الصويرة : صورة الملك محمد السادس تقتحم دورة المجلس الجماعي و صرخة مظلوم داخل قاعة القرار

الصويرة : صورة الملك محمد السادس تقتحم دورة المجلس الجماعي و صرخة مظلوم داخل قاعة القرار

-أسفي الأن
اراء بلاقيود
-أسفي الأن30 مايو 2025آخر تحديث : الجمعة 30 مايو 2025 - 6:24 مساءً
الصويرة : صورة الملك محمد السادس تقتحم دورة المجلس الجماعي و صرخة مظلوم داخل قاعة القرار
1b18180d 9b39 47b7 82b3 b476f0f53e54 - بقلم: محمد أمين وشن ***” الظلم في أي مكان هو تهديد للعدالة في كل مكان ”  ///مارتن لوثر كينغ ///

في مشهد نادر الحدوث، انفجرت لحظة احتجاجية غير مألوفة داخل الجلسة الثالثة المؤجلة من دورة المجلس الجماعي للصويرة ، حين وقف اللاعب أيوب القرنيطي ، أحد عناصر فريق الأمل الصويري لكرة القدم داخل القاعة ، حاملاً صورة جلالة الملك محمد السادس ، موجهاً رسالة مباشرة إلى رئيس المجلس الجماعي ، يتهمه فيها بالإقصاء والتهميش المُمنهج لفريق يلعب تحت لواء الجامعة الملكية و يمثّل المدينة في منافسات العصبة .
جاء هذا الموقف الصادم خلال مناقشة نقط تتعلق بدعم جمعيات المجتمع المدني ، وهي النقطة التي لطالما فجّرت نقاشات حادة واتهامات متبادلة بين الأغلبية والمعارضة ، بسبب غياب معايير واضحة وتكافؤ الفرص في صرف الدعم العمومي ، و تجاهل تام لكناش التحملات الذي صوت عليه المجلس في أولى دوراته.
القرنيطي ، في لحظة غضب صادقة لم تخفِها حرارة الجلسة ، عبّر عن إحساس عميق بالحيف والتمييز ، مشيراً إلى أن رئيس المجلس برّر عدم تمكين فريق الأمل الصويري داخل القاعة من الدعم ، بذريعة تضمّنه لاعبين من ذوي السوابق العدلية ، متناسياً—كما قال اللاعب—أن جلالة الملك محمد السادس الرياضي الأول ، لطالما دعا إلى إعادة إدماج السجناء وتمكينهم من حياة كريمة .
كانت الرسالة أقوى من مجرد احتجاج فردي ، بل عكست وجهاً من وجوه الشعور الجماعي بالتهميش والإقصاء ، الذي يطال بعض الجمعيات والفرق الرياضية التي لا تدخل في دائرة المقربين من الرئيس ومحيطه السياسي .
نقطة دعم الجمعيات التي كانت في قلب الجلسة ، أثارت ردود فعل متباينة ليس فقط داخل المجلس ، بل أيضاً في صفوف الرأي العام المحلي فقد سبق للمستشارة الجماعية حنان سعيدان عن حزب التقدم والاشتراكية أن وجهت سؤالين كتابيين لرئيس المجلس بتاريخ 24 غشت 2024 بشأن معايير توزيع الدعم السنوي للجمعيات واتفاقيات الشراكة ، مطالبة بتوضيح الأسباب القانونية والمالية التي تسمح بتقديم دعم ضخم لجمعية واحدة (500 ألف درهم سنويًا) ، دون التزامها بتنفيذ بنود الاتفاقية ، وفي غياب أي أثر فعلي على أرض الواقع . وأكدت سعيدان ، في بيان رأي عام صدر عقب الجلسة الأولى من دورة ماي ، أن الشفافية والنزاهة والعدالة يجب أن تكون أساس توزيع الدعم العمومي ، بعيداً عن أي اعتبارات انتخابوية ضيقة ، كما دعت إلى تمكين الفرق الرياضية الجادة والفاعلة من الدعم المستحق ، بدل تحويله إلى أداة لإقصاء الجمعيات غير المرغوب فيها .
في الوقت الذي تُرصد فيه مبالغ ضخمة لبعض الجمعيات المقربة ، تواصل جمعيات نشيطة ومعروفة بعطائها الاحتجاج على الإقصاء ، بل إن بعضها – كما هو حال فريق الأمل لكرة القدم داخل القاعة – لم يحصل على أي دعم رغم مشاركته باسم المدينة في بطولات جهوية رسمية ، هذا الواقع يطرح أسئلة جوهرية أين تذهب أموال الدعم ؟ من المستفيد ؟ ومن يحاسِب؟ أليس من الواجب فتح تحقيق إداري ومالي شفاف لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات ، حمايةً للمال العام ، وإنصافاً للكفاءات المحلية ؟
ما حدث في دورة ماي ليس مجرد احتجاج عابر ، بل صرخة من داخل المدينة ، ومن قلب قاعة القرار ، تطالب بوقف ممارسات تمييزية تُقوّض ثقة المواطنين في المؤسسات المنتخبة ، فعندما يُقصى فريق رياضي لأن لاعبيه خاضوا تجربة السجن ، وتُمنح أموال الدعم لجمعيات بعينها ، فإننا أمام خلل بنيوي في تدبير المال العام ، وغياب مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
ما قام به أيوب القرنيطي لم يكن مجرد لحظة غضب شخصية ، بل رسالة سياسية وإنسانية مدوّية تعبر كون الشعور بالظلم حين يبلغ مداه ، يصبح موقفاً علنياً لا يمكن كتمه حتى داخل قاعة يُفترض أنها فضاء للنقاش الديمقراطي .
رفع صورة الملك محمد السادس لم يكن فعلًا عفويًا فحسب ، بل تذكير رمزي بمرجعية الدولة العادلة ، وبأن الوطنية ليست شعاراً سياسياً يُستهلك في الحملات ، بل ممارسة يومية تقتضي العدل والإنصاف وتكافؤ الفرص .
الصويرة اليوم، لا تحتاج إلى شعارات جديدة ، بل إلى فعلٍ سياسي مسؤول يَصون كرامة شبابها ، ويحتضن طاقاتهم بدل معاقبتهم بماضيهم .، إذ أن شبابنا اليوم هم الأمل ، وبهم تُمارس الرياضة وتُبنى التنمية… أو لا تكون .

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة