عبد الهادي احميمو ** طالب مجموعة من التجار في كل من باب الشعبة وشارع الرباط وشارع ادريس بناصر او بما يسمى السوق « الخانز »، السلطات المحلية بالتدخل الفوري لوقف زحف الباعة المتجولين آو “الفراشة”الذين يحتلون الملك العمومي بشكل عشوائي وغير قانوني حسب هؤلاء.
إذ أصبحت أغلب شوارع المدينة تعرف فوضى و اكتظاظا غير مسبوقين بسبب انتشار الباعة المتجولين الذين يعرضون بضاعتهم على الأرصفة المحاذية للمحلات التجارية بشكل يجعل المارة يخالون أنفسهم داخل سوق أسبوعي و ليس في القلب لانابض للمدينة ، إد تنتشر الخيام البلاستيكية المتناثرة هنا و هناك بالإضافة إلى “الفراشة” الذين يملأون كل جنبات الطرق و الأزقة و يتسببون في عرقلة حركة السير و غالبا ما ينتج عن هذا الوضع مشادات كلامية بين أرباب المحلات التجارية و الباعة و والمواطنين في هذا الممر الطرقي، خاصة خلال نهايات الأسبوع و نادرا ما لا تنتهي هذه المناوشات دون عراك مفتوح على كل الاحتمالات، لا يوقفه سوى تدخل عناصر الشرطة.
و أحد الباعة المتضررين من “الفراشة” صرح للجريدة قائلا “مشاكلنا تزداد يوما بعد يوم هؤلاء ضيقوا علينا الخناق، و أغلقوا عنا اغلب المنافذ كما ان بضاعتنا أصبحت معرضة للكساد و البوار النهار ما كنبيعوا لا بياسة و لاجوج “و يضيف “يعرضون سلعا مهربة و بأثمنة زهيدة جدا، ينافسون بها أصحاب المحلات الذين يؤدون الضرائب وباقي الواجباتالقانونية للدولة.
هذا ليس سوى نموذج للعديد من التجار في شوارع أسفي كما في باقي الأسواق التي تعاني تحول الأحياء و الشوارع الكبرى في المدينة إلى أسواق غير منظمة ، يعلوها الغبار و تكسوها الأكياس البلاستيكية و “الكارطون” و الروائح الكريهة وأصبح الباعة المتجولين التي تدوي في المكان ولا يهدأ لها بال إلا بعد غروب شمس كل يوم و تقلق راحة السكان المجاورين لها والمارين.
هكذا تحولت عدة مساحات كانت إلى وقت قريب بمثابة المتنفس الوحيد لسكان الأحياء المجاورة إلى أماكن قاحلة و مهملة في وقت قياسي جراء زحف أصحاب “الكراطين”كما سماهم تاجر أخر متضرر تساءل بسخرية و الغضب يعتلي وجهه الترابي كيف تسمح السلطات المحلية لهؤلاء الباعة باحتلال الملك العمومي دون موجب قانوني ؟ في الوقت نتوفر نحن على محلات تجارية ونؤدي واجبات الكراء و فواتير الماء و الكهرباء و الضرائب، كما نؤدي رسومات جبائية للجماعة وهم يغضون الطرف عن هؤلاء الفراشة.
يوجد في زنقة شارع الرباط أزيد من 150 محلا تجاريا، أصبح أغلب أصحابها مهددين بالإفلاس ، إذا لم تتدخل الجهات المعنية لحمايتهم و إعادة الأمور إلى نصابها ، فمنهم من غلق محله او عرضه للكراء، بعد كساد تجارته.
من جهتهم ، يعتبر الباعة المتجولون في المنطقة أنه على السلطات أن تجد حلا لمشكلاتهم حتى لا تستمر معاناتهم مع السلطات، إلا تارة تغض الطرف عنهم، و أحيانا كثيرة تحاربهم يقول أحد الفراشة “مكرهناش حتى حنا يكون عندنا محلات مجهزة، وما نقديوش على هاد الناس، و لكن ما عندنا فين نمشو”.
و أجمع جميع التجار على أنهم لا يفكرون في قطع أرزاق خلق الله، بل كل ما يطالبون به هو وضع حد لهذه الظاهرة، التي استفحلت بشكل كبير بأسفي ، أما الباعة المتجولون فيطالبون بدورهم بإحداث أسواق نموذجية لتنظيمهم، حتى لا يزاحموا أصحاب المحلات، كي يحرروا الملك العمومي من الاستغلال العشوائي ، و الغريب في الأمر، حسب أحد التجار أن ظاهرة الفراشة تنتشر بشكل كبير مع حلول موعد حلول شهر رمضان، و مع اقتراب المناسبات الدينية، كموسم وشهر رمضان و عيد الفطر و عيد الأضحى.
حاولت جريدة أسفي الأن في أخذ رأي السلطات المحلية في المنطقة لكنها لم تتلق أي رد رغم المحاولات المتكررة، لكن مصادر في مقاطعة المدينة القديمة، قالت إن منطقة باب الشعبة وشارع الرباط والسوق الخانز تعد الأولى و من حيث عدد الباعة المتجولين، ، و كانت عمالة أسفي مع مجلس المدينة، وضعت خطة مشتركة لمكافحة المد المتزايد للباعة المتجولين، إلا أن هذه الخطة، التي كانت تقضي بتحديد فترات زمنية وأزقة معينة لهؤلاء ، عوض اكتساح الشارع العام و التسبب في عرقلة حركة السير، أثبتت فشلها إذ لم تجد صدى لدى الباعة المتجولون .
المصدر : https://www.safinow.com/?p=609