إرث حي ورؤية نحو المستقبل: مهرجان كناوة يواصل العزف على أوتار التنوع والإبداع

إرث حي ورؤية نحو المستقبل: مهرجان كناوة يواصل العزف على أوتار التنوع والإبداع

-أسفي الأن
الصويرةثقافة وفنون
-أسفي الأن21 يونيو 2025آخر تحديث : السبت 21 يونيو 2025 - 5:19 مساءً
4ae0e26c c8c7 4d11 b763 6afa5e77a454 - هيلان **** في كلمة افتتاحية استثنائية ومعبرة، أطلقت السيدة نائلة التازي، منتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم، فعاليات الدورة السادسة والعشرين من هذا الحدث الثقافي الفريد، مؤكدة أن المهرجان ليس مجرد احتفال موسيقي، بل مشروع مجتمعي وثقافي مستمر، يحمل رسالة إنسانية عميقة تسعى إلى التوفيق بين الجذور والآفاق.

تحت عنوان “إرث حي، ورؤية نحو المستقبل”، وضعت التازي خطوطًا عريضة لفلسفة المهرجان الذي وُلد منذ أكثر من ربع قرن، وأصبح اليوم علامة بارزة على الساحة الثقافية العالمية، ومختبرًا مفتوحًا لتجارب فنية وروحية متعددة.

قالت التازي إن مهرجان كناوة تمكن، منذ انطلاقته، من كسر القوالب النمطية، وتحرير التراث الكناوي من النظرة الفولكلورية الضيقة، ليعيد إليه مكانته الأصيلة كإرث حي ولغة كونية تعبّر عن الأحاسيس وتستحضر الذاكرة، وتؤسس للحوار بين الماضي والمستقبل.

وفي زمن تتغير فيه الحدود وتتعدد فيه تمثلات الهوية، يشدد المهرجان بحسب التازي ، على جعل التمازج الثقافي محرّكًا للإبداع، والذاكرة وسيلة للتحول، والثقافة فضاءً للالتزام المجتمعي والفكري.

وأشارت التازي إلى الشراكات المتميزة التي يعقدها المهرجان، وعلى رأسها التعاون الاستراتيجي مع كلية بيركلي للموسيقى، والذي يفتح آفاقًا جديدة أمام الفنانين الشباب من المغرب والعالم، للنهل من تعليم موسيقي عالي الجودة، والانفتاح على تجارب إنسانية فريدة.

كما نوهت بإطلاق كرسي التقاطعات الثقافية والعولمة بالشراكة مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، الذي يمثل نقلة نوعية في مجال البحث الأكاديمي حول الثقافة الكناوية، ويجمع بين باحثين وموسيقيين وأنثروبولوجيين من أجل استكشاف هذا التراث الغني والمركب.

الوجه الآخر للمهرجان يتمثل في منتدى حقوق الإنسان، الذي يخصص دورته الثانية عشرة لموضوع “الحركية البشرية والديناميات الثقافية”، كدعوة للتفكير الجماعي في قضايا الهجرة، والاندماج، وإعادة تشكيل الروابط الثقافية في عالم سريع التحول.

ومن خلال أكثر من 350 فنانًا مشاركًا من 23 دولة، و40 معلم كناوي، يتحول المهرجان إلى فسيفساء موسيقية نابضة بالتنوع، تجمع بين أصوات إفريقيا، وأوروبا، وآسيا، وأمريكا الشمالية، والكاريبي، على خشبات مدينة الصويرة، في احتفال جريء بالاختلاف والانفتاح.

وفي ختام كلمتها، أكدت نائلة التازي أن مهرجان كناوة وموسيقى العالم يظل دعوة للإيمان بقوة الثقافة كجسر إنساني مستدام، ومغامرة جماعية يقودها الشباب، وتغذيها روح التوارث، وتشكلها الجرأة في الإبداع، ليبقى هذا الإرث الحي وعدًا دائمًا بالحرية، والانفتاح، والمستقبل.

وما كان ليتوج مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالنجاح لولا الرعاية السامية والدعم الثمين لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، ولذلك تحرص إدارة المهرجان على تقديم الشكر الخالص لصاحب الجلالة الذي تفضل ومنح رعايته السامية للمهرجان وهو ما يمثل مصدر فخر واعتزاز وسند لا يقدر بثمن

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة