حاورتها غالية الشرقاوي // لطالما شكلت مدينة أسفي ملتقى للحضارات منذ القدم، مما يجعل منها حاضرة ثقافية مهمة تزخر بتراث مادي ولامادي متنوع. ولأن الثقافة هي الوجه الحضاري لأي مدينة كان لنا لقاء مع السيدة ابتسام أوريمش المديرة الإقليمية لوزارة الثقافة بمدينة أسفي لتحدثنا أكثر عن البرامج الثقافية التي تشتغل عليها لتعزيز مكانة الثقافة بحاضرة المحيط.
أسفي الأن **حدثينا قليلا عن مسارك الدراسي والمهني؟ أنا حاصلة على إجازة من كلية اللغة بجامعة القاضي عياض بمراكش، إضافة إلى دبلوم في الثقافة السياحية من جامعة بإيطاليا ولدي كذلك عدة تكوينات بالمجال الثقافي في كل من إيطاليا والمغرب. التحقت بوزارة الثقافة سنة 1993 حيث تكلفت وتدرجت بالعديد من المناصب الخاصة بالتنشيط الثقافي بكل من مراكش وبني ملال ، سنة 2000 شغلت منصب مديرة دار الثقافة الداوديات لمدة 15 سنة ، بعد ذلك التحقت بالمديرية الجهوية وكنت مسؤولة عن التواصل. وفي يونيو الماضي، تعينت كمديرة إقليمية للثقافة بأسفي.
أسفي الأن **اليوم أنت كمسؤولة عن الحقل الثقافي، كيف تقيمين وترين الحقل الثقافي بمدينة أسفي؟ المشهد الثقافي المسفيوي يبشر بالخير، هناك طاقات مهمة وفعاليات ثقافية متنوعة في التشكيل والرسم والمسرح والموسيقى، بالإضافة إلى أن مدينة أسفي تشكل نسيج ثقافي وحضاري عميق ومتجذر في التاريخ … فتاريخيا مجموعة من الحضارات مرت من هنا من فينيقيين وبرتغاليين بحكم أنها كانت ميناء لمدينة مراكش إضافة إلى النسيج السكاني المتنوع الذي يتمثل في الأمازيغيين واليهود والعنصر القروي وساكنة المدينة تعبر عن هذا التاريخ العميق والمتنوع من خلال العادات والتقاليد، وهذا الزخم الثقافي هو ما يجعل من المدينة ثرية وراقية حضاريا، يمكن أن نقول أن مدينة أسفي هي مغرب مصغر، وأنا سعيدة بتواجدي بهذه المدينة.
أسفي الأن **من المعروف أن قطاع الثقافة بصفة عامة وليس فقط بمدينة أسفي يواجه إكراهات عديدة، ما هي أهم الصعوبات التي تواجهونها اليوم؟ الإكراه الأساسي الذي نواجهه هو قلة الإمكانيات المادية التي تحفزك على الاشتغال أكثر لإبراز خصوصية المدينة وجرد التراث الذي تزخر به هذه المنطقة إضافة إلى قلة الموارد البشرية، الكفاءات المطلوبة في هذا المجال قليلة بحكم عدم وجود معاهد بمدينة أسفي تهتم بالشأن الثقافي، هذه الاكراهات هي التي تجعلنا نقصر إلى حد كبير في أداء مهمتنا.
أسفي الأن **ما عي علاقتكم بالجمعيات الثقافية بالمدينة؟ هل هناك تواصل ودعم لهذه الجمعيات؟ هناك تواصل لكن يلزمنا إمكانيات مادية أكثر لدعمها بالشكل الكافي، لكن هذا لا يمنع من أن هناك تعاون وتنسيق مع هذه الجمعيات وهناك برامج وأفاق نعمل عليها وسترى النور في المستقبل.
أسفي الأن ** ما ردكم وتعليقكم على احتجاجات بعض الفنانين الأسفيين بسبب إقصائهم من المهرجان الوطني لمسرح الهواة حسب ماجاء في تصريحاتهم؟ لم يكن هناك إقصاء، ما حدث هو خلط، فالمهرجان وطني بمعنى أن كل جهة رشحت عددا من الفرق المسرحية وكانت هناك لجنة انتقاء التي اختارت الفرق المناسبة للمشاركة حسب معايير معينة، والفرق المسرحية الثلاث التي ترشحت من أسفي للمشاركة كانت جيدة لكنها لم تحترم معايير المسابقة مما أدى إلى إقصائها و هذا هو قانون اللعبة، على العموم في الدورة المقبلة سنحاول عرض مسرحية محلية على هامش المهرجان حسب الإمكانيات والوقت المتاح.للإشارة هذه السنة شاركت اثني عشرة فرقة مسرحية خلال ستة أيام … يمكن أن نقول أن ضيق الوقت أيضا حال دون تقديم مسرحية على الهامش …لكن أؤكد لك أنه لم يكن هناك إقصاء، لقد تمت دعوة كل الفرق للمشاركة في الورشات للاستفادة من التأطير والتكوين، هناك جمعيات استجابت لدعوتنا وأخرى رفضت، على العموم سنحاول تصحيح هفوات هذه الدورة في الدورات المقبلة وباب الحوار دائما مفتوح أمام الجميع.
أسفي الأن **ماذا عن التراث المادي، يقال بأن هناك إهمال للأثار التاريخية بمدينة أسفي؟ هي ليست مهملة، فوزارة الثقافة تعمل على ملف التراث المادي ليس فقط بمدينة أسفي بل بالمغرب ككل، وهناك اشتغال على جرد التراث بالإقليم ككل ومبرمج بسنة 2020 ترميم مجموعة من المعالم التاريخية بالمدينة خاصة دار السلطان.
أسفي الأن **ما هي أبرز الإجراءات العملية والخطط التي تشتغلون عليها حاليا من أجل النهوض بهذا القطاع بالمدينة؟ كما هو معروف هناك العديد من والمحطات الثابتة التي تحتفي بالثقافة سنويا كاليوم العالمي للمسرح، اليوم العالمي للمرأة، شهر التراث والأنشطة المرافقة له، بشهر أبريل نضرب لكم موعد مع المعرض الجهوي للكتاب…من خلال هذه المواعيد الثقافية نحاول إرضاء جميع الأذواق وإشراك جميع الفئات العمرية خاصة الشباب والأطفال.
أسفي الأن **ما هي المستجدات التي سترافق مهرجان العيطة هذه السنة؟ لدينا تصور جديد لهذه الدورة من مهرجان العيطة سنحاول تطبيقها على أرض الواقع بإذن الله، سنحرص على أن نعزز طابعه الوطني وأن نبرز الجانب الثقافي لهذا الفن إضافة إلى دوره التنشيطي وذلك من خلال تنظيم مجموعة من الأنشطة الموازية للتعريف بهذا الفن كالمعارض والندوات وغيرها.
كلمة أخيرة… أولا أشكر جريدة أسفي الآن وأتمنى لها الاستمرارية وأقول بأن مدينة أسفي بخير ولديها طاقات كبيرة نتمنى أن إمكانيات أكثر لإبرازها ودعمها.
المصدر : https://www.safinow.com/?p=6016