
وبعد تعذر التصدي لهذه الظاهرة وذلك بتوجيه مجموعة من الرسائل لمختلف الجهات المعنية وكذلك بإجراء الإتصالات المباشرة والإجتماعات. هذه التحركات التي تنتج عنها تدخلات تبقى في معظمها جزئية، وذلك لعدة أسباب منها كثرة الأسطول العامل في “النقل السري” بالمنطقة وذلك لأسباب اقتصادية واجتماعية، كما يستغلها كذلك بعض أصحاب النفوذ، ناهيك عن ارتزاق بعض المفروض فيهم محاربة هذه الظاهرة على حساب المتضررين بالإضافة إلى الإشكال القانوني في محاربة هذا النوع من النقل، إذ غالبا ما يتم توقيف العديد من السيارات والسائقين ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية في حقهم ( الحجز المؤقت+ الذعيرة..) تم يعود المعنيون بالأمر لمزاولة نفس نشاطهم “الممنوع “..
هذا دون الحديث عن التساهل والتواطىء الذي يطبع التعامل مع هذا الملف. الشىء الذي أصبحت معه مختلف وسائل النقل ” السرية” المستعملة تفوق عدد الطاكسيات بأضعاف مضاعفة.
هذا إلى جانب إقبال فئات واسعة من المسافرين على هذا النوع من النقل الذي قد يكون أحيانا ملاذا وأحيانا أخرى نوعا من التمرد وتشجيعا للا قانون كرد فعل على عدم الرضى والقبول بالأوضاع الإجتماعية غير المناسبة !
إن مشكل النقل السري الذي يعاني منه مهنيو قطاع الطاكسيات الكبيرة بالخطوط القادمة من والمتوجهة إلى جميع المناطق التابعة لإقليم، ليس مشكلا محليا بامتياز، غير أن المحلي أكثر في الموضوع يعود إلى عدم الفعالية في التعاطي معه من جراء العوامل السالفة الذكر، ومن جراء كذلك تداخل المسؤوليات وتضارب مصالح المخول لهم التصدي لها بين بعض من يحاول العمل بشكل جدي والمتضررين من هذه الجدية، خصوصا وأن ذلك قد أصبح سمة مميزة للعديد من المجالات، ناهيك عن كون كل المحاولات ستبقى محكومة بالمحدودية (إلى أن يريد المخزن ! )
.إن حل مشكل النقل السري مرتبط بحل مشاكل أخرى مرتبطة بمثل الأوضاع الإجتماعية التي توجد عليها جميع المناطق، بحل مشاكل البطالة وإعادة النظر في الضوابط المنظمة لقطاع النقل ووضع حد للمتنفذين والمستفيدين من هذا الواقع.
إن المهنييون المعنيون وهم يطالبون بوضع حد لتفشي “النقل السري”، فإنهم يضعون نصب أعينهم التخفيف من حدته وأن يعود ليصبح سريا، وألا يبقى ممارسا أمام أعين الجميع وبعض العاملين يستقوون على أصحاب ” النقل الشرعي” بالتهديد والإعتداءات الجسدية أحيانا.. مما يخفف من حدته، حتى يعود لمكانه ” الطبيعي” كعمل ” غير قانوني” لايمكن تبريره أو التغاضي عنه بالتساهل والنفوذ ولما لا الإتاوات.
بالنسبة للمهنيون المعنيون – حسب مضمون بياناتهم الإستنكارية الصادرة عقب اجتماعاتهم – فقد بلغ الأمر حدا لايطاق، مما جعلهم يعبرون عن استعدادهم لاتخاذ كافة الصيغ النضالية للتصدي لظاهرة “النقل السري”، بما في ذلك تنفيذ وقفة احتجاجية إنذارية أمام ولاية الأمن و السرية المحلية للدرك الملكي بالمدينة للتنديد بهذا الوضع،
المصدر : https://www.safinow.com/?p=22218
عذراً التعليقات مغلقة