نية المدرب وقلة نية الوزير

نية المدرب وقلة نية الوزير

-أسفي الأن
اراء بلاقيود
-أسفي الأن8 يناير 2023آخر تحديث : الأحد 8 يناير 2023 - 10:11 مساءً
نية المدرب وقلة نية الوزير
Screenshot 2020 11 14 at 20.31.49 1xbm053qdznbshrtg5ojjuo58zg1mueid55tdagu203o -    يوسف بوغنيمي *** عاشت المملكة المغربية نهاية 2022 على وقع نشوة الانتصار وهي تودع عاما بسويعات  سعيدة لم نتذوق طعمها  منذ  عقود  من الزمن ، حيث امتزج حلم جميل بواقعية راسخة  لدى  “مول النية ” مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي ،حينما أبحر بكتيبته عباب  كأس العالم بقطر موطن التنظيم وفخر العرب ،حينها تساءلنا جميعا ما سر تلك  الوصفة العجيبة التي جعلت هؤلاء الشباب قاب قوسين أو أدنى من تغيير قدر أمة بأكملها ؟؟؟ الواقع أن  الركراكي  الذي اختار لنفسه لقب “راس لافوكا”  نجح فيما فشل فيه سابقوه ، بنفس التوابل والبهارات ، حينها تأكد لدينا أن نية الرجل جعلته  ينجح في تطعيم أمم بأكملها  بمصل العزيمة ، وترياق الأمل ، فآمنا معه  بالتحدي ورفعنا شعار اللامستحيل ، فارتفع  منسوب الثقة لدينا كما لدى لاعبيه  أولا، وأعاد إلينا الركراكي  و”وليداتو” مجدا غابرا افتقدناه ، ومسح الوحل من على وجوهنا  ، فلم يكن ذلك الوهج والتألق طبيعيين ، حيث اجتمعت لدينا كل المناقضات ، فخرجت الشعوب اتباعا ،العربية منها ، والافريقية ، الإسلامية ومعها عموم الشعوب من المستضعفين والمؤمنين بقصص النجاح الممكنة ، سرعان ما أصبح  الحلم  واقعا، فصدقناه ولم يكن  مجرد حكايات  من رحلة ألف ليلة وليلة ، فتحطمت لدينا الحدود المصطنعة  ل”إكس ليبان” و”سايكس بيكو” وتهاوت مكيدة الظهير البربري وسقطت صنيعة البوليساريو ، و تناسينا آلام سنوات عجاف قضت ، وودعنا لعنة الكورونا وتجاهلنا ويلات  حرب الروس والأوكران علينا ،

الركراكي صانع الأمل رمز الجد والمثابرة ،قاهر المستحيل وملهم الشباب ،المؤمن بالنصر حتى ولو تأجل ،  وهو الذي تربى بأوربا من أبويين مهاجريين ذاقا مرارة الغربة و بنيت بسواعدهما بعضا من  حضارة القارة العجوز ، لكن الجميل في الركراكي أنه  لم يجحد يوما الرحم الذي ولدته ولم ينس يوما الوطن البيولوجي الذي أنجبه

بالمقابل رفعت رايات المملكة المغربية بأيدي حركة حماس وليست فقط بسواعد إخواننا في المهجر ، ورقصت نجمتنا الخضراء  على أسوار القدس وفي بيوت الإسرائيليين أنفسهم  وعمت الزغاريد شوارع المغرب وتعالت الصيحات بمقاهي الجزائر ، وخرج السلطان مبتهجا بالرباط العاصمة وحفه الشعب بالحب وتبادل معه  ترانيم النصر وبهجة اللقاء ، وهلل البرلمان التركي بدوره بنصر الأسود  وجلس الرئيس الأمريكي ومعه قادة القارة الإفريقية لمشاهدة  تفاصيل  قصة انبعاث قارة من تحت الرماد ،وخرجت الشعوب العربية والإفريقية ورددت أناشيد النصر في أندونيسيا وإيران وباكستان   وووو…هذه اللوحة البهية أبدع تفاصيلها فنان اسمه الركراكي حيث امتزجت نيته بصدق مشاعره وارتفاع منسوب  وطنيته  فصقلت لدينا معدنا  نفيسا  اسمه  “تمغرابيت ” معدن سقاه للاعبيه و صار ينقل عبر الهواء والشاشات فاستنشقناه  بشغف ولم نمنع باقي الشعوب من حلو طعمه، فسرى بين  الشعوب  العربية الأفريقية والإسلامية …فعلها الركراكي ومن على   شاكلته  من لاعبينا ومؤطرينا وسائقينا وحاملي أمتعتنا بل وظهر جليا على رقص أمهاتنا وفرحة آبائنا ،

الركراكي صانع الأمل رمز الجد والمثابرة ،قاهر المستحيل وملهم الشباب ،المؤمن بالنصر حتى ولو تأجل ،  وهو الذي تربى بأوربا من أبويين مهاجريين ذاقا مرارة الغربة و بنيت بسواعدهما بعضا من  حضارة القارة العجوز ، لكن الجميل في الركراكي أنه  لم يجحد يوما الرحم الذي ولدته ولم ينس يوما الوطن البيولوجي الذي أنجبه ،فظل ذاك الابن البار ،  وعلى غراره الكثير ممن اشتركوا معه في صنع ملحمة النصر…

كان مطلبه بسيطا وهو  أن نشاركه نفس الحلم والنية فقط لا غير …فتأتى له النصر ورسم الفرحة على محيى الملايين …بقدر ما أسعدنا الركراكي سويعات بعد انقشاع ضوء  عام 2023 بقدر حزننا العميق على هذا الوطن ، وريبتنا  في القادم من الأيام  حيث لم يعد لابن الغفير والمواطن البسيط موطئ قدم الى جنب ابن الوزير والقاضي والمحامي والسياسي ورئيس البلدية ، ومعهم  علية القوم …بعيدا عن  طموحات  البسطاء و”المزاليط “من أبناء الوطن ممن لا وزير لهم …هذا ظاهر  فلسفة السيد الوزير وامتحانه في المحاماة الذي حمل معه الكثير من الشبهات ، حيث قلب الأوجاع وزرع اليأس في قلوب الشباب ،

وأغضب الآباء من الكادحين وزاد من نسبة الحاقدين والجاحدين ،فكشفت عورتنا أمام العالم ، ولم يعد الأمر مجرد حديث حفنة من الفيسبوكيين حسب وجهة نظر السيد الوزير التي لا تستدعي  فتح تحقيق في نازلة تجمع الخصم والحكم معا ،  ولم تعد القضية مجرد حديث صاخب  لرواد مقهى على قارعة الطريق ، بل صار  الامتحان وما شابه من شبهات قضية رأي عام وطني ، وانتشر  كالنار في هشيم شاشات كبريات القنوات العالمية وجعلت ميزان العدل والقضاء لدينا تحت الأضواء الكاشفة …فتجاوزت النازلة فلتات و قفشات  السيد الوزير وتفاخره بيسر الحال وغنى الجيب وجاه المنصب وكرسي الوزارة …أمام عوز الدراويش من عامة الشعب وسواد الأمة …من ذا الذي يمعن في سرقة الفرحة يوم العيد وتفجير برميل بارود في منزل به عرس جميل ؟؟؟ من وأد بسمة على ميحي شعب  آمن حتى وقت قريب بانه قد ترك خلفه  ما شهدناه سابقا من اقتطاع جزء من مساحة الوطن  بأرض زعير تحت يافطة   خدام الدولة و لم يبق لرعاعها شيئا ؟؟ إنه ببساطة رجل أهديناه بالأمس  القريب أصواتنا ليصير اليوم وزير عدل علينا  ، يتفاخر على المستضعفين ويتمختر في طليعة  المتمخترين  ، ويمجد نفسه بتفرده في خلق 2000 منصب شغل ، فيما مجموعه 70000 من الشباب العاطل الحالم بغد أفضل …

في فيلم  هيتشكوكي رويت تفاصيله في أكثر من زاوية مظلمة …هو نفسه  صاحب المنصب الرفيع الذي يتأسس عليه كل ملك رشيد ،  يعيش بيننا وغيره كثير ممن يأكلون الغلة ويسبون  الملة ، بطلنا تخرج من جامعاتنا وتحصل على شهاداتها  لكنه يتغنى بجامعات وإجازات كندا ، وزير يكثر الضجيج ويثير اللغط ويأبى الصمت ، يضرب المدرسة والجامعة العموميتين في مقتل ،يرغد ويزبد يمينا وشمالا ، يعتذر ثم يتوعد ، مصاب بجنون العظمة لم يستفد من السياسة  في شيء ، ولم يدرس التاريخ يوما  ، ولم يأخذ العبرة  ممن سبقوه وجلسوا على كرسي نفس الوزارة منذ زمن قريب وليس عهد  قارون وفرعون وهامان …ذلك هو الفرق بين مول النية و قلة النية  …الفرق بين زارع الأمل وناثر اليأس …

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة