الوليد بن زيدان السعدي و السلطان محمد الخامس يطرقان باب وزارة الثقافة من أجل قصبة الوليدية

الوليد بن زيدان السعدي و السلطان محمد الخامس يطرقان باب وزارة الثقافة من أجل قصبة الوليدية

مع الجماعات
21 أبريل 2019آخر تحديث : الأحد 21 أبريل 2019 - 1:37 صباحًا
ccc - عبد القادر رجاء ** هي مدينة الوليدية ذائعة الصيت بين أوساط المغاربة و الأجانب بالنظر لقيمتها السياحية و الطبيعية؛تتواجد بجنوب المملكة على الطريق الساحلية بين الجديدة و أسفي و تداعبها ككل صباح أمواج المحيط الأطلسي لتجعل منها قبلة لغير قليل من الزوار والراغبين في الاستجمام والبحث عن فسحة بين أطراف الساحل المغربي الغني تاريخيا و طبيعيا.

قضى بها المرحوم السلطان محمد الخامس فترات من حياته  و على أرضها بادر لبناء مسجد مازال قائما بالقصبة الموحدية. ولعل ما يغري في مدينة الواليدية هي بحيرتها التي تجعل منها مرتادا لعديد المصطافين من أبنائها و أبناء المناطق المجاولة لها و حتى المهاجرين و الأجانب.

و  صفها الفقيه الكانوني في كتابه “أسفي و ما إليه” فقال عنها بأن موقعها يوجد على مقربة من أيير و قصبتها  مربعة الشكل و تمتد على أطراف سورها المتلاشية أبراجه. و ينقل محمد بن احمد الكانوني العبدي عن أبو القاسم الزياني قوله أن الوليد بن زيدان السعدي هو الذي بناها بساحل دكالة على البحر، أما مرساها فهي من أحسن المراسي كما يورد الزياني صاحب كتاب الترجمان المعرب في معرض وصفه لمجال القصبة.

و بالعودة للكتابات التاريخية القديمة؛  فالمنطقة عرفت تواجدا بشريا قديما و شملتها رحلات حانون قبل الميلاد؛ ذلك أن  الكاتب و الباحث الفرنسي ميشيل أمنكوال يشير في كتابه ” أسفار في دكالة ” إلى أن رحلات  حانون شملت مدينة الوليدية و اصطاد بها الفيلة في مسار رحلة عرج فيها على الصويرة و البدوزة و مناطق أخرى من ساحل المغرب.

و قصبة الوليدية تحسب ضمن المباني التاريخية و المناطق التي تمت عملية تصنيفها كتراث وطني بإقليم سيدي بنور الذي تم استحداثه من طرف وزارة الداخلية خلال السنوات القليلة الأخيرة. و هي تكون بهذا التصنيف الذي يرجع لسنة 1957  قد أعطيت لها القيمة التاريخية و التراثية التي تستحقها هي التي تنتصب على ساحل المغربي ذي تاريخ مليء بالأحداث و الوقائع.

و في الوقت الذي يزعم فيه باحثون محليون بأن قصبة الوليدية هي قصبة موحدية؛ فإن آخرون يرون بان إعادة بنائها كانت خلال فترة السعديين الذين ساهموا بعد انحطاط الوطاسيين في تحرير عدد من تغور الساحل المغربي من الوجود البرتغالي.

و لعل تسميتها بالوليدية إشارة واضحة إلى أن  السلطان الوليد بن زيدان السعدي هو من أعاد بناءها بعد خروج البرتغال منها كما يشير إلى ذلك كاتب ” أسفي و ما إليه”؛ حيث أبرز بأنه بعد خروج البرتغاليين منها، عرفت القصبة عملية تخريب ليعيد الوليد بناءها و إصلاحها على الشكل الذي توجد عليه رغم ما تعرضت له خلال السنوات الأخيرة من تأثر على مستوى تكوينها المعماري بفعل عاديات الزمن و إهمال الإنسان.

يقول الكانوني بأن ساكنة قصبة الوليدية هم في الأصل قوم من دكالة و من ضمنهم عائلة سملالية تنحدر من سوس الأقصى، و كان منهم علماء و رجال و جاهة. كما يشير الكانوني إلى أن  الوليدية شهدت وجود مدرسة و زاوية للفقيه الرحالة و الصالح سيدي عبد السلام الغواص اليمني.

الوليدية حيث توجد القصبة الشهيرة تتوفر على جهة سفلى توجد بها البحيرة التي جعلت من المنطقة قبلة سياحية و قصر الملك محمد الخامس الذي أعيد تأهيله في عهد الملك محمد السادس و كذا محطات تربية المحار.  أما القسم الثاني المشكل للوليدية فيتجلى في مركزها الذي يعد مركزا تجاريا يضاف إليه سوق أسبوعي له من الصيت ما يسمح له بالدفع بعجلة التنمية بالوليدية إلى مستويات متقدمة من خلال الارتقاء بتهيئته و الاستثمار فيه و توسيع عرضه الاقتصادي و الخدماتي.

و لعل ما زاد من القيمة السياحية و الطبيعية للوليدة هي اهتمام الزيارات الملكية بها؛ إذ شهدت  المنطقة إطلاق  برامج تنموية هادفة إلى خلق تنمية مستدامة و الحفاظ على مؤهلات البحيرة، و توفير الظروف الايكولوجية المناسبة لتربية محار المنطقة المعروف و المميز على المستوى الوطني و الدولي.

أصوات منها المحلية و الاجنبية نادت غير ما مرة و في لقاءات و مناسبات رسمية و أخرى عادية بملحاحية ترميم قصبة الوليدية و إعادة الاعتبار لها. و نذكر في هذا الباب إسهام فعاليات المجتمع المدني المحلي التي تنظم من حين لأخر لقاءات ذات صلة بالذاكرة و التراث؛ و كذا مساهمة الباحث في ذاكرة الوليدية الأستاذ مصطفى وفقي الذي يعتبر مرجعا و مرشدا في التاريخ المحلي و ما يرتبط بالمنطقة من أحداث ووقائع؛ معرفة و إلمام استشربت منها الباحثة و المهندسة المعمارية الكندية سيلفي ديروشي غير القليل من الدروس لتساهم هي و تضيف جهدها إلى الجهود المحلية مطالبة  في مراسلات ووثائق من وزارة الثقافة بالإسراع بتنزيل مشروع ترميم قصبة الوليدية.

إن ما يفرض اليوم و بشكل مستعجل ترميم قصبة الوليدية و الاستثمار في   ذاكرتها و موقعها الاستراتيجي المطل على البحيرة، و الذي يمكن من رؤية في جميع الاتجاهات، هو أن التعاطي مع سؤال الثقافة و الذاكرة المحلية اليوم بالمغرب وجب أن تتم  مقاربته من زاوية مجددة تجعل من هذه الصناعة الثقافية و التراثية و الموروت الايكولوجي و الطبيعي الجماعي فرصا اقتصادية جديدة تضاف إلى ما يتيحه الموقع الطبيعي للوليدية عامة، و تسهم في توسيع مجال اقتصاد اجتماعي و تضامني و سياحي تستفيد منه بالشكل المباشر ساكنة المنطقة و تستثمر مداخيله في سياسات عمومية ذات صلة بالتنمية المحلية.

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات