كيف لأحدنا أن يكون صادق….؟

كيف لأحدنا أن يكون صادق….؟

-أسفي الأن
2024-03-24T15:17:53+01:00
اراء بلاقيود
-أسفي الأن24 مارس 2024آخر تحديث : الأحد 24 مارس 2024 - 3:17 مساءً
كيف لأحدنا أن يكون صادق….؟
555 - بقلم ..عبد الهادي احميمو ***إسمع … كيف لأحدنا أن يكون صادقاً ….إن كنا ومنذ الطفولة نتلقى ونتعلم وبانتظام ، أنماطاً وأدواراً بالتربية تؤكد الكذب ، والنفاق ، والمراوغة على أنها منجاة ، والصدق ، والأمانة ، على أنه ضعف وسذاجة . وهو آخر مايجب أن نتعامل به أو نلجأ إليه …أو نتخذه كخيار في بناء شخصية ، وتشييد كيان ، أو تفاعل وتعامل مع الآخر كفرد ، أو مع الكل كجماعات . نكذب نحن ، نتملق ، ونساير بعضنا البعض ، وإن لجأنا إلى الصدق كي نجرح وندمر ونخرب لا لكي نبني ونصوب ، أو نفتح حواراً لطريق تفاهم آمن وجديد . نكذب في الحب وندّعيه ، والعمل وما يستلزمه من تفان وإخلاص ، بالعلاقات عموماً والمعاملات …الصدق هنا ضعف يليق بالمهزومين والمُعقدين ، نخفي تحت أسرّة البراعة أدواراً ووجوه . وفي جيب البغتة مفاجآت تليق بالنشل وطرق التوائه …نُمجد الشُطار ، فالنصّاب ( يعرف يدبر رأسه ) ويشار له بالبنان ، تماماً كما صفة ( الفهلوي ، الكلكشي ) كسمة تختصر مقولة ننفخ فيها ونتبنى مقولاتها مثل (معرفة من أين تؤكل الكتف ) و (الغاية تبرر الوسيلة ) ( ومن بعدي لا ينبت حشيش ) . الحصيف هو من ضحك على عقول الناس واستغلهم وأقنعهم بسواه …لا فرق . لا وبل نشجع بعضنا البعض أن يمارس الخديعة ( البراعة والشطارة بمسمى أكثر تهذيباً ) تحت مسميات ومبررات مختلفة بحجة غياب الرقيب أو العدل . منذ الطفولة يربوننا أن الصدق ليس منجاة بل هو سبب للهلاك والتهلكة . علينا إن شئنا البقاء في غابة المصالح التي اخترعها ذكاؤنا ، أن نناور ونراوغ قدر ما نقدر ، كي نحافظ على ذواتنا ومراكزنا وأنفسنا كما يليق بمجتمع لا يؤمن إلا بالمزاحمة وإزاحة الآخر ونفيه لو استطاع . ولنتأمل ملياً كم واحد منا يستطيع أن يتجرأ أو يتجرد كي يكون ذاته ، أو يكشف القناع الذي يختفي خلفه ، خوفاً من أن يكون هدفاً سهلاً ومغرياً لجملة من المتأكدين من أنفسهم ، واليقينيين من قناعتهم حتى الحمق ، والواثقين من براعاتهم حد اجتياح الآخرين …كل الآخرين . كل ما يستلزمه الأمر هو أن نكون ذاتنا وفق ما نحن لا وفق ما يجب أو ما يلزم .البطل المتوج في مجتمعاتنا هو سارق الوقت وجهد الآخرين ومبددهما أو مجيرهما لمنفعته ، المستهتر بمصالح الناس والحريص على مصالحه الخاصة ، المتحلل من التزاماته والمتحايل على القانون والنظام ، وهو كذلك (الحربوق ) الماهر الذي لا تعرف من أين تقبضه أو بأي منطق أو قيم أو شرع تلزمه أو تحاسبه . تماماً هذا ما نحن … كما تعكسه المرايا التي لا نحب …فنخاصمها كل حين بالإغتسال بقيم ننهك أنفسنا بصلوات اعتدنا طقسها ، لننال مغفرة لن تحدث . قافزين برشاقة إلى سوق الحياة ، مُستلين كل ما يلزم …..للعكس …

الــتــَـمَـلــُـق لغة : هو الود واللطف وأصله التليين.
والمـَـلــَــق : شدة الود واللطف.
ويقال رجل مَـلـِـق أي يعطي بلسانه ماليس في قلبه.

والتملق , أو المداهنة : هو عبارة عن مديح ومجاملة مبالغ فيها , وثناء كاذب , ويستخدم كوسيلة للفت الإنتباه , واكتساب الرضا ,
كما يعتبر التملق وسيلة للتسلق الإجتماعي , ويستخدم هذه الوسيلة المرؤسون تجاه رؤسائهم.
والإنسان المتملق أشبه بالممثل , أو البهلوان الذي يحذق لعب الأدوار , فهو
يلاقي كل إنسان بوجه ويحدثه بنغم ويضرب على الوتر الذي يرضيه صوته ويشجيه
إيقاعه.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة