
السيد المدير المحترم
تحية تقدير واحترام،
يسعدني أن أتوجه إليكم بهذه الرسالة المفتوحة، بصفتي مواطناً من أبناء مدينة اليوسفية، ومن موقع الاهتمام بالشأن المحلي وحرصاً على المساهمة الإيجابية في تحقيق تنمية منصفة ومستدامة داخل مدينتنا وتعزيز جسور الثقة بين المؤسسات والمواطنين بهاته المدينة الغالية والتي نعتز جميعاً بالانتماء إليها ونفتخر بتاريخها العريق المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمكتب الشريف للفوسفاط الـOCP.
السيد المدير ،
لقد كان إنشاء معمل “الكالسيناسيون” التابع لموقع الكنتور بمثابة مشروع استثماري استراتيجي بعث الأمل في نفوس شباب المدينة، نظراً لما يحمله من إمكانات على مستوى التشغيل والتنمية المحلية، غير أن هذا الأمل سرعان ما اصطدم بواقع مُحبط، يتمثل حسب ما تؤكده تجارب وشهادات متواترة في غياب الشفافية وتكافؤ الفرص في عمليات التوظيف داخل المعمل، حيث يُلاحظ تفشي منطق “الزبونية” و”العلاقات والمصالح الشخصية” كمعايير غير رسمية للاستفادة من مناصب الشغل ، بل إن المعمل أصبح تحت سيطرة عائلات ذات نفوذ داخله .

السيد مدير موقع الاستغلالات المنجمية بالكنتور
إن انفتاح المؤسسة على محيطها لا يُعد مجرّد خيار بل هو ضرورة استراتيجية لاستدامة التنمية وتعزيز ثقة المواطنين في دور OCP كمحرك اقتصادي واجتماعي، وإننا على يقين أنكم لن تدّخروا جهداً في الاستجابة لهذه المطالب المشروعة والعمل على تصحيح الاختلالات القائمة، بما ينسجم مع التوجهات الوطنية الداعية إلى العدالة الاجتماعية والإنصاف المجالي.
▪️”الكالسيناسيون” إقصاء للكفاءات المحلية واستفحال للبطالة
لقد أصبح من المؤسف أن يشعر شباب اليوسفية، رغم مؤهلاتهم وتكوينهم، بأنهم غرباء عن مؤسسة توجد على ترابهم، وكان من المفروض أن تحتضنهم. ففي الوقت الذي تتزايد فيه نسب البطالة في صفوف حاملي الشهادات والكفاءات التقنية، تظل المناصب داخل المعمل “الكاليسناسيون” تمرّ عبر قنوات غير شفافة، غالباً ما تُغلق في وجه المستحقين.
هذا الوضع لا يضر فقط بالثقة في المؤسسات، بل يُهدد أيضاً الاستقرار الاجتماعي والنفسي لشباب المدينة، الذين باتوا يعتبرون مشاريع OCP غير منصفة في حقهم.
▪️معاناة المقاولات المحلية: غياب تكافؤ الفرص في الصفقات والتدبير
ولا تقف الإشكالات عند حدود التشغيل فحسب، بل تمتد لتشمل المقاولات الصغرى والمتوسطة بالمنطقة، والتي تجد نفسها مُهمّشة في ولوج السوق الداخلي للموقع، رغم الكفاءة والخبرة التي راكمتها.
وتشير العديد من المعطيات إلى أن عدداً محدوداً من المقاولات المحظوظة هي التي تستحوذ على أغلب الصفقات، في حين يُقصى عدد كبير من المقاولات المحلية من دائرة الاستفادة، بفعل ما يُشبه “احتكاراً مُقنّعاً” غير خاضع لمنطق المنافسة العادلة.
هذا الإقصاء الممنهج يُضعف النسيج المقاولاتي المحلي، ويحدّ من قدرته على النمو وخلق فرص الشغل، مما يتناقض مع الشعارات المُعلنة لمؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط حول دعم التنمية المحلية.
▪️مطالب واضحة ومسؤولة
السيد المدير المحترم
إننا نؤمن بأن المكتب الشريف للفوسفاط مؤسسة وطنية كبرى، تحظى باحترام واسع ولها مساهمات ملموسة في الاقتصاد الوطني، ولذلك فإننا نناشدكم، من موقع المسؤولية التي تتحملونها، إلى إيلاء هذا الملف العناية التي يستحقها .
ولكل ما سبق، نلتمس منكم السيد المدير المحترم ما يلي:
1. مراجعة مساطر التوظيف المعتمدة داخل معمل “الكالسيناسيون”، وضمان إشراك أبناء المنطقة بناءً على مبدأ الاستحقاق والشفافية.
2. إرساء آليات واضحة ومعلنة لولوج المقاولات المحلية للصفقات، مع الحرص على المنافسة الشريفة بين الفاعلين الاقتصاديين.
3. تعزيز قنوات التواصل مع المجتمع المدني والمقاولين المحليين، والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم في إطار تشاركي مسؤول.

4. نشر تقارير دورية حول تدبير التشغيل والصفقات، بما يرسخ مبادئ الحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة.
كما ونناشد كافة الفاعلين، بمن فيهم الشركاء الاجتماعيون من نقابات ومسؤولين محليين للاضطلاع بدورهم كاملاً في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشباب بعيداً عن منطق الصمت أو الاصطفاف غير المبرر !!
وفي الأخير السيد المدير
إن الرسالة التي أبعثها إليكم اليوم ليست سوى تعبير صادق عن همّ جماعي يحمِله عدد كبير من أبناء المدينة، الذين لا يطلبون امتيازاً ولا يطمحون إلى أكثر من الإنصاف والعدل والكرامة , وتأكدوا أن تعزيز الثقة بين المؤسسة والمجتمع المحلي لا يكون إلا عبر الإنصات والتفاعل وإعادة الاعتبار لقيم الشفافية والاستحقاق.
وتفضلوا السيد المدير المحترم بقبول فائق التقدير والاحترام.
اليوسفية، بتاريخ: 16 يونيو 2025
المصدر : https://www.safinow.com/?p=21606
عذراً التعليقات مغلقة