آسفي أو حاضرة المحيط يقولون عنها ؟هل فعلا ماضيها أفضل من حاضرها ..

آسفي أو حاضرة المحيط يقولون عنها ؟هل فعلا ماضيها أفضل من حاضرها ..

-أسفي الأن
الشأن المحلي
-أسفي الأن24 مايو 2025آخر تحديث : السبت 24 مايو 2025 - 8:09 مساءً
 - بقلم // عبد الهادي احميمو ** بمناسبة إحضان بلادنا حدتين مهمين كأس إفريقيا وكأس العالم آنطلقت في عدد من المدن المغربية مشاريع التهيئة الحضرية لإعادة النظر فيها. وما دامت المناسبة شرطا، لا بد من الحديث عن ما آلت إليه مدننا وخاصة مدينة آسفي من تدمير ممنهج حتى تحول تاريخها إلى أفضل من حاضرها.

الذي يضير بالفعل ويبعث على الأسى ويذهب بالنفس حسرات أن نجد بعض مدينة آسفي ، التي تعكس حضارة المغرب وعمقه التاريخي، تعرضت لمختلف أنواع القتل الرمزي والحضاري والجمالي، في وقت يتضخم خطاب سياسة المدينة بوصفها فضاء للحياة والإبداع وجعلها فضاء مرنا يستبق الحاجيات المتعددة للمواطن. تبدو الكثير من المدن المغربية في وضع صادم حقا و آسفي على الخصوص ، ويكفي النظر إلى ما يحدث اليوم بمدينتي السمك والفوسفاط والفخار من تدمير ممنهج أشبه بكابوس، حيث تآمر عليهما فشل وجشع المنتخبين من ممتهني السياسة ومن رجال السلطة.

والحقيقة أنه، باستثناء أربع أو خمس مدن تتوفر فيها مقومات المدينة عكس حاضرة المحيط ، فإن أكثر من سنين طويلة لا زالت مدينة عريقة ك آسفي أو حديثة فقدت هويتها، بعدما أوكل مصير تنميتها للفاشلين والمضاربين والسماسرة، الذين أكدوا بالملموس أنهم مستعدون لتدمير المدينة بأكملها، مقابل هامش الربح الذي يحققونه في مشاريعهم العقارية وتضارب المصالح.

في اللحظة التي وصلت فيها البشرية إلى إنشاء المدن الذكية باعتبارها مدنا رقمية وإيكولوجية، إذ تعتمد خدماتها على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لازال الغباء والفشل في التسيير بحجم كرة كبيرة تتدحرج لتعم مدنا بكاملها، والسبب كما لا يخفى على الجميع أن تدبير المدن أصبح معقلا لتضارب المصالح وموردا للإثراء غير المشروع وغنيمة في يد لوبيات العقار التي ترى في كل متر من الأرض رقما جديدا في حساباتها البنكية.

واليوم آسفي أو حاضرة المحيط بعد مرور حوالي عقود من الزمن على تجربة نظام وحدة المدينة بدلا من ثلاثة جماعات التي خاض المغرب غمارها، والتي أوكلت مهمة تسييرها لسياسيين منتخبين فاشلين مع وجود بعض الاستثناءات، لا بد أن نتوقف عن هذا العبث الذي جعل من مدينة آسفي ماضي أفضل من حاضرها ومستقبلها.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة