نحن لا تصعقنا كهرباء كلمات الغرباء مهما كانت لادغة ولاذعة ومهما كان سمها لاسعا ، لأننا من داخلنا نعلم بأنهم لا يعرفونا جيداً ، لهذا لا يهمنا ما يقولون … وليقولوا ما يحلو لهم والزمن كفيل بتبيان الغث من السمين والرث والبالي ممن يعلوه صفاء الوجدان ونقاء الروح …
فاجعتنا الكبرى تأتي مٍمن حسبناهم يوما لنا أحبابا و أصحابا ،زملاء و جيرانا …فاجعتنا فيمن نُحب ،تلك هي طامتنا الكبرى ورزؤنا العظيم , مَن نخال أننا على أشد الصلة بهم . فتخرج تلك الكلمات من أفواههم لتغرس فؤوسها داخلنا ، فاجعتنا الكبرى عندما يأتي أقرب الناس إليك ؛ ليصفك بما لا يجب أن توصف ،يريد أن يحرمك حتى أوكسجين الحياة وأشعة الشمس , قد لا يكترث في أن ينقلب ليلك ونهارك ظلاما …
مُتناسياً بأننا لا ننسى ما يقال لنا ممن خلناهم أحبتنا يوما ، و إن كان لابد لنا أن ننسى ، فلا بد أن يمر الزمن الكافي على النسيان ،، زمن قد يكلفنا العمر كله .. !.
نحن لا ننسى كلمات أحبتنا ،، هذا ما يجب عليهم أن يعوه, في أول الامتحان تظهر الحقيقة ويأتينا الخبر اليقين و هو ….أن الكفر والنفاق والبهتان لهم عنوان …كلمات تغلي في صدورنا كالنار …لها حرقة الجمر …ووقع الزلزال …لا شيء يداويه غير الزمن وتوالي السنين والأعوام …ليتهم وضعوها في سجن سحيق لا ينظر …ليت كلماتهم …تفاصيلهم …مخططاتهم …مكرهم لم يصلنا …لكن ذلك لامحالة أزال عنا الغشاوة …وأماط عنهم جدران الأباطيل …
وهنا نتذكر المثل الأصيل ” احنا نحلبو عليهم الحليب وهوما يحلبوا علينا الكطران “…
هكذا مشى معنا القلق مثل ظل لا يختفي لأيام في الظلام. مشي معنا بوساوسه. مشي معنا مصطحبا معه خوفه مثل الأرق . والتحامه مثل صلصال لا يستطيع إلا أن ينصاع لصانعه، بل لا شكلّ ولا طعم و لا حتى رائحة له . لكننا نعرف، مشيتهم تلك نحو المجهول هربًا من كل هذا و ذلك …
لكننا صنعنا اليوم من هذا الألم كلمات ومن تلك الغيبة و ذلك الحقد الدفين بوابة نحو النجاح وحافزا نحو التألق , هكذا نحن حينما نجرّب الألم، ستبدو الأمور أكثر منطقية بالنسبة لنا وأكثر غرابة إليهم . ستستطيعون مع مرور الوقت وتفاصيل الزمن معرفة شعور الآخرين وستعطونه قيمته الحقيقية وترسمون لهم الأعذار … على ما اقترفت أفواههم وما سخرت به ألسنهم السليطة التي لا تنام .
حينها .. ستفهمون أننا لن ننهار , لكننا نكبو وننهض نلملم جراحاتنا , ننفض عنا غبار الألم ونشق طريقنا من جديد لننتظر شمسًا يوم جديد يمدنا بشحنات جديدة ومتجددة مفعمة بالحب والأمل …هكذا نحن نداوي جراحاتنا بحب لا ينضب …
المصدر : https://www.safinow.com/?p=6044