الإبتسامة الصفراء

الإبتسامة الصفراء

-أسفي الأن
2025-01-25T10:57:51+01:00
زوووووممــــــوانئ
-أسفي الأن25 يناير 2025آخر تحديث : السبت 25 يناير 2025 - 10:57 صباحًا

images - تعبد الهادي احميمو ** ستطيع ان تخدع بعض الناس كل الوقت.. وتستطيع ان تخدع كل الناس بعض الوقت لكن لا يمكنك ان تخدع كل الناس كل الوقت. هذه مقولة شهيرة يجب ان يعرفها تماما الرجل أو المرأة (الحر بألوان) وهما للأسف كثر, عندما يراك المرء من هؤلاء يشهق فرحا مزيفا وابتسامته تكاد تصل الى أذنيه من فرط السعادة الخادعة وشحوب وجهه وابتسامته الصفراء تذكرك ببيت الشعر الشهير: اذا رأيت نيوب الليث بارزة=فلا تظنن ان الليث يبتسم= يقابلك بالعبارات المتزلفة الموهومة ونصل سيفه الحاد يلمع خلفه ليغمده في أحشائك حالما توليه ظهرك.. يستقبلك بالأحضان ويحتضنك بحيث تشعر بأضلاعك قد تداخلت مع بعضها البعض وهو يضمر لك الشر والحقد والكراهية. هؤلاء البشر يضحكون على من؟ ولصالح من هذا الاستنزاف المقيت للصحة والأعصاب.. ان العاقل اللبيب الفطن يستشعر أنفاس الكراهية من كلمة من لفتة من حركة بل حتى من حضور.. وتتأثر كيميائية جسده بانفعالات غير مرئية بمجرد جلوسه الى هذا الشخص (الحرباء) المتلون وهذه حقيقة اثبتها علماء النفس. انك حينما تجمعك جلسة ما بشخص لا يضمر لك الخير فانك تشعر بعدم الارتياح والانزعاج الذهني والجسدي بلا سبب معقول, فتنفر منه رغما عن ابتسامته الصفراء وكلماته المتملقة ووده المزيف. لا أدري أي عقلية تحكم هؤلاء المنافقين؟ ولماذا لا يصرحون بما في نفوسهم الصدئة ويتنفسون أجواء صحية سليمة بدلا من هذا الضغط النفسي والعصبي الشديد الذي يسبب لهم بلا شك أمراضا كثيرة عضوية ونفسية (هم في غنى عنها؟ ومنها على سبيل المثال لا الحصر (أمراض القولون العصبي ـ الضغط ـ الاكتئاب) لم لا يريحون ويستريحون, ويعبرون عن أنفسهم بكل بساطة ووضوح كما يفعل البشر الأنقياء, فهذا أحبه يعني أقترب منه وأصادقه وأعاشره بكل مودة ورحمة.. وهذا أكرهه اذن سأبتعد عنه وأحاول ألا أراه او أكلمه إلا في حدود كي لا تحدث صدامات او خلافات او حتى نفاقا ووجع رأس وكفى الله المؤمنين شر المنافقين. ان من يعيش مشاعره بكل بساطة وتلقائية وعفوية هو إنسان سعيد متصالح مع ذاته ومجتمعه فهو لا ينافق او يداهن او يتزلف ولا يحمل نفسه فوق طاقتها.. يعيش بكل صراحة ووضوح وبوجه واحد فقط, اما ذاك صاحب الوجوه المتعددة (وجه للصباح ووجه للظهر وآخر للمساء والسهرة) فهو إنسان تعيس مقهور يصارع الضغوط الحياتية المختلفة بلا جدوى لأن الناس تستطيع التمييز بين الود الصادق والود المزيف فيكون في النهاية قد خسر الجميع فلا هو كسب نفسه ولا كسب أولئك الذين ينافقهم ويحتقرونه ولا يحترمونه. فالإنسان لا ينال الاحترام من الآخرين بالنفاق او الضغط او الإكراه او الود المزيف او الاستجداء.. انما ينبع الاحساس بالاحترام ذاتيا تجاه الآخرين حين يلمس المرء صدقهم والتزامهم بالطريق القويم في الحياة وتصرفهم في حياتهم تجاه الآخرين. تصرفاتهم تعكس اتزانهم النفسي والخلقي والتزامهم باحترام النفس وحقوق الغير وإظهار المشاعر الصادقة فلا شيء يخفى للأبد, وكما قال الشاعر: ومهما تكن عند امرىء من خليقةوان خالها تخفى على الناس تعلم ، أعرف إحداهن كالحة شاحبة صفراء الوجه تقبل على الآخرين إقبال مودع وتمطرهم بلسان عذب يقطر حبا وحنانا وبعبارات ضخمة من الترحيب والتهليل والود الصافي, وما ان يغادر هؤلاء حتى يسقط القناع ويتبدى وجهها على حقيقته بشعا منفرا كريها ويتحول لسانها الى سكين حاد تبعثر به من رحبت بهم قبل قليل تقطع به أوصالهم وتمزقهم إربا إربا بدءا من أشكالهم وألوانهم وحتى لبسهم وتسريحاتهم وانتهاء بأخلاقهم وشرفهم, ياإلهي.. شيء مريع. المصيبة انهن كثر لا يحصون ولا يعدون.. ألا يخشين غضب الله.. فقد قال تعالى “ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم” وقال تعالى “كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكـم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون”.. وقال المصطفى عليه الصلاة والسـلام (المؤمن على المؤمن حرام دمه وماله وعرضه) لكـن الدنيا اعمت أعينهن فلا يشعرن ولا يتدبرن ولا أمـلك إلا ان أقول لهن (اذا لم تستح فأصنع ما شئت)!!

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة