جريدة « أسفي الأن » تعود من جديد

جريدة « أسفي الأن » تعود من جديد

-أسفي الأن
كلمة العدد
-أسفي الأن8 مايو 2021آخر تحديث : السبت 8 مايو 2021 - 7:08 مساءً

DSC 055323 scaled - بقلم // عبد الهادي احميمو المدير المسؤول ومدير النشر
تصدر جريدة “أسفي الآن” في عددها 26 في حلة جديدة، شكلا ومضمونا وتبويبا، إذ يشتمل ملف العدد على: »اليسار في المغرب« وثائق، دراسات وآراء، أبحاث ومقالات، نصوص مختارة، حوارات، تقارير ومناقشات، إصدارات.
وبذلك تعود ” أسفي الأن ” الى مواصلة صدورها وحضورها في مشهدنا الإعلامي في زمن لم يعد تخفى فيه على أحد المكانة المركزية للثقافة والمثقفين داخل المجتمع، حيث أصبح من الصعب أن يحصل تطور في العمل الصحفي دون ثقافة تسند حركته وتعزز حضوره. وضمن هذا الأفق بالذات، تعود ” أسفي الآن ” لتنخرط من جديد في المساهمة في بناء مقاربة إعلامية صادقة تهدف لأسئلة الثقافة المغربية و الأسفية على الخصوص.

لقد اختارت ” أسفي الآن ” منذ صدورها أن تكون فضاء للحوار والتداول في جميع القضايا الثقافية والاجتماعية والرياضية ، لكي نساهم بها في بناء جملة من الروافد المعرفية، كما وجهت عنايتها لأبرز تحديات الواقع المحلي والجهوي والمغربي، التي كانت محط عناية المثقفين والباحثين المغاربة في العقود الأخيرة من القرن الواحد والعشرين.
تصدر ” أسفي الآن ” مجددا تحت مؤسسة مستقلة نكشف اسمها هويتها وهي ” MAPSAFI”  ، كما يحدد الدور المنوط بها. و كنا قد حرصنا أن تحمل عنوانا بصيغة أفق مشرع ومفتوح، فذلك لأننا نؤمن بأن الحقل الإعلامي لا حدود له، وأن تحديث الدهنيات في المجتمع متحول يعد من بين المطالب المركزية اليوم في مجتمعنا، ونطمح أن تكون دوريتنا بؤرة جامعة للمتحررين من كل وصاية.
تفتح  جريدة ” أسفي الأن ” أبوابها وصفحاتها لكل المثقفين والباحثين، بهدف المساهمة في تحرير وإغناء مشروعنا المستقبلي، مشروع الإعلام الجاد والهادف إلى توصيل الخبر بكل دقة المتحررة في عالم حامل لأسئلة جديدة، ومتطلع إلى بناء إجابات واضحة ومقنعة رغم نسبيتها، فنحن ننطلق من إيماننا العميق بأن المثقف لم ولن يستقيل، والأفكار المتداولة اليوم حول نهاية المثقف مليئة بالمغالطات، وعلينا أن نواصل عملنا من أجل أن يظل الإعلامي المثقف في قلب التاريخ، فاعلا ومبادرا وبانيا للأفكار.
لم يعد يهمنا كما كان الأمر لدى الإغريق (أرسطو مثلا) النظر إلى الجماعة السياسية باعتبارها طبيعية، كما الإنسان نظر إليه من طرفهم في طبيعته باعتباره كائنا حيا سياسيا، أصبح الأهم بالنسبة للمحدثين بدءا من ميكيافيلي، الانشغال بالحفاظ على البقاء بالنسبة للإنسان، الإبقاء على الذات واستتباب الأمن وهو الانشغال الذي يحدد بالنسبة لهم المرور من حالة طبيعية إلى الحالة الاجتماعية. أصبح الشأن السياسي متعلقا بالضرورة، أكثر من تعلقه بالغايات الكبرى، وعوضت الحداثة السياسية بدءا من ميكيافيلي «واجب الوجود»، بالحقيقة الفعلية  Veritaeffetuale،

**************************

كم مرّةً سمعنا القول المأثور: “القلم أقوى من السيف”؟ صحيحٌ أنّ هذه العبارة، بصيغتها الحالية، قد جاءت على لسان إدوارد بولوير- ليتون E. Bulwer-Lytton في العام 1839، غير أنّها ما زالت صحيحة في القرن الواحد  والعشرين: فالإعلاميون في الصحف ومحطّات التلفزيون والراديو والمحررون والناشرون ، يتمتّعون بقدر هائل من السلطة في بلدان العالم وفي مجتمعنا المحلّي مؤخّراً، انضمّ إليهم أصحاب المدوّنات الالكترونية (البلوغرز)، ومدراء المواقع الإلكترونية وغيرهم ممّن أتقنوا قدرات الإنترنت على نشر المعلومات – أو تشويهها – إلى عددٍ  من الناس حول العالم يفوق ما تصوّره بولوير- ليتون.

في الواقع، هؤلاء هم الأشخاص الذين كشفوا مجموعة من الفضائح ، وهم الذين يرسلون صوراً عن كل شيء حول العالم، وهم القادرون على توليد الدعم أو المعارضة للحملات بشتى أنواعها بمجرّد نقل تصريحات المرشّحين. من الواضح إذاً أنّ بناء الصداقة مع الإعلاميين هي فكرةٌ جيّدة. وحتّى لو بدت هذه الفكرة مرعبة، ولكن، يجب ألا ننسى أنّ ما يظهر على أنّه نظامٌ مُرهِب وجبار يتألّف على الصعيد المحلّي من أشخاصٍ شبيهين بنا يعيشون ويعملون في مجتمعنا المحلّي. وهم مثلنا مهتمّون بالتوصّل إلى مجتمع محلّي صحّي.

 

 

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة