
كانت الرحلة قصيرة لكنها كانت كافية ، ليسجل من خلالها العامل مجموعة من الملاحظات المهمة، وأساسا ما تعلق منها بكون القطارات المخصصة للجديدة ، لا ترقى إلى مستوى تطلعات ساكنتها والزوار .
ورشحت معلومات عن كون العامل لم تعجبه الخدمات المقدمة على متن قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية ، وأنه لربما استنفر ذلك اجتماعا مع مسؤولي المكتب المذكور ، في أفق المطالبة بتخصيص قطارات في المستوى و تجويد خدماتها.
وإصرار العامل على أن يركب القطار بنفسه ويكنشف عيوبا ، كانت على الدوام موضوع احتجاجات أهل الجديدة وزوارها، لربما ينطلق من المثال المأثور ” عيب البحيرة تفتاشها ” ..ومما لا شك فيه أنه اكتشف الكثير من العيوب في ” بحيرة محمد ربيع الخليع”
ومعاناة الجديديين مع القطار تمتد ل 38 سنة ، ففي يوم 27 مارس 1987 انطلقت أول رحلة بين الجديدة والدارالبيضاء عل. الساعة السابعة والنصف صباحا .
وفي يوم 16 دجنبر ،1996 استيقظ سكان الجديدة على خبر إغلاق محطة القطار ، وتذرع المكتب الوطني أن خط الجديدة البيضاء غير مربح. لأن عدد المسافرين لم يكن يتجاوز 400 في أحسن الأحوال .
وفي يوم 22 أكتوبر 2012 وقع كريم غلاب وزير التجهيز آنذاك ، قرار عودة القطار إلى الجديدة ، تحت ضغط نواب الإقليم في البرلمان الذين اتحدوا مرتين في تاريخهم ، مرة لإرجاع القطار ومرة أخرى لمطالبة إدريس البصري بإبعاد العامل أحمد شوقي من عمالة الجديدة ، لانقطاع شعرة معاوية بينهم وبين العامل الذي أضحى يتصرف بشكل انفرادي.
وحتى وإن عاد القطار إلى الجديدة فإن المكتب الوطني للسكك الحديدية ، أدار ظهره باستمرار للجديدة بإصراره على تخصيص قطارات بجودة أقل مقارنة بتلك التي بالمدن الكبرى .
وأكيد أن أهل الجديدة وزوارها أولى بقطارات جيدة …وأكيد أن لرحلة العطفاوي على متن قطار الجديدة أزمور ما بعدها .. أكيد
بقلم ذ.عبد الله غيثومي
المصدر : https://www.safinow.com/?p=21782
عذراً التعليقات مغلقة