
صباح أمس العيد، كان شاهدا جديدا على نفس المشهد، حين تدفقت جموع المصلين من دوار الحاجب نحو مصلى ملعب تارميت، آلاف الرجال والنساء، شيوخا وشبابا وأطفالا، حجوا تلبة لنداء الروح لكن الواقع باغتهم من جديد، فالحصائر التي وضعت امتلأت سريعا، وبدأت الأجساد تتزاحم على الأرض، الثلث الثاني جلب ما توفر له من سجاد منزلي، وافتُرشت تلك السجادات فوق التراب ، فيما بقي الكثير منهم واقفين بلا حيلة، ينتظرون نهاية الخطبة أو رحمة تنزل من السماء.
النساء عانين أكثر، كالعادة، فالركن المخصص لهن لم يكن جاهزا لاستقبال العدد الكبير من المصلِّيات، واللافت أن حتى المكان المخصص للإمام بدا فقيرا جدا إلى الحد الذي اكتفى فيه هذا الأخير بسجادة بسيطة لا تقيه حتى من حرارة الأرض، وبينما اكتفى البعض بتجهيز الصفين الأول والثاني بحصائر بلاستيكية جديدة بـ”ضرورات المظهر الإعلامي”، فإن ما تلتقطه الكاميرات لا يخفف من مرارة الواقع، بل يفضحه.
على الهامش، برز صوت ساخط من داخل المنطقة، انتقد علنا أداء وسائل الإعلام، متهما بعضها بتجميل الصورة والتستر على الأعطاب الحقيقية، و سنعود لاحقا باسهاب وتفصيل لهذه النقطة بالذات(التي يرتكز عليها البعض لتعليق شماعة فشله في إدارة شؤون هذه المنطقة) ، لما تحمله من دلالات حول العلاقة بين الإعلام المحلي وقضايا الناس.
يبقى السؤال العالق في أذهان الجميع: إلى متى سيظل المجلس الجماعي في أورِيكة يتعامل مع المطالب البسيطة للمواطنين بهذا البرود؟ أليس من الممكن تخصيص ميزانية متواضعة تُعنى فقط بكرامة المواطن في يوم العيد، بدل ضخ الأموال في مشاريع هامشية لا تترك أثرا؟ ألا تستحق دواوير مثل الحاجب وبوتبيرة، وهما من أكبر التجمعات السكانية في المنطقة، أن تُعامل بما يليق بكثافتها وعدد سكانها؟
إن الإصرار على تجاهل هذه النداءات لم يعد فقط تعبيرا عن عجز في التسيير، بل عن استخفاف بقيمة الإنسان في لحظة عبادة، لحظة من المفترض أن تتسع للجميع دون إذلال ولا انتظار.

المصدر : https://www.safinow.com/?p=21580
عذراً التعليقات مغلقة