روح التنمية و عدل الوزير.

روح التنمية و عدل الوزير.

-أسفي الأن
سياسة
-أسفي الأن4 يناير 2023آخر تحديث : الأربعاء 4 يناير 2023 - 6:44 مساءً

بقلم محسين الشقوري ** fvfv - في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي، جاء رجل أبي رحمه الله، و كان، إي أبي ،إشتراكيا لكي لا أقول يساريا، حتى أن باب منزلنا كان على يسار الدرب، و اقترح عليه أن يقدم واحدا من أبنائه لمنصب عمل في بعض الوكالات التابعة للدولة دون عناء و دون ما يلزم، فرفض أبي طلبه، أو اقتراحه قائلا.. خليو هاداك المكان لشي واحد من ولاد المغاربة لي ما فحالهم اما انا فالحمد لله ما عنديش أ ما خاصنيش أ ولادي عندهم ما ياكلو هاد الساعة.
كنت دائما أتسائل: لماذا يبحث أبناء “المرفحين” عن العمل في الإدارات العمومية أو في مؤسسات التأمين أو في الأبناك أو ما شابه رغم أن لديهم من الإمكانات ما يلزم، و يجب لخلق مشاريع أو مقاولات مدرة للدخل و تشارك في تنمية البلاد و تفيد عبر قيمة مضافة.
تذكرت اليوم الذي ولجت فيه إدارة مركزية لبنك كبير أسأل عن صديق لغرض ما و استقبلتني سيدة تحمل على اذنيها، و على عنقها و أطرافها ما كان سيغني أيا كان عن العمل لمدة ليست باليسيرة، فقلت لصديقي و انا في حيرة من الأمر في هل كانوا يؤدون للمستقبلات من المال ما يكفي لجعلهن ذوات مال، و اجابني بأن تلك السيدة الشابة ابنة رجل من أغناهم بالدار البيضاء، ألزم البنك إشراك ابنته في العمل معهم و إلا…..
قضية سي وهبي قضية عجيبة لرجل بمسار عجيب؛ وهبي
موسر، مر عبر جامعة محمد الخامس بكلية الحقوق و انخرط بحزب الطليعة، كما يشاع، دافع عن الفقراء، كما يشاع، تدرب بمكتب بعمرو و كان له مكتبا للمحاماة و مازال، و مكتبه من أكبر المكاتب دخلا بين امثاله، كما يشاع أيضا، بعث بإبنه للتعلم بكندا و “تقام عليه بغسيل الفندق”، كما يشاع و كما قال بصيغة اخرى،فحاز دبلومات، او إثنين و تساءلت حينها….
لماذا يزاحم إبن رجل عرف اليسار بشقيه، أبناء “الحازقين” عوض آن يبني له مقاولة تساعد هؤلاء في حياتهم عبر ادماجهم فيها، و يساهم أيضا في تطوير البلاد عبر خلق قيمة مضافة، تماشيا مع روح التنمية البشرية التي بناها، ويدافع عنها ملك البلاد.
تحية لكل موسر عرف قيمة بلده فساعد في تنميتها، تحية لكل من حاز دبلومات فوضفها في خلق المال عوض تقاسم ما وُجد مع الفقراء، تحية لكل من احترم أبناد هذا الشعب دون عجرفة و تعالي، تحية وطنية لكل من عاش بيننا و ساعد بعضنا.
كلنا، أو أكثرنا، يعرف أن أكثر، لكي لا أقول جل أغنياءنا أصبحوا كذلك بإحسانٍ من الوطن و سخاءه، و كلنا يعرف كيف وصل هؤلاء حيث هم ؛ فلماذا لا يشاركون في تنميته عوض الإستعلاء على أبناءه و التشفي فيهم، لأنهم لا يملكون ما يكفيهم شر السؤال، و لو في المباريات.
و هل يكفي الإعتذار.!؟

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة