نقابيو الصحة بقلعة السراغنة ينتفضون ضد التعسف والتلاعب بمصير المهنيين

نقابيو الصحة بقلعة السراغنة ينتفضون ضد التعسف والتلاعب بمصير المهنيين

-أسفي الأن
صحة
-أسفي الأن19 يونيو 2025آخر تحديث : الخميس 19 يونيو 2025 - 12:33 مساءً
ec5c782d 25a5 47b7 b80e 4afa91d2617a - ♦رحال رحاني *** في مستشفى السلامة، لا يبدو أن الاسم يعكس الواقع، بل يتحول إلى مفارقة مؤلمة، فبدل أن يكون فضاء للعلاج والطمأنينة، أصبح ساحة لصراعات إدارية، وتصفية حسابات مهنية، وعبث في تدبير قطاع حساس وحيوي، البيان الصادر عن المكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة، المنضوي تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، لا يدق ناقوس الخطر فحسب، بل يضع اليد على جراح مفتوحة ظلت تدار بالمسكنات، إلى أن بلغ الألم مداه
التضييق على الأصوات النقابية الحرة، ومحاولة كسر شوكة العمل الجاد، ليس أمرا جديدا في مشهد إداري متـأزم، لكنه حين يتخذ طابعا ممنهجا ضد كاتبة محلية ونخبة من المناضلات والمناضلين، فهو يؤشر إلى وجود إرادة لإسكات كل من يفضح الاختلالات، ويدافع عن كرامة الشغيلة، إنها حرب ناعمة تخاض بوسائل مباشرة وأخرى ملتوية
ما يزيد الوضع قتامه هو الانتقائية في توزيع المهام والمسؤوليات، والتمييز في منح الحقوق الإدارية، في غيابٍ تام لمعايير الشفافية والنزاهة، فداخل هذا المستشفى،حيث لا يكافأ العمل، بل الولاءـ ولا تُمنح المسؤوليات بناء على الكفاءة، بل على القرب من مراكز القرار، وهنا لا يكون الظلم مجرد شعور، بل واقع يومي يخلق احتقانا داخليا، ويكسر الروح المهنية للعاملين.
قسم الولادة، المفترض أن يكون رمزا للرعاية والإنسانية، تحول إلى بؤرة للتوتر، بسبب سلوكات مسؤولة تمارس الشطط، وتخاطب القابلات بلغة فوقية تفتقر إلى الاحترام، والنتيجة، انحدار في جودة الخدمات، واضطراب في علاقة الطاقم مع المرتفقات، أما قسم ما بعد الولادة، فقد طاله عبث آخر، من خلال تعيين غير قانوني لقابلة على رأسه بمذكرة وُصفت بأنها خارجة عن المساطر، ما يطرح سؤالًا جوهريا:
من يُدبر فعليا هذا المستشفى؟
ومن يتحمل مسؤولية هذا الانفلات الإداري؟
المدير، الذي كان من المفروض أن يكون رجل المرحلة، حاضر بجسده وغائب بأثره، لم يتحرك لتطبيق المحاضر، ولا لوضع حد للاختلالات، مكتفيا بتقديم الوعود الشفوية، في سلوك يُشبه سياسة ألإطفائي الذي يحاول فقط تهدئة اللهب دون إطفائه من الجذور، والمؤسف أن هذا يحدث رغم تعاطي النقابة بروح إيجابية مع عدد من الملفات، وهو ما يجعل موقف الإدارة يبدو متواطئا مع الفوضى بدل أن يكون ضامنا للاستقرار والعدالة،
في ضوء هذا الواقع، لم يكن أمام النقابة سوى دق الأجراس، وتحميل المسؤولية لإدارة المؤسسة، والمطالبة بتحقيق شفاف ومستقل، والدعوة إلى تدخل عاجل من المندوبية والمديرية الجهوية، وأكثر من ذلك، إعلان استعدادها لخوض كل الأشكال النضالية، دفاعا عن كرامة المهنيين، ورفضًا لكل أشكال التضييق على الفعل النقابي
مستشفى السلامة اليوم لا يئن بسبب خصاص الموارد أو الضغط اليومي فحسب، بل بسبب طغيان اللامسؤولية، واختلال منظومة القيم داخل المرفق الصحي. إنه نموذج مصغر لأزمة أعمق، حيث يُستبدل منطق الحكامة بمنطق المزاجية، وحيث يصبح العاملون هم أول الضحايا في حرب لا أخلاقية تُدار باسم المجهول، وما لم يتحرك الضمير الإداري، وما لم تُفعّل المحاسبة، فإن “السلامة” ستظل بلاأمن ولاسلامة
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة