صرخة من أجل الوطن

صرخة من أجل الوطن

2019-01-23T19:52:56+01:00
الشأن المحلي
22 يناير 2019آخر تحديث : الأربعاء 23 يناير 2019 - 7:52 مساءً

محمد عطيف ** في زحمة الأحداث التي تشهدها بلادنا ويشهدها العالم، كف اهتمامنا بالمستقبل، اللهم بعض الفلتات القليلة التي تمر عابرة ولا ينتبه إليها أحد، بفعل انشغال الجميع وصراخ الجميع، وصخب الأحداث التي نفتقد إزاءها الهدوء المطلوب، فننضم للجوقة تارة مصفقين مهللين، وتارة معارضين رافضين، وأحيانا كثيرة نلتزم الصمت، وننسى في جميع الحالات مستقبلنا الذي يبدأ من الآن.


لقد أضعنا في الماضي فرصا كثيرة لبناء مستقبلنا الذي نعيشه اليوم بؤسا وضياعا واستيلابا وفراغا، وسيكون من غير المقبول أن نضيع بدورنا مستقبل أبنائنا الذين نشاهد يوميا في شوارع وأزقة مدننا وفي قرانا مظاهر بؤسهم وضياعهم ، فنتحسر في أحسن الحالات على واقعهم هذا، أونتجاهله وكأنه لا يعنبنا، ما دمنا نوفر لأبنائنا شروط عيش مريح، أو على الأقل الحد الدنى منه.
إن مأساتنا الكبرى تتلخص في جزء كبير منها في هذه الأعداد الكبيرة و المتنامية من شبابنا العاطل الذي يموت في صمت، وفي واقع طفولتنا المشردة والمعرضة لكل أشكال الاستغلال والتهميش.
إن كل شيء يسير مع الأسف وفق رتابة مخطط لها، وفي ساحة يملؤها محترفو اقتناص الفرص، الذين يحاولون حجب مشاكلنا من خلال ملء الساحة بمواضيع لا تعنينا، بل فقط تلهينا، حتى يخلو لهم الجو ليعيثوا فسادا في البلاد و في العباد.
خلاصة القول إن مستفبلنا جميعا، وطنا ومواطنين، يبدأ من الآن، و لن أختم بما يقوله الجميع اليوم من ضرورة إقامة دولة الحق والقانون، ودولة المؤسسات، وفي إطار ديمقراطية حقيقية تحترم من خلالها إرادة الشعب، و هو قول لا يختلف حوله إثنان ممن لهم غيرة على هذا الوطن، فقط سأختم بقولة أحد المفكرين الذي قال “السياسي هو الذي ينظر إلى الانتخابات المقبلة، أما الوطني فهو الذي ينظر إلى الأجيال القادمة”، فلنكن على الأقل وطنيين، وذلك أضعف الإيمان.

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات