كورونا الوباء القاتل

كورونا الوباء القاتل

-أسفي الأن
مــــــوانئ
-أسفي الأن4 مارس 2020آخر تحديث : الأربعاء 4 مارس 2020 - 2:59 مساءً
77777777777777 - أيوب الزهراوي** لا استطيع تقديم تعريف واضح ودقيق لهذا المرض سوى أنه مرض معدي وفتاك، بناء على ما تم تداوله في وسائل التواصل الإجتماعي، واستنادا إلى حجم الوفيات التي خلفها في العالم خاصة بالصين وإيران. وأي شىء خارج عن هذا الإطار هو من اختصاص الأطباء.

     إن العالم، وهو يستقبل هذا المرض، يتجرع مرارة الألم واليأس، فالبنيات التحتية سائرة في طريق شل حركتها، ووسائل التواصل الإجتماعي، هي الأخرى، تغذي هذا التدمر الذي يعيشه العالم. لعل ذلك ينمي نظرية المؤامرة التي تعشش في أذهان البعض، خاصة أولئك الذين ينتمون إلى دول العالم الثالث، لدرجة ذهب البعض إلى القول أن فيروس كورونا سلاح بيولوجي أنتجته الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إضعاف التنين الإقتصادي الصيني، وهو تخمين يحتمل الصدق بشكل كبير، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية والصين يعيشان حربا اقتصادية كبرى أبرزها العقوبات التي فرضتها أمريكا على شركة هواوي الصينية. كما أن الدولة التي دمرت مدينتين سابقا بامكانها أن تدمر العالم خاصة وأن من يقودها حاليا رجل من طينة متهور.

       يستدل المؤمنون بنظرية المؤامرة بتاريخ انتشار الفيروسات الفتاكة على مر العصور، والذي يتزامن مع سنة العشرين من كل قرن. كما أن تعداد السكان يفوق بكثير ما تحتاجه القوى العالمية حتى يظل النظام العالمي الجديد ساري المفعول، ولهذا راهنت هذه القوى على خلق الكثير من السبل من أجل تخفيض التعداد السكاني وتنمية اقتصادها كالحروب، النزوح الجماعي، الفقر، وربما سيكون أبرزها هو إنتاج فيروسات بيولوجية من قبيل كورونا.

      ذكرت سابقا أن البشرية يشوبها الهلع والتشاؤم من مستقبلها الذي تحوم حوله العتمة والضبابية، لكن الاستثناء كان مغربيا، وربما عربيا؛ فالمغاربة استقبلوا الفيروس على طريقتهم بين من ينتج أفضل نكثة عن كورونا (الطرولات)، وبين من يتبجل بالمستشفيات المجهزة في حالة تفشي كورونا المستجد، أما البعض الآخر فقد تضرع لله من أجل الاحتماء من هذا الوباء الفتاك، والأكثر من ذلك، تحمل البعض عناء الذهاب من المنزل إلى المستشفى الذي عرف أول حالة كورونا بالمغرب. في حين يرى آخرون أن هذا الفيروس قد مات بمجرد اصطدامه بأول مغربي. كل هذا جاء في سياق طمأن فيه سعد الدين العثماني المغاربة بأن هذا الفيروس لم ولن يصل إلى المغرب بإذن الله…موصيا بالاحتماء من هذا المرض بالماء والصابون.

      إن الشعوب التي تستقبل المعضلات الكبرى برحابة صدر لا يعني أنها غير مبالية بالحق في الحياة الذي منحه الله للإنسان، لكنها تعرف أن أخف الضررين أفضل لها من أجل الخروج من روتينها اليومي الذي يطبعه التشردم؛ فهي تستقبل كورونا لأنها تعلم أن هذا الفيروس لا شىء إذا ما قارناه بما سماه المغاربة بفيروس “كالونا”، أليس المغاربة هم من قال “كثرة الهم كتضحك”!، وبالتالي فجبل الهموم الذي يحمله سيزيف المغربي على ظهره لم يعد يؤلمه اليوم حتى لو أضيفت إليه كورونا والطاعون والحرب الباردة…مادام سيزيف هذا قد تحمل فيروسات كثيرة من قبيل البطالة والتعاقد والنيبا والريع وكل أنواع التفاهة…

رابط مختصر

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات