أشهر معلمة ترفٌهٌة وثقافٌة تتهاوى فً صمت

أشهر معلمة ترفٌهٌة وثقافٌة تتهاوى فً صمت

-أسفي الأن
2019-01-14T07:53:39+01:00
الشأن المحلي
-أسفي الأن14 أكتوبر 2018آخر تحديث : الإثنين 14 يناير 2019 - 7:53 صباحًا
 -

ربـيـٌعة بــوزنـــاد **إذا .. فـما هً هذه المْعـلمة التً اخـتفت فجؤة من حٌاتنا غـٌر مؤسوف علٌها ؟ وماذا نكون نحن قـد فـقدناه بـفـقـدها ؟ وإذا ما نبشنا فً تارٌخ أسفً المعاصر ، متـفـقـدٌن منشآتـنا الثقافٌة ، والفـنٌة ، فمن المإكد سندرك ساعتها على أننا فعال فقدنا منها الكـثٌر ، من دون أن نلقً باال لذلك . وحـتما سنجد من بٌن المفقودات دورا للعرض السٌنمائً ، التً شكلت حدثا ترفٌهٌا نادرا منذ الٌوم الذي حلت فٌه ضٌفا مبجال على مدٌنتنا .. فً ثالثٌنات القرن الماضً ، وفتحت حٌنذاك أمام أعٌن المسفـٌوٌن ستارة داكنة تحجبها على عوالم خارجٌة كانت مجهولة ، وحضاراتها .. وهً نفس دور السٌنما التً ربّت ، وثـقـفت أجــٌاال كثٌرة .. ووعّـتهم ، وأدخلت البهجة إلى قلوبهم على مدى عـقود طوٌلة خلت . إذ كانت تجلب لهم عوالم غرٌبة عنهم ، وتعرضها فً صاالتها المهٌبة ، مع األٌام حتى أضحى ٌوم األحد من كل أسبوع من خاصة طقوسها للكثٌر منهم .. فكان ٌزورها المشاهدون فرادى وعائالت ، فً هـندام أنـٌق ، محافـظٌن فـٌها على الهدوء .. والسكٌنة والطمؤنٌنة ، و الـنظافة .. مع احـترام الغـٌر ، وتقالـٌدها .التً سنـتها لهم — تلك الدور — منذ حلولها بالمدٌنة . السٌنما فً كل األقطار تعد ثقافة صورة ، والصورة المتحركة فن من الفنون الحدٌثة آنذاك .. ومن اخترعها هما األخوان ” لومٌار ” الفرنسٌان فً نهاٌة القرن التاسع عشر . وكان ظهورها ألول وهلة قد شكل حدثا تارٌخٌا مذهال .. وكما ٌعرف العارفون .. بؤن السٌنما ولدت بفرنسا ، وترعرعت وكبرت ونضجت فً أمرٌكا .. ثم انتشرت بعدها فً سائر دول العالم .

666789353 mini -

ُعـد من ذاكرة المدٌنة .. وضرورة وكان حرٌا بنا أن نرممها ونصونها .. لكونها تـ من ضرورات الثقافة المحلٌة .. ال أن نهمشها لترتدي ثوب الحزن والخراب والبإس … السٌما بعد ازدهار المشهد المغربً بسٌنما المحلٌة ..التً تعرض أفالما فً بعض المدن ، ولٌس فً كلها .. بٌنما ٌبقى المشهد الثقافً ، والمعرفً ، فً أسفً بعٌدا ومحروما من مشاهدة تلك األفالم .. لكوننا نقبع — بفقدانها — خارج دائرة الـتغطٌة . ولقـٌمة دور العرض فً األمم األخرى هً حكاٌة أخرى … لو استطعـنا أ ْن نستوعبها جٌدا فمرة ضرب زلزال قوي إحدى القرى فً الغرب ، فـتشقـقت بعض جدران صالة دار للعرض الوحٌدة ، وأصبحت ال تستقبل المشاهدٌن .. وفً هذه الفترة ، قابل فٌها أحد المقاولٌن الجشعـٌن صاحب القاعة طالبا منه — بمبلغ ٌسٌل له اللعاب – بٌعه السٌنما نٌة هدمها لبناء عمارة مكانها فكان أن طلب منه صاحب القاعة بشرط واحد للموافقة على طلبه .. — بعدما أخبره أنها لٌست ملكه وحده .. وأنها تصنف ذاكرة لكل قرٌته ..– وعلٌه إن … رغب فً ذلك ، أن ٌجمع كل تواقـٌع قاطنٌها بالسماح له ببٌعها .. قبل الموافقة وطبعا هذا ٌُعد مستحٌال .. من مجتمع ٌعشق ذاكرة قرٌته ، وٌفعل تجاهها كل ما بوسعه للحفاظ علٌها لألمانة والتارٌخ .. فؤٌن نحن من ذلك الحب ، والوفاء ، واإلخالص ، تجاه معلمة أسعدت ، وثقفت ، ووعّـت منا جـٌال بكـامله …؟

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات