأن
اراء بلاقيودجهويات
-أسفي الأن3 أغسطس 2019آخر تحديث : السبت 3 أغسطس 2019 - 4:29 مساءً
معاناة المرأة الشيظمية والحاحية في زمن المساواة
66784862 2360076217441600 136836120452268032 n - بقلم هشام الفكاك**يعتبر المجتمع المغربي مجتمعا يقوم على سيادة النمودج البطريكي الذي يكرس الذكورة ويبخس الأنوثة، كما أن الفتاة مازالت تستقبل بنوع من التذمر منذ ولادتها وخاصة في البوادي، حيث يستقبل الولد على إيقاع الزغاريد بينما الفتاة يتم استقبالها بنوع من الصمت الذي يؤشر في عمقه على الرفض منذ البداية، معلنا عن بدء مسلسل التمييز.

المرأة الشيظمي والحاحية منذ ولادتها تفتقد للرعاية المتعارف عليها دوليا ووطنيا، تعاني ويلات الجهل وذلك لانقطاعها المبكر عن الدراسة أوبعد المساكن عن المدرسة مما يجعل أهلها يمنعونها من حقها في التمدرس، كما أنهم يعتبرون زواج البنت أهم من الدراسة مهما بلغ تفوقها، لتبقى حبيسة جدران البيت تنتظر فارس أحلامها لينقدها من “البوار”، باستثناء حالات قليلة جدا لفتيات ذهبن إلى المدن لاستكمال دراستهن وتلقين العناية ولو جزئيا، وانفتحن على محيط المدينة وتشبعن بثقافتها، لكن النهاية لن تكون سعيدة لأنهن يتنكرن لأصولهن ويولون ظهورهن لثقافتهن، متناسيات أنهن تعلمن أول الحروف الهجائية في “العروبية” داخل أقسام متهالكة لتصبح البادية … في نظرهم عار وعيب وأنها رمز للتخلف، عوض أن تكون فخرا لهن، ينخرطن في تنميتها بشكل من الأشكال لكونهن أبناء الدار وأعلم بشعابها.

المرأة الشيظمية على غرار نظيرتها الحاحية تبقى منغلقة على ذاتها لا تعرف ما يجري من حولها، تكتفي فقط بمشاهدة بعض الأفلام التي تجعلها تحلم بالعيش في عالم كله ورود وتتبنى ثقافة غريبة عنها لتعيش الفرح ولو للحظة ذلك هو متنفسها الوحيد، الرجل لا يعطيها أي فرصة لإبداء رأيها، كما أنها لا تجد فرصة للإهتمام بشكلها مثل نساء المدن، تتحرك داخل البيت تطبخ وتربي وترعى الأبناء، دون أن يرعاها أحد، كما أنها تلعب دورا مهما في عجلة الاقتصاد وذلك بمساهمتها الفعالة في المدخول الأسري من خلال الأنشطة التي تقوم بها في الحقل كجمع المنتوج الفلاحي وجلب الحطب وتقديم العلف للماشية، جني الزيتون، وكذا جمع ثمار الأركان وإلى غير ذلك… حذاؤها البلاستيكي تقطع به مسافات طويلة من أجل مساعدة الرجل في الصوائر رغم ذلك فمجهودها لا يحظى بالاعتراف لتبقى قوة عمل مستغلة.

المرأة في البادية مقصية من جميع الجوانب ولا تتمتع بحق المواطنة، مجرد خزان انتخابي يلمع في الخطاب السياسي ويخبو في الممارسة، فالمجالس المنتخبة لا توفر لها حاجياتها من الترفيه كي تنفض غبار بؤسها وتستمتع بحياتها، رغم أنها تشارك في الاقتراع بنسب كبيرة، كما يتم إقصاؤها من حقها في التعليم والصحة مع تردي الخدمات الصحية وتراجعها و التي فقدنا بسببها العديد من النساء الحوامل وهذا راجع لعدم وجود دور الولادة المجهزة على مستوى الإقليم والعديد منهن توفين بلسعات العقارب ولضغات الأفاعي في جبال حاحا، ينضاف إلى ذلك تأخر سيارة الاسعاف ومشاكل بالجملة…

لقد أخفق المغرب في احترام حقوق المرأة البدوية رغم الشعارات الرنانة التي عودتنا عليها المنظمات النسائية في المدن الكبرى التي تولي اهتمامها للمرأة البورجوازية، وتهمش نساء البوادي، فالمرأة القروية اليوم بحاجة إلى اهتمام من طرف المجالس الجماعية وكافة المنظمات والهيئات وذلك ببرمجة مشاريع تضع هذه الشريحة الواسعة في صلب الاهتمام بعيدا عن الشعارات الجوفاء وإعداد برامج تنموية تستهدف المرأة وفسح المجال أمامها للولوج إلى العمل الجمعوي ومساعدتها، كما يجب السهر على تدريس الفتيات وتشجيعهن على استكمال الدراسة وذلك بإنشاء مدارس في المستوى و ترميم المتقادم منها وذلك أضعف الإيمان، بالاضافة الى تشجيع مبادرات محاربة الأمية لدى الكبار عملا بمقولة سقراط: “إذا ثقفت رجلا تكون قد ثقفت فردا، وإذا ثقفت امرأة قد ثقفت أسرة”

Votre commentaire…
 
رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات