عمود كتب قبل عام رحم الله أحمد صبري عميد الصحافيين الرياضيين نحيا مرة ونموت ألف مرة

عمود كتب قبل عام رحم الله أحمد صبري عميد الصحافيين الرياضيين نحيا مرة ونموت ألف مرة

-أسفي الأن
رياضةعين على الفيس بوك
-أسفي الأن19 ديسمبر 2022آخر تحديث : الإثنين 19 ديسمبر 2022 - 1:43 مساءً

4 1 - غاب عنا طيف زميلنا أحمد صبري، اختفى عن الأنظار وانقطعت حبال أخباره إلا من شظايا قصاصات صحافيين يؤكدون أن الرجل لازال صامدا ضد عاديات الزمان.
في آخر زيارة له رفقة زميلي عبد المجيد بن هاشم، في بيته بحي سيدي معروف، صادرت دموعي ابتلعت ريقي وفي قلبي صراخ عديم الصدى، بعد أن وجدت نفسي أمام صحافي رتيب الأنين كان يوما يصافحنا بعموده اليومي “عمتم صباحا” على جريدة الاتحاد الاشتراكي.
حاولنا استدراج أحمد نحو عالم الصحافة لكنه ظل يصغي دون رد، وحين يتحدث يخرج عن النص ثم سرعان ما يعود كدراج انفصل عن كوكبة المتسابقين.
لا يتردد على بيته إلا فئة قليلة من رفاق دربه، وبعض المناضلين الشرفاء الذين تقاسموا معه محنة الانتماء للصف اليساري، بينما ودعه الانتهازيون وشيعوه إلى مقبرة النسيان وهو حي يرزق.
يعيش صبري حياته الرتيبة ممددا على سرير المرض مثخن الوجد ممزق الأوتار، يستعين بكرسي متحرك يسافر به بعيدا عن فراش الألم. كلما تذكر ظلم ذوي القربى إلا واعتصره الألم، وهو الذي غادر جريدة الاتحاد الاشتراكي محالا على تقاعد إجباري.
أرجوكم دلوني يا معشر الصحافيين على رجل اجتمع فيه ما تشتت في غيره، ابحثوا في سير السابقين واللاحقين عن صحافي كان لاعبا في الحياة ومدربا في نجم الشباب البيضاوي وللوحدة السعودي وللمغرب التطواني والمنتخبات الوطنية، ومدرسا للتربيتين البدنية والإسلامية، وأستاذا محاضرا للفيفا.
كان شاعرا وروائيا وعضوا في اتحاد كتاب المغرب، ومديرا لديوان وزير الشباب والرياضة عبد اللطيف السملالي، رجاء التقطوا أنفاسكم قبل سرد باقي المهام.
كان سياسيا نهل من فكر لفاخري، قبله أن ينهل المتحزبون من عصارة فكره ويمرون قشوره في القمامة، هذا قدر ابن أولاد سعيد الذي انهالت عليه، في غفلة من الزمن، سياط تتقاسم معه للأسف الانتماء لنفس القبيلة وتستنشق رائحة الدوار.
من يتأمل كتابات صبري سيكتشف ريشة كمحراث يخترق كل الحقول، من يقرأ ديوان “أهداني خوخة ومات”، و”شخوص معلقة من الأرجل” و”قصائد تهفو وتنحني” و”بيتشو الأنشودة الحزينة”، و”ألف ليلة وليلة”، سيضرب كفا بكف وسيسائل الحزب واتحاد كتاب المغرب وجامعة الكرة وجمعية الصحافيين وودادية المدربين، عن سر الجفاء عن دواعي الصمت أمام جسد مسجى في عزلته.
لن ينفع ندمكم حين تفيض الروح، ولن تجدي مرثيتكم حين يرحل عنا الرجل الذي جمع رباعية الصحافة والشعر والتدريب والسياسة، كيف قبلت القوافي أن تتعايش مع تكتيك الملاعب؟ وكيف تمكن أحمد من استدراج السياسيين إلى بيت الشعر؟
حين يمرض الصحافي، تجف الأحرف، ينطفئ مصباح كان ينير مكانا ما، المكان اليوم تسكنه العتمة، ويسيطر على مداخله أشباه الصحافيين والمتعاطين لمهنة يكفي التوفر على هاتف ذكي لتنتمي إلى جسمها العليل.
حسن البصري
19 دجنبر2021

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة