مشروع المركز السوسيوثقافي بجماعة لمراسلة: بين الحاجة والجدوى وشبهات العقار

مشروع المركز السوسيوثقافي بجماعة لمراسلة: بين الحاجة والجدوى وشبهات العقار

-أسفي الأن
مع الجماعات
-أسفي الأن11 مايو 2025آخر تحديث : الأحد 11 مايو 2025 - 12:24 صباحًا

ce248787 f047 4b75 b637 9bc6f2ab0f86 - بقلم : رشيد_زيدون *** في خضم النقاشات التي شهدتها دورة ماي العادية بجماعة لمراسلة، برزت نقطة أثارت انتباه الرأي العام المحلي، تتعلق بعزم الجماعة اقتناء بقعة أرضية لتشييد مركز سوسيو ثقافي، بعد تقديم طلب رسمي للوزارة الوصية. وبين مؤيد للمشروع ومتحفظ على جدواه، طُرحت تساؤلات حقيقية حول أولوية هذا الاستثمار، وسياقه، وطريقة تدبيره.

تابع الرأي العام المحلي بجماعة لمراسلة مجريات دورة ماي العادية التي تضمن جدول أعمالها مجموعة من النقط، من بينها ما يتعلق بعزم الجماعة اقتناء بقعة أرضية بعد تقديم طلب للوزارة ببناء مركز سوسيو ثقافي بجماعة لمراسلة. لتوضيح هذا الأمر ينبغي أولا التعريف بالمركز السوسيوثقافي في المغرب والتعرف على أهدافه، ثم التعريج على جدوى المشروع بالمنطقة وأفق نجاحه، خاصة وأن جل المراكز السوسيوثقافية بالمغرب مغلقة وتعاني من الإهمال.

المركز السوسيو ثقافي هو فضاء عمومي يُعنى بتأطير وتكوين الشباب، النساء، الأطفال وساكنة الأحياء، من خلال أنشطة ثقافية، فنية، تربوية، واجتماعية، وهو تابع غالبًا للجماعات الترابية أو وزارة الثقافة أو التعاونيات المحلية، وأحيانًا بتعاون مع جمعيات المجتمع المدني. وتهدف المراكز السوسيو ثقافية بالمغرب عموما إلى تشجيع المشاركة الثقافية والفنية للمواطنين، ومحاربة الهدر المدرسي من خلال الدعم التربوي، وتطوير المهارات الحياتية والمهنية (كالخياطة، الإعلاميات، المسرح…)، وتعزيز الاندماج الاجتماعي للفئات الهشة (النساء، الشباب، ذوو الإعاقة…).

ويتطلب ضمان استمرار نشاط المراكز السوسيو ثقافية وجود جمعيات نشيطة تضم موارد بشرية مؤهلة وجيدة التكوين قادرة على تأطير ورشات منتظمة: رسم، موسيقى، مسرح، إعلاميات، دعم دراسي…

بالنسبة لجماعة لمراسلة يعرف الجميع أنها جماعة قروية تفتقر لجميع المرافق المهمة كدار الولادة ودار الشباب ومركز الدرك ومنشآت اقتصادية من شأنها توفير فرص عمل للشباب وتأخر بناء ثانوية تأهيلية تحد من الهدر المدرسي…. أمام هذا الخصاص الكبير يبدو الانشغال ببناء مركز سوسيوثقافي من الكماليات، خاصة وأننا نعلم الوضعية الثقافية وحال الجمعيات المحلية التي تفتقد للموارد البشرية المؤهلة والمكونة القادرة على التنشيط الثقافي والتربوي والاجتماعي، وهي وضعية عامة تهم معظم مدن المغرب حيث تعاني المراكز السوسيو ثقافية من الإهمال والنسيان وتتحول إلى بنايات مهجورة موصدة الأبواب تمثل نقطا سوداء ترمى حولها النفايات والقاذورات رغم تواجدها أحيانا بمدن كبرى ومراكز حضرية.

رغم كل ما سبق، ورغم علامات الاستفهام التي تطرح حول جدوى هذا المشروع وفرص نجاحه، إلا أننا لا يمكن أن نعترض عليه، خاصة وأنه من تمويل الوزارة وأن مساهمة الجماعة تقتصر فقط على توفير الوعاء العقاري، رغم أن نسبة نجاحه حاليا شبه منعدمة، على أمل أن ينشط في يوم ما بعد تغيير الوضع الاجتماعي والثقافي بالمنطقة. لكن ما لا يمكن أن نقبله هو أن يتم اقتناء بقعة خارج المركز في منطقة نائية وسط الحقول، لسبب واحد ووحيد هو أن تلك القطعة الأرضية في ملكية شخص معلوم وستباع لشخص آخر بثمن زهيد، ثم تباع للجماعة بثمن مضاعف أربع مرات، في لعبة مكشوفة تفوح منها رائحة الفساد وتبذير المال العام. وهو نفس السيناريو الذي حدث لأرض الثانوية التأهيلية التي باعها صاحبها بـ40 مليون للوسيط، الذي باعها للجماعة بـ160 مليون، وربح 120 مليون سنتيم في أقل من شهرين بتواطئ مع أطراف في المجلس. ومن تابع مجريات دورة ماي الأخيرة سيلاحظ تدخل أحد المستشارين، الذي قال “نشروها من عند فلان، هو اللي غادي يصبر معنا”، والجميع يعرف أي أنواع الصبر يقصد صاحبنا.

مرة أخرى نؤكد أن موقفنا واضح: لسنا ضد مشروع المركز السوسيو ثقافي رغم غموض جدواه، لكننا ضد ثمن الأرض وموقعها والطريقة التي ستُباع بها، وضد أن يتكرر نفس سيناريو الثانوية. مع العلم أن المشروع لا يزال مجرد طلب قُدم للوزارة، لا نعلم هل ستوافق على تمويله أم لا. وبالتالي، نستغرب استعجال البعض باقتناء البقعة الأرضية قبل تلقي رد الوزارة.

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة