نزهة مجدي تكتب …أخشى أن الابن البار باعه والديه بثمن لا يتجاوز 400 د

نزهة مجدي تكتب …أخشى أن الابن البار باعه والديه بثمن لا يتجاوز 400 د

25 أبريل 2019آخر تحديث : الخميس 25 أبريل 2019 - 11:07 صباحًا
نزهة مجدي تكتب …أخشى أن الابن البار باعه والديه بثمن لا يتجاوز 400 د

رسالة إلى كافة الاطارات النقابية، أنا استاذة فرض علي التعاقد، استقبلناكم بالأحضان منذ أن تأسست تنسقيتنا، لأول مرة وحدنا شغيلة التعليم باختلاف توجهاتها النقابية والحزبية و الأيديولوجية، خضنا معا نضالات وحدوية وكنتم سندا لنا وكنا سندا لكم، افتخرنا بمواقفكم الشجاعة التي قلنا أنها ستعيد لنا الثقة في الإطارات النقابية وستجعلنا نلتف حولها من جديد، ستنعش النضال فيها وستوحد الصفوف وتلملم شتات الشغيلة التعليمية وترقى بقطاع التعليم دفاعا على مدرسة الفقراء، خرجتم معنا يوم 20 فبراير والتففنا حولكم نلنقط لكم شرائط فيديو و نستمتع بإقاع الطبل يوحد الطبقات الصوتية التي بحت حناجرنا ونحن نرفعها معكم تنديدا بسياسة الحكرة والتهميش ودفاعا عن كرامة نساء ورجال التعليم، كان أغلبكم بعمر آباءنا وأمهاتنا حتى أن البشاشة بتعابير وجوهكم زرعت في قلوبنا الطمئنينة وانتظرنا بشغف اليوم الذي ستشرق فيه شمس كرامتنا فنحتفل معا في الشارع، شرفنا وجودكم في ندواتنا القانونية والعلمية وحتى الصحفية، انصتنا لنصائحكم وتوجيهاتكم وسرنا معا يدا في يد إلى الأمام، هدف مشترك صف موحد وهو إسقاط مخطط التعاقد وتحصين مجانية التعليم، لكن فجأة بحثت عن تلك الرايات المترفرفة على اختلاف اشكالها وألوانها، بحث عن آبائنا وامهاتنا اصحاب القبعات التي تحمل رموز اطاراتكم النقابية،بحثت عن العجوز الطيب صاحب الطبل الذي يزيدنا حماسا وعزيمة وصودا ويهيج الشارع بشعاراته القوية وبحته صوته الغليظ، أينكم؟ الأساتذة يشعرون بالوحدة والعزلة، كمن قطعنا حبله السري فقطعنا الوصال بأمه لنخرج ابنا غير شرعي لعالم البؤس يكافح وحيدا بجانب وعاء المهملات، اينكم ابناءكم وبناتكم سينزفون اليوم بالشوارع في الرباط التعيسة؟ أبناءكم وبناتكم يشعرون اليوم انهم منفيين بأرض الوطن سيرقصون الليلة على ايقاعات زراويط المخزن بدل ايقاعات طبولكم، اينكم؟ لماذا هذا التراجع؟ لماذا انسحبتم من الميدان؟هل أخطأ في حقكم أحد منا؟ نحن مستعدون ومستعدات للاعتذار، هل هددوكم؟ نحن مستعدين لرص الصفوف معكم لأجل رد الإعتبار لكم، أينكم؟ ألم تقولو اننا أسرة واحدة؟
أخشى ما أخشاه أن يكون سبب الاختفاء 400 درهم التي لا تغني وتسمن من جوع، اخشى ما أخشاه أن يقول العالم أن هذا الابن البار باعه والديه بثمن زهيد جدا جدا لا يتجاوز 400 درهم،اخشى ما أخشاه أن هذا الابن أصبح لقيطا فجأة ونبذه العالم وتركه وحيدا يصارع بالميدان لأجل أبناء المقصيين والمهمشين،اخشى من أخشاه أن يسجل التاريخ بدمائنا أن كرامة الشغيلة التعليمية عرضت للمزاد العلني فوق طاولة الوزارة.
سنخرج بعد قليل لتجسيد معتصمنا،سننطلق من محطة أكدال اتجاه البرلمان مجسدين مبيتنا الليلي هناك، قد تستقبلنا مجددا ملكة الجمال رفقة حورية البحر لترشنا بمياه الصرف الصحي، قد تزفنا سيارات الإسعاف أفواجا افواجا للسويسي الذي لا يتوفر على أدنى شروط السلامة الصحية لنفضح مهزلة التعليم ومهزلة الصحة قد تهشم الزراويط الملولبة بالحديد رؤوسنا، لكن هل سيشفع التاريخ…

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات