آسفي.. المدينة المنسية …؟

آسفي.. المدينة المنسية …؟

-أسفي الأن
الشأن المحلي
-أسفي الأن24 مايو 2025آخر تحديث : السبت 24 مايو 2025 - 8:05 مساءً
3c2ec1cc b182 448a bac4 0e096f810385 - بقلم // عبد الهادي احميمو **يلجأ البعض إلى مدح أشياء وأماكن، أو أشخاص ليسوا في أماكنهم الطبيعية وخاصة المنتخبون ، أو حتى في مواقعهم، وهذا ما تابعته مؤخرا عبر صفحات التواصل الاجتماعي ، وطالما ينثر الورود على زيد وعمر في كل شارع من شوارعها هاته المدينة الغالية على قلوبنا جميعاً ، وفي كل حي ودرب فيها، ويعود به الحنين إلى ديار ـ كما يظن ـ أنها كانت ترتع بالخيرات خيرات السمك الفخار الفوسفاط الفلاحة الجبص ووو وتتغنى بخيراتها، وكانت تؤمّن له حياة كريمة، ودخل مادي جيد، وتوافر في الخدمات المثلى سواء أكانت في إطار ما .

حاضرة المحيط ظلت مجرد مدينة منسية من لدنك المنتخبون يعيش فيها المهمّشون الذي يقتاتون من عرق جبينهم، وبجهد فردي يقومون فيه، ومنهم من يعتمد على صناعة الفخار والزراعة، أو تربية الماشية، كمورد أساسي او الاستغلال بإحدى المصانع المتواجد بالمدينة ،وبالكاد تلتقي موظف عامل في الدولة، وإن التقيته فإنه بالتأكيد تراه مستفيداً من عمله الوظيفي، وهو يعيش في بحبوحة، وليس بحاجة إلى أحد.. وما بين يديه بالكاد ما يكفي لسد حاجته وأسرته، ومنهم من استمر في عمله الوظيفي سنوات وسنوات، واستطاع أن ينأى بنفسه عن الجميع، وفرصته ملء جيوبه المثخنة بالحاجة والفقر من تلك الأموال السائبة!

ولمجرد تذكير أمثال هؤلاء بمدينتهم، فإنهم ظلّوا يُفاخرون ويعتزونّ بها وكأنها قطعة من الجنّة، أو هي أشبه بمدن النعيم، وهذا من حقهم الطبيعي، وكأن آسفي المدينة الوحيدة في العالم التي لا يمكن المساس بها، أو ذكرها بشيء يسيء إليها!

فلماذا آسفي بالذات؟ وماذا تعني لهم حاضرة المحيط ؟ وهل تستحق منا كل هذا التفاخر والمديح والتباهي بها من قبل أبنائها الذين هجروها وركبوا البحر، مرغمين من فواجع الموت التي تتربص بهم في كل مكان، ومنهم من غادرها براً متحمّلاً الكثير من الصعاب، وأنفق لقاء ذلك أموالاً باهظة؟

لا شك في أن كلاً يُحب حسب رغبته، وكيف ما اشتهى. ولكن أسأل: ماذا وجدنا في آسفي حتى يظن البعض أنها المدينة الوحيدة في العالم التي تستحق منا كل هذا الحب، وهذا الإطناب في المدح؟ هل نتوق بالفعل إلى شوارعها، وأحيائها، وأبنيتها، وأسواقها، وما فيها من عثرات ولعنات سبق أن أصابتها في الصميم!

أم نتوق إلى شوارعها الموحلة، أم إلى العجاج الذي يزورها بين فينة وأخرى، ويعمي العيون والقلوب، ويلغي كل علاقة بين طرفين متحابين، ويدمي كل رغبة في الحياة!

ما نقوله فيها ليس مبالغاً فيه. فما هو الأثر الكبير الذي تركته آسفي في عقول وأذهان أبنائها – أقصد – هؤلاء الذين ولدوا وعاشوا فيها حتى تفيض قريحتهم شكراً وعرفاناً بالجميل لها؟

أسفي مثلها مثل أي مكان آخر في الدنيا، وتكاد تكون أدنى من غيرها في مناحٍ كثيرة، فلماذا يلجأ كثيرون إلى المديح والتغني بها، وكأنها منارة الدنيا، أو أنها المنقذ بالنسبة لكثيرين ممن أصابهم من آلام وأوجاع، وهاهم اليوم يعيشون المعاناة بكل مؤسياتها؟

هناك الكثير ممن تركوها، وها هم اليوم يعيشون في مدن اخرى ، وفي قرى قريبة منها، ومنذ سنوات، ومنهم من يعيشون في مدن مجاورة تتنفع خبيرات آسفي ، وفي مراكش والجديدة ووو واستمروا ونسوا آسفي وكل ما يربطهم بها، ولم يعد يتذكرونها لمجرد التذكير، أو تخطر بالبال، فهل يعني هذا أنّهم ارتكبوا جرماً؟

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة