
الموعد لم يكن بروتوكوليا فحسب، بل لحظة مفصلية في مسار إعادة هيكلة النسيج الجمعوي، حيث حضر ممثلو السلطات المحلية والمنتخبون ورؤساء المؤسسات الجهوية، إيذانا بانخراط جماعي في هذا الورش الوطني الذي يحمل شعارا ضمنيا: الجمعيات رافعة تنمية لا صوتا
البرنامج يندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية للمجتمع المدني “نسيج” (2022-2026)، ويستهدف تمكين الفاعلين الجمعويين من آليات العمل الناجع في مختلف مجالات التنمية والحكامة والمشاركة المواطِنة، في وقت بات فيه دور المجتمع المدني أكثر من ضروري، في ظل تحولات اجتماعية متسارعة وتطلعات شعبية متزايدة نحو إشراك فعلي في صناعة القرار

الوزير بايتاس، في كلمته الافتتاحية، شدد على أن البرنامج ليس مجرد سلسلة من التكوينات، بل مشروع متكامل يراهن على إعادة الاعتبار للعمل الجمعوي، عبر تكوين ميداني، وتأطير مستمر، ودعم تقني ومالي، يهدف إلى إحداث تغيير ملموس في أداء الجمعيات وجودة تدخلاتها
المرحلة الأولى ستشمل أكثر من 30 جمعية، على أن تتسع لاحقا لتغطي 600 جمعية عبر تراب الجهة، في خطوة توحي بإرادة سياسية واضحة لتكريس مهنية جديدة داخل النسيج الجمعوي المحلي، كما أعلن كذلك عن إحداث قطب جهوي للكفاءات الجمعوية، يكون بمثابة نواة لنقل التجارب الناجحة وتكريس روح التعاضد والتعاون بين الجمعيات
التحول الرقمي كان بدوره حاضرا بقوة في المشروع، حيث تم التأكيد على توفير أدوات رقمية حديثة، ومنصات للتكوين عن بعد، ودلائل مرجعية، تسهم في مأسسة العمل وتجويده.
كما سيتم إنشاء مركز جهوي خاص بمواكبة الجمعيات وتقديم الاستشارات القانونية والإدارية، في تجربة جديدة تهدف إلى جعل المجتمع المدني أكثر فاعلية وأقل بيروقراطية
هذه المبادرة لا تمثل فقط دفعة نوعية لتنظيم القطاع الجمعوي، بل تحمل في طياتها تحولا في طريقة النظر إلى الجمعيات: من مجرد فاعل ثانوي إلى شريك أساسي في التنمية وتقييم السياسات العمومية، في انتظار أن تترجم النوايا إلى أثر ملموس في الميدان

المصدر : https://www.safinow.com/?p=21820
عذراً التعليقات مغلقة