الدورة السابعة للقصة القصيرة بالصويرة

الدورة السابعة للقصة القصيرة بالصويرة

2019-01-14T07:25:20+01:00
ثقافة وفنونجهويات
8 ديسمبر 2018آخر تحديث : الإثنين 14 يناير 2019 - 7:25 صباحًا
47688304 2518449374849031 1716045150800576512 n -

بعد أيام ستحتفي مدينة الصويرة بالدورة السابعة لملتقى القصة القصيرة والذي يحمل شعار *السرد والجسد*تتويجا لجهود الإبداع المغربي والعربي الحديث والمعاصر في هذا المضمار. رهانه فتح تلك الشرفات الجديدة، ومناقشة موضوعة الجسد، وبلورة أبعادها خلال الدراسات الفكرية والقراءات آملين أن تتجاذب الرؤى بالتواصل مع بعضها،من أجل تحقيق المتعة والامتلاء بالتأويلات المختلفة. فبعد الاحتفاء بالهوية في أول دورة وبعلاقة الأدب بالفلسفة في الدورة الثانية التي تلتها الترجمة كمحور ثم التخييل وسلطة السرد الى جمالية اللغة السردية ، يلتقي المهتمون بالقصة القصيرة بعاصمة النوارس من أجل مناقشة موضوع الجسد والسرد مع الاحتفاء بالتجربة الابداعية للقاص والمبدع حسن إغلان
يقول الناقد أحمد بهيشاوي :
مازالت الرؤية للجسد كثيمة فكرية وأدبية جديدة، رهينة منظور ثقافي وذهني منغلق وسكوني في تأويلها للعالم. ومع التطور الفكري والفلسفي الأنثروبولوجيوالسوسيولوجي ما بعد حداثي، تبلور مفهوم الجسد كدال ثقافي، متخذا أبعادا معرفية ودلالاتتؤسس لرؤية جديدة للجسد ككون استعاري مؤثر في الرؤية للإبداع والحياة.ومع تسارع التجاوز الحاصل في الفكر النقدي الغربي المعاصر، تطور الإبداع السردي العربي مجاريا سواه ومغتنيا به.
1-السرد أفق للكتابة:
ضمن سياق الكتابة والوجود،يبرز التفاعل الجدلي بين الذات والواقع تحت تأثير محركين اثنين:
-الأول فكري يتأرجح بين مد الإيديولوجيا وجزر اليوتوبيا.
-والثاني أجناسي تحكمه شروطه الثقافية والجمالية الاستعارية.
وإذا كانت الايديولوجيا تستلهم آلياتها من إشكالية اندماج الفرد داخل مجتمعه،أو من تحرره الرافض لتشييئه ونظرية إبطاله،فإن اليوتوبياهي ذاك الحلم المتوقع والمشبع بما يكتنف الذات من تمثلات ورؤى استشرافية للآفاق المستقبلية القريبة والبعيدة،وما يشملها من ممكنات محتملة وغير متوقعة.
ولأن الانسان كائن سارد بطبيعة حياته الفطرية والمكتسبة، كما يؤكد ذلك الفكرالسردي والنقدي المعاصر،فإن تجاربه الشخصية لاتختصب دلاليا وفنيا إلا بالسرد.فالتجربة كأحداث لاتغتني معرفيا وجماليا ضمن سياقها الثقافي الاجتماعي والتاريخي العام،إلا بالوعاء الزمني والبناء الحكائي كمؤشرات دالة على خطاب سردي يصبح قناة للمعرفة والفن والحوار؛يضخ في التجربة الإنسانيةشساعة دلالية وعمقا جماليا، بفتح آفاقها الفكرية والجمالية الرحبة على الامتداد.(1)
والسرد الأدبي باتخاذه اللغة وسيطا وآلية تعبير،فهو سيرورة بانية لفكر الانسان وذوقه ووجوده وهوية أدبه.فباللغة ينفتح السرد على الوعي بتأويل المرجعيات والمواقف والرؤى، باستثمارها معرفيا وجماليا،عن طريق طرح الأسئلة الموغلة في الشعور واللاشعور،في الوعي واللاوعي بالأنا وبالآخر،هذا الآخر الذي يصل الذات بالعالم ويؤسس لتاريخية هويته في الزمن كما يشير إلى ذلك بول ريكور(2).واستنادا إلى هذا المبدأ التداولي يعتبر الخطاب السردي حاجة تواصلية بين الانسان والمجتمع والحياة والكون، من خلال راهنية اكتنازهلدينامية مشتعلة، جعلته يزخر بعمق استعاري آسر،يحتل فيه الجسد مكانة متجددة باعتباره دالا ثقافيا وأفقا معرفيا،يفسح المجال للممكنات السردية المتحررة والمنفلتة من عقال التقليد،والمقتحمة لمغامرة الإبداع في تحد أصيل وتجاوز هادف..
فكيف يحضر الجسد في السرد الأدبي؟

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات