ســـــــفــــــــــــي.. عِــــــــشـــق إلى الأبــــــد رغـــــم كـــل شــــــــيء

ســـــــفــــــــــــي.. عِــــــــشـــق إلى الأبــــــد رغـــــم كـــل شــــــــيء

-أسفي الأن
الشأن المحلي
-أسفي الأن25 أبريل 2024آخر تحديث : الخميس 25 أبريل 2024 - 8:54 مساءً
Untitled - عبد الله النملي *** الحب ليس محصورا دائما بين كائنين بيولوجيين، بل هناك أيضا حب للأمكنة والمدائن. فالمدن كالبشر، يمكن أن تقع في هواها من أول لحظة. وعلى الرغم من واقع التهميش المفروض على مدينتي آسفي، ومراسيم الحداد اليومية، تبقى حاضرة البحر المحيط، المدينة الضاربة في القدم، والتي أنشِئَت بربوة عالية على وادي الشعبة، تلك المدينة التي عشقناها، وأحببنا فيها تفاصيلها. دخلت في دمنا وأضافت إليه رمزا جديدا لدورتنا الدموية وحرفا جديدا للأبجدية، وعند فحص فصيلة دمنا، تخرج النتيجة ” عشق إلى الأبد ” رغم كل شيء. وعند تهجي حروف اسمها ” يعيش فينا النشيد إلى الأبد “. معها تزداد دقات قلبي وتتبعثر كلماتي وأنسى حبر أوراقي. يصعب علي أحيانا مغادرتها، وإذا غادرتها أحن إليها مرة أخرى. وإذا طال بي الزمان ولم أعد إليها، فإني أستنشق عبقا يذكرني بها، وكأنه رباط خفي يربطني بمدينتي، أينما حللت وارتحلت يفوق الوصف ويتجاوز المشاعر العادية.

هناك على مرمى حجر من السحر وقبالة الأفق المُعلق بأسوار الأمنيات، تلوح المدينة للبحر في عناق حميمي، حيث يحلق النور مزهوا بأهازيج الصباح أو ينسحب مثقلا مع هتافات المساء. وهناك، ولدت جدلية التاريخ والعراقة والبحر والطين والسمك، وانبثقت كل شذرات الوجد مشتتة بين خضرة وزرقة. هناك تتربع آسفي، الجوهرة الراقدة على عرش الساحل الأطلنتي، تحيطها هالة النوارس وشاطئ البحر وعين لالة ميرة ورأس الأفعى الشهير ومنتزه سيدي بوزيد ومعلمة قصر البحر البرتغالي ودار السلطان والكتدرائية وأسوار المدينة العتيقة وتل الفخارين..

إنها مدينة واسعة القلب والتضاريس، كثيرة التفاصيل والأحداث، قديمة الحضور، وللعابرين، والفاتحين، وللطامعين كانت، ودائما تكون المقصودة والهدف. سقط على أسوارها دعاة الحروب، سماسرة تقسيم المدن، وانهزم على أبوابها هواة حرق المدن، سقطوا جميعا بين لعنة مدينة رفضت الموت السهل، وبين أرواح من دافع عن آخر حجر في أسوارها العنيدة.

نتمنى ألا تظل هذه المدينة تعاني من اليُتم وتحظى بالتفاتة تنتشلها من واقع التهميــــــش المفــــروض عليها قـــــــســـــرا..

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة